راوية حلس.. مقعدة من غزة تعاني ويلات الحرب والنزوح

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

تضاءلت أمنيات راوية حلس في تحسن حالتها الصحية وتخليها على الكرسي المتحرك الذي لازمها منذ 5 سنوات. فقبل اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة كانت راوية (43 عاما) ملتزمة بجلسات العلاج الطبيعي 3 مرات أسبوعياً وكانت تشعر بقدمها إلى حد ما.

ولكن منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر ونزوحها قسرياً من منزلها لم تخضع الأم لخمسة أبناء لأي جلسات علاج طبيعي مما أدى إلى تصلب قدمها حيث باتت لا تشعر بها نهائيا.

تقول: “كنت استعمل علاجاً خاصا لتنشيط أعصاب قدمي اليمنى. لكن وضع قدمي تراجع إلى الأسوأ وأصبحت في خمول وكسل وضعف حركة بنسبة 99%”.

نزحت راوية – وفق شهادتها التي نشرها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان- من منزلها الواقع على الأطراف الشرقية لقطاع غزة قبالة موقع “نحال عوز” كالآلاف من سكان حي الشجاعية، ولم يكن الأمر سهلاً عليها حيث تعيش في الطابق الثاني، حيث أنزل أحد أبنائها الكرسي المتحرك وقام الآخر بتعكيزها على درج المنزل بينما كانت تقوم ابنتها بإنزال قدمها التي لا تستطيع تحريكها عن الدرج حتى نزلوا إلى الشارع.

تقول: “خرجت وأبنائي يركضون ويجرون الكرسي المتحرك الخاص بي. مكثنا ثلاثة أيام في منزل أهلي الوقاع في الجهة الغربية للشجاعية، وفي العاشر من أكتوبر نزحنا من منزل أهلي بسبب كثرة القصف في الليل إلى منطقة تل الهوا في مدرسة تل الهوا للبنات”.

كانت المدرسة مكتظة جدا بالنازحين ولم يكن فيها متسع فاتخذت العائلة من الممرات ملاذاً، كنا 35 شخصا في مكان ضيق جداً مكثنا فيه 3 أيام قبل أن نضطر للنزوح مجدداً إلى وسط قطاع غزة بعد وصول رسائل للسكان تطلب منهم الإخلاء باتجاه الجنوب”.

وتضيف: “وجدنا سائقا ليقلنا للجنوب ولكنه رفض نقل الكرسي المتحرك الخاص بي ووافق على نقل السيدات فقط، مما اضطر أبنائي وإخوتي لوضع بضع حرامات على الكرسي وجره طوال الطريق من غزة إلى دير البلح. ووصلنا تقريبا لمنطقة دير البلح مع أذان المغرب. كانت الطريق جداً مزدحمة وآلاف السكان من غزة وشمالها ينزحون في هذا اليوم”.

وتبين راوية أنها تلازم الكرسي المتحرك منذ العام 2018، بعد وفاة زوجها بسنتين، “أصبح عندي تجلطات على النخاع الشوكي جراء الحزن الشديد على زوجي الذي كان مصابا من الاحتلال سابقا واستشهد جراء إصابته فيما بعد، ومن ذلك الوقت وأنا مقعدة على كرسي متحرك”.

لم يجد أبناء رواية وإخوتها مكاناً فارغ في الطابق الأرضي قريب من المرافق الصحية يلاءم وضعها الصحي، فاستقبلها إحدى العائلات وابنتها في أحد الصفوف الأرضية”.

وتمضي راوية بالقول: “الآن أنا بحاجة لكرسي متحرك أقدامي ملقاة على الأرض بسبب عدم وجود أقدام للكرسي الذي تعطلت عجلاته، ولا يمكنني استعماله لوحدي عدا عن حاجتي لسرير طبي، فالسرير المتوفر لدي حاليا عبارة عن بضعة أخشاب قام أبنائي بتجميعها على هيئة سرير”.

وتعرب رواية عن ألمها لانقطاعها عن العلاج الطبيعي حيث كان هناك فرص حقيقية لاستعادة قدرتها على المشي، “أما اليوم فلم أعد أستطيع تحريك قدمي وتضاءلت أمنياتي في السير مجدداً والشعور مرة أخرى بقدمي، تراجع وضعي إلى الأسوأ وأصبحت في خمول وكسل وضعف حركة بنسبة 99%”.

ويواجه الأفراد من ذوي الإعاقة في غزة تحديات كبيرة نتيجة ما يخلفه القصف الإسرائيلي من دمار في القطاع وما يصاحب ذلك من ظروف غير صحية ونقص في الرعاية الصحية وعدم قدرة ذوي الإعاقة على الوصول للخدمات الصحية، هذا ان وجدت.

يواجه ذوي الإعاقة في #غزة واقعاً مريراً خلال التحديات اليومية في البحث عن العلاج، التعامل مع الإعاقات الجديدة، والعيش في ظروف قاسية🦿 pic.twitter.com/auoHZHCWtN

— العربي الجديد (@alaraby_ar) July 10, 2024

وتفيد معطيات نشرها قطاع تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، السبت، فإن الحرب خلفت نحو 10 آلاف معاق في قطاع غزة.

وفق الشبكة؛ فإن حياة الأشخاص ذوي الإعاقة تتعرض للخطر بسبب النقص الحاد في مصادر المياه والغذاء والطاقة والأدوية والعلاج الطبي والتأهيلي، مبيناً أن العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة يواجهون صعوبات كبيرة في مراكز الإيواء المكتظة بالنازحين وغير الموائمة، التي لا تتوفر فيها مقومات الشمول، مما يضاعف صعوبة حصولهم على المساعدات الإنسانية واستخدام الحمامات وغيرها من الاحتياجات والمتطلبات الضرورية.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة