رهان الوقت.. من المستفيد من إطالة أمد الحرب في غزة ولبنان؟

 ​   

غزة / PNN – أجمع محللون سياسيون، على أن إطالة أمد الحرب، في قطاع غزة ولبنان، يخدم إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بالدرجة الأولى، في ظل حالة الاصطفاف المحمل بالدعم غير المتناهي، الأمريكي والغربي لتل أبيب.

وقال محللون، إن إطالة أمد الحرب، لا يخدم الفلسطينيين أو اللبنانيين بقدر ما تحمل من خسائر، لاسيما مع الدمار الذي حل على بيروت وجنوب لبنان وقطاع غزة.

وأوضحوا أن رهان الوقت، سيؤدي إلى أن يستمر نتنياهو في السلطة حتى عام 2026، بعد أن كان مستقبله السياسي على المحك، بل يجعل وجوده عبر حزب الليكود والائتلاف اليميني قائم بقوة في أي انتخابات قادمة.

وأشاروا إلى أن قرار إطالة أمد الحرب، أمريكي إسرائيلي، بغرض تصفية ما استفادت منه إيران من مكاسب أتيحت لها عند تطبيق مخطط “الفوضى الخلاقة” في الشرق الأوسط، مما خدم أغراض طهران التوسعية.

وتوضح الباحثة السياسية تمارا حداد، أن إطالة أمد الحرب في غزة ولبنان، هي لمصلحة إسرائيل بشكل عام ومن كافة النواحي، ووفقا للمؤشرات والمعطيات، في ظل الدعم الغربي غير المحدود، فهي لصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينيامين نتنياهو، سواء على المستوى الشخصي أو فيما يخص إنقاذ وتحصين مستقبله السياسي حتى عام 2026 بعد أن كان مهدداً.

وتقول حداد لـ”إرم نيوز”، إنه على المستوى الداخلي في إسرائيل، فإن استمرار الحرب على الجبهتين، سيقلب الموازين لصالح نتنياهو وحزب “الليكود” مع إجراء أي انتخابات مما يقوي فرص فوزه هو وحكومته وائتلافه اليميني.

ورفضت حداد ما يروج له البعض من رؤى خاطئة، على حد قولها، من أن إطالة أمد الحرب لصالح “حركة حماس , حزب الله” في وقت وضح فيه استنزافهم العسكري، فضلا عن ما حل بلبنان وقطاع غزة، مشيرة إلى أن “حماس” تعتقد أن الاستنزاف سيقلل من الوضعية العسكرية لإسرائيل.

ولكن الحقيقة أن هناك دعماً أمريكياً وأوروبياً في جميع الأوجه لـ”تل أبيب” التي لا تقوم بالمهام لوحدها، وهو ما يقوي من وضعيتها.

وقالت إن “ما بات عليه قطاع غزة ودمار جنوب لبنان، وسط عدم القدرة على صد القصف الجوي أو التعامل مع الحصار المفروض أو القتل الممنهج من جانب إسرائيل، يوضح من المستفيد من إطالة أمد الحرب”.

وترى حداد بأن هناك تعاملاً أمريكياً إسرائيلياً يقوم على عدة جبهات، بهدف قطع أذرع ما يسمى محور “الممانعة” والقضاء على أي مستقبل لتلك الأجنحة، وذلك بعدما لمست واشنطن بأن ما نتج عن مخطط “الفوضى الخلاقة” استفادت إيران منه.

وأشار إلى انتشار ميليشيات إيران لتتحكم في دول عربية مثل لبنان والعراق لصالح خطط طهران التوسعية، فكان القرار الأمريكي بالتعامل مع هذه الأذرع التي ستتأثر ويتم استنزافها، عبر رهان الوقت.

ويؤكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية نزار نزال، أن طول أمد الحرب يخدم بالدرجة الأولى الإسرائيليين، في ظل اصطفاف دولي كبير ودعم أمريكي وغربي غير متناهٍ لـ”تل أبيب”، ولا يخدم الفلسطينيين أو اللبنانيين بقدر ما تحمله الخسائر لهم.

وبين نزال، أن هذه المساندة الغربية اللامحدودة لإسرائيل، قامت بالتغطية شكلا ومضمونا على النزيف الذي يصيب الجيش الإسرائيلي في الفترة الأخيرة، سواء في الجبهة اللبنانية أم في الجبهة الجنوبية داخل غزة.

وأشار إلى أن هناك محاولة في القطاع من جانب الفلسطينيين، للتكيف مع الواقع الجديد، والعودة إلى الواجهة في استهداف الآلة العسكرية الإسرائيلية وسط خسائر يومية لجيش الاحتلال، وهناك نفس الأمر في مواجهات بالجنوب اللبناني.

ولكن مع ذلك، فإن طول أمد الحرب، يجعل كفة الخسائر أثقل كثيراً في الطرف اللبناني والفلسطيني، بشكل أكبر من الطرف الإسرائيلي، وبالتالي فإن “تل أبيب” تتمسك بإطالة الأمد، لأنه يخدم أجندة لها علاقة بتفاصيل وأهداف تبتغيها في المرحلة القادمة.

وأشار نزال إلى أن هذه الأجندة التي تستهدفها إسرائيل بدعم غربي غير محدود، هي “قصقصة” أجنحة إيران في المنطقة، وبعد ذلك سيذهب الإسرائيليون إلى سوريا وأيضاً يكون التوجه مباشرة نحو جغرافيا إيران.

  

المحتوى ذو الصلة