رام الله / PNN/ وصال ابو عليا – تعود أصولها لمدينة يافا التي هجرت عائلتها منها إبان هجرة عام 1948، عاشت الغربة لسنوات ومن ثم عادت لفلسطين واستقرت في رام الله. إنها ريم شهاب التي بدأت تبتدع تصنيع الشوكولاتة بنكهة فلسطينية، حيث نكهة الميرمية، والزعتر وغيرها من الأعشاب الجبلية الفلسطينية، وكانت بدايتها كهاوية.
تطلق على نفسها مبتكرة شوكولاتة بالأعشاب الطبيعية العطرية والنكهات الشرقية البحتة، نظرا لرغبتها في إيجاد النكهات الشرقية التي تحتويها الأعشاب العطرية، وهي غريبة نوعا ما، لأن الشوكولاتة عادة لا تحتوي على هذه النكهات، لكنها حرصت على إظهارها بالشوكولاتة.
وتضيف أن أي شخص يتذوق هذه النكهة يشعر أنها نكهة فلسطينية، ومنها الميرمية الجبلية، والعطرة، والزعتمانة، والريحان والنعنع، ليشعر أنها بمذاق وطني، كما أن هناك نكهات أخرى بطرق خاصة يتم مزجها لاستخراج نكهات جديدة.
الدراسة
ريم شهاب درست شيف حلويات غربية وشيف حلويات ايطالية، درست في فلسطين وتلقت دورات أخرى أونلاين ومن ثم أكملت هذه الدراسة في تركيا، تعلمت كل النكهات الغربية، لكنها شعرت أنها تتعلم ما هو ليس مناسبا لها، وتتعلم شيئا غريبا عن بلدها. لذلك أرادت أن تثبت النكهة الشرقية بأي طريقة، فتركز ابتكارها في مشروع التخرج بداية، على النكهة الشرقية في الحلويات الغربية، وفي حينه عملت الكلير بنكهة الميرمية وكانت مميزة بكل التفاصيل.
وأشارت شهاب أنها بعد ذلك حاولت أن تضع خلاصة النكهة الشرقية بالحلويات، رغم أنه كان صعب في البداية، إلا أنها بدأت من البيت لعائلتها، ففكرت أن تبتكر شيئا جميلا بنكهة شرقية بأيدي فلسطينية.
وتتحدث شهاب عن فترة اغترابها في نيكاراغوا لمدة ثلاث سنوات، وكيف كانت تتلقى أي شيء من البلاد بشغف، حيث الميرمية، والزعتر والسمسم، وهي هدايا ثمينة ومختلفة، لذا أرادت أن يصل هذا الشعور الذي يكتنفها عندما تصلها هذه الهدايا من فلسطين إلى المغتربين المهجرين عن بلادهم ولم يعودوا لها منذ عشرات السنوات، فقد شعرت برغبة أن توصل لهم النكهة الشرقية الفلسطينية في حبة الشوكولاتة لتقرب مسافة فلسطين عبر هذه النكهات.
تقول شهاب إن الفكرة لصناعة الشوكولاتة بالنباتات الطبيعية العطرية انطلقت منها، وأنها أول من تفاجأ بالفكرة ونجاحها، وأن المذاق والنكهة كان مميزا وطيبا.
تصف شعورها بعد أن تبتكر في كل مرة نكهة جديدة، بأنه كان شعورا جميلا وغريبا، حيث أن أن الميرمية نبتة تعودنا عليها بكاسة الشاي، أما أن تكون بقطعة شوكولاتة فهذا غريب وغير معتاد، وبدأت تبتكر النكهات وتدع زوجها وأولادها لتذوق هذه النكهات الجديدة، التي حظيت بقبول وإعجاب الجميع، الأمر الذي فسح المجال لها لتجربة نكهات أخرى، فأدخلت الزعتر الأخضر بالشوكولاتة، بعد ذلك.
وتؤكد شهاب كنت سعيدة بعملي، رغم مخاوفي من عدم تقبل النكهات الجديدة خاصة الميرمية التي لم نتعود عليها في الشوكولاتة.
أما العقبات الأولية، تعتقد شهاب أن أكبر عقبة كانت أن تستقبل رأي من يتذوق الشوكولاتة كتجربة أولى، تقول كان يصيبني رعب بانتظار النتيجة، أترقب ردة فعل الزبائن، وكنت أتفاجأ أن النكهات خرافية ويتم تقبلها بكل حب وإعجاب، فكان شعوري كسيدة فلسطينية تبتكر شي جديد بمثابة شعور بالنصر، حققت انجازا بالمقادير والمذاق، والنكهة، “الميرمية رجعتني لنكهة بلدي وتخص وطني”.
