زينب السجدي حكاية ام تنتظر ابنيها الاسيران وهي خلف الجدران

 ​   

 بيت لحم /PNN / نجيب فراج – لا تلتقط المواطنة  زينب السجدي انفاسها وهي تلاحق ابنائها من سجن الى اخر ومتابعة اوضاعهم حتى وهم خارج السجن حينما اصيب احدهم برصاص الاحتلال في شهر نيسان الماضي.

اليوم المتابعة تختلف حينما قامت قوات الاحتلال باقتحام منزلها الواقع في مخيم الدهيشة للاجئين في الثامن  والعشرين  من الشهر الماضي فجرا وقامت باعتقالها واعتدت عليها بالضرب المبرح من قبل مجندات عملن على سحبها من شعرها  وقد زجتها هذه القوات في سجن الدامون الاسرائيلي وذلك بعد نحو شهرين من اعتقال نجلها راني وبعد عدة اسابيع من اعتقال نجلها مهند ، وللحقيقة فان اعتقال الثلاثة لم يكن له صلة ببعصهم البعض.

راني سبق له ان كان معتقلا في السابق لاكثر من عامين وقد اصيب في شهر نيسان الماضي بالرصاص من قبل قوات الاحتلال ويعاني من تشنجات في ساقيه كما يعاني من ضعف وانكماش بالرئتين وهو بحاجة الى علاج متواصل وجدي وبالطبع وحسب شقيقه محمد فانه من المتوقع ان يتفاقم وضعه في ظل ما يعانيه الاسرى من ممارسات قمعية واهمال طبي حيث ان اخباره منقطعة تماما، وقد وجهت له التهمة الجاعزة ضد اي فلسطيني “التحريض عبر الفيس بوك” اما الشاب مهند الذي اعتقل قبل نحو الشهر ونصف ايضا اخباره منقطعة تماما وعلمت العائلة ان سلطات الاحتلال تنوي تحويله الى الاعتقال الاداري وسبق له ان امضى نحو ثلاث سنوات قيد الاعتقال.

وما يتعلق بالوالدة البالغة من العمر 50 عاما فان الاهل لا يعلمون عنها الا الاخبار القليلة  فقد علمت انها تقبع في قسم الاسيرات بسجن الدامون الواقع قرب حيفا وان محامو نادي الاسير علموا ومن خلال متابعاتهم ان سلطات الاحتلال توجه لها تهمة التحريض على الفيس بوك وقد حددت لها موعدا لمحاكمتها في الرابع من شباط القادم ولم يسمح لابنائها البالغ عددهم في خارج السجن شاب وابنتين من حضور جلسات تمديد المحكمة لها وان عمل المحاكم الان هو تمديد الاعتقال وليس اصدار قرارات بحق الاسرى وهذا التطور يحصل منذ السابع من اكتوبر الماضي.

واعربت عائلة الاسيرة عن قلقها الشديد على حياتها وخاصة انها تعاني من مرض السرطان وهي بحاجة ماسة الى العلاج الطبي.

 و ناشدت العائلة المؤسسات الحقوقية وخاصة هئية الصليب الاحمر الدولي التدخل من اجل الضغط على سلطات الاحتلال الافراج عنها كونه لا يوجد تهمة جدية تستدعي اعتقالها وعرضها على المحكمة وان اعتقالها ياتي في سياق استهداف عائلة الاسيرة وفي سياق تكميم الافواه ومنع المواطنين من التعبير عن ارائهم المناهضة للاحتلال وجرائمه التي لا تتوقف بحق الشعب الفلسطيني.

وكان المحامون قد اشاروا الى ان زينب قد تم نقلها اولا  الى سجن الشارون، و على الباب قام جندي بشد شعرها، و صفعتها مجندة على وجهها، و تعمدوا دفعها بقوة و الدوس على قدمها  أثناء نزولها على الدرج، ثم فتشوها تفتيشا عاري، و تقول الأسيرة في هذا السياق: ” خلال  التفتيش تم ضربي وكان هناك كأس ماء تم رشقي بها ،احدى المجندات  أمرتني بالخروج وأنا شبه عارية فرفضت ، فقامت بتمزيق جاكيتي، اردت تسكيره فمنعتني، ثم وضعوني في غرفة مع أسيرات أخريات تفتقر لادنى مقومات الحياة ، باردة لا يوجد بها فراش ولا بطانيات، كانت السجانة تدخل وتضربنا، صفعتني وضربتني بقبضة يدها على جميع أنحاء جسمي وقد تلقيت ضربات قاسية على معدتي فشعرت انني لم اعد استطيع التنفس، كما أنهم أحكموا القيود بشدة على يداي حتى انتفخت ” .

نقلت الأسيرة بعدها الى سجن الدامون، و قامت بزيارة العيادة  حيث أخبرتهم بأنها مريضة سرطان منذ عام 2009  و بحاجة الى متابعة طبية، من دون ان يكون هناك اي استجابة

  

المحتوى ذو الصلة