مرحلة تطور الإنتاج والتوزيع
قالت شهاب إن فكرة التوزيع لم تكن واردة في البداية، فقد بدأت أنتج ببيتي لعائلتي، وأعمل نكهات لأشخاص معينين وطرود عادية في البداية، لم تكن ماركة ولم تكن موثقة، ومن ثم عندما بدأ هناك طلب على المنتج وبنكهات مختلفة، أدخلت البقلاوة، والكنافة، والتين، والمشمش، والتمر والعسل الطبيعي، وكل المكونات طبيعية لم نستخدم أي شيء صناعي، وأنا أقوم بتركيب النكهات بنفسي، وقد ساعدتني دراستي في كشف ومعرفة دمج النكهات ومزجها.
وبعد ذلك، أشارت شهاب إلى أنها وصلت لمرحلة انتاج مجموعة الشوكولاتة بالنكهات الخاصة بها، وفتحت معملا وقامت بتسجيل المنتج باسمها، وأصبح لديها عمال.
مجمل التوزيع هو أونلاين حسب شهاب، ولديها نقطة بيع في رام الله، وحاليا تسعى لتوسيع نقاط البيع في المدن الأخرى مثل، بيت لحم الخليل والمحافظات الأخرى. فيما وصلت منتجاتها خرج حدود دولة فلسطين إلى الدول التالية: الأردن، ولبنان، وتونس، والمغرب، ودبي، وبنما ونيكاراغوا.
العقبات التقنية
تؤكد أن العقبات كانت كبيرة، خاصة مع بدايات العمل في فترة كورونا عام 2021، وكان العمل بداية في البيت بمساحة ضيقة، ولم تكن في أجواء المعمل، كما أن التوزيع لم يكن سهلا في البدايات، وكانت بدأت الانتاج بأشياء بسيطة تعتمد على الميكرويف وأجهزة أخرى بسيطة من البيت، نظرا لعدم توفر الماكينات الخاصة في حينه عندها، وفيما بعد تطور العمل وأنشأت معملا خاصا بها.
طريقة العمل
تشرح شهاب طريقة عمل الشوكولاتة بنكهة الميرمية، والعسل، فتقول في البداية نحضر خليط الشوكولاتة الذي تمزجه في ماكينة خاصة في المعمل وتضعها في قالب ومن ثم تنتظر لتبرد الشوكولاتة بدرجة حرارة معينة، وبعدها تضيف الحشوة وهي نكهة الميرمية والعسل داخل الشوكولاتة على شكل بنبونة وتضيف لها المزيد من الشوكولاتة لتغطيتها، وتضعها بعد ذلك في الثلاجة مرة أخرى لدقائق، ومن ثم تستخرجها وتعبئها في العلب الخاصة، ويتم تغليفها وتوصيلها.
تشير شهاب أن أغلب الزبائن يطلبون نكهات طبيعية فلسطينية، ونكهة الوطن نفسه كهدية لمعارفهم وأصدقائهم وهي عزيزة عليهم. ويزيد الطلب فترة الأعياد، عيد الفطر، وعيد الأضحى، وأعياد الطوائف المسيحية،، والمناسبات عيد المرأة، وعيد العمال، يكون ضغط بالانتاج، أما الأيام الأخرى تقتصر على طلبات خاصة وهدايا، يتم التوصية عليها من الصفحة الخاصة بمنتجها https://www.facebook.com/ReemChocolateOfficial يتم تجهيز أي طلبية مباشرة، وإن كانت لخارج فلسطين تغلف بطريقة مختلفة تراعي درجات الحرارة ووسيلة النقل لتصل كما هي .
رسالتها
تقل شهاب ان على كل امرأة ألا تحكم على نفسها من عمرها وأنه لا يوجد لديها قدرة على العطاء، فالمرأة الفلسطينية رغم كل الظروف والأوضاع المحيطة بنا، لديها طاقة جدا جميلة، ولديها ابداعات ترغب دائما أن تنتج وتبدع، “لدينا شيء جميل حابين يوصل”.
وعن رأي العائلة في انتاج ريم شهاب للشوكولاتة بنكهات فلسطينية، تقول ابنتها رشا شهاب: “حبينا فكرة ماما وخصوصا المذاق والنكهة جديدة وطيبة، أنا بحب الشوكولاتة بنكهة جوز النكهة، بندعم ماما دائما ونفخر بها بكل خطواتها والتطور والتميز الذي تحققه.
تم إنتاج هذه القصة ضمن برنامج “قريب” الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتنمية الإعلامية CFI بالشراكة وتمويل الوكالة الفرنسية للتعاون الدولي AFD.