سجن النقب .. ساحة جديدة لوحشية المحتل في التعامل مع معتقلين غزة

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

تحول سجن النقب الإسرائيلي تحول إلى ساحة جديدة لوحشية المحتل في التعامل مع المعتقلين الفلسطينيين.

وسجن كتسيعوت أو سجن النقب الصحراوي أهو معتقل إسرائيلي موجود في صحراء النقب على بعد 45 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من بئر السبع المحتلة.

وخلال الانتفاضة الأولى، كان موقع السجن أكبر موقع احتجاز يديره الاحتلال، وكان يتشكل من عدة أقسام ويحوي ثلاثة أرباع جميع الفلسطينيين المعتقلين.

وبعد أشهر من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، تحول السجن إلى وجهة لاستقبال المعتقلين من قطاع غزة وإخضاعهم للتعذيب الوحشي.

تعذيب مفضي للموت

وأكد مركز الميزان لحقوق الإنسان في بيان له السبت، أنه مع استمرار سلطات الاحتلال في استخدام أساليب مروعة من التعذيب المفضي للموت، الذي حصد أرواح عشرات المعتقلين؛ حوَّلت مراكز الاحتجاز إلى ساحات أخرى لأفعال الثأر والانتقام الوحشي من المعتقلين الفلسطينيين.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال اتخذت تدابير غير آدمية، تشكل بحد ذاتها عقوبات شديدة القسوة ومتواصلة بلا انقطاع، وتشكل انتهاكات خطيرة ومنظمة للمعايير والقواعد القانونية والأخلاقية التي وضعها العالم المتحضر، لتنظيم أوضاع الأشخاص المحرومين من حريتهم داخل أماكن الاحتجاز، والتي تكفل كرامتهم وجملة الحقوق الثابتة لهم بموجب أحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

انتشار الأمراض الجلدية

ووفق البيان؛ في 19 أغسطس/آب 2024، زار محامي مركز الميزان لحقوق الإنسان سجن النقب، حيث لاحظ وجود طفح جلدي على أجساد المعتقلين الذين قابلهم، وأفادوه بانتشار الأمراض الجلدية بينهم، والتي انتقلت لحوالي (150) معتقلا.

بوضع صحيّ صعب.. أفرجت سلطات الاحتلال عن الأسير سياف سلمي (٢٢ عامًا) من قلقيلية بعد عامين في سجون الاحتلال وقد أفرج عنه من سجن (النقب الصحراوي).

– حيث جرى نقله إلى مستشفى الأهلي في محافظة الخليل، بشكل فوري جرّاء إصابته بمرض جلدي. pic.twitter.com/0HvbFwlSVs

— ق.ض 𓂆 (@jalestinian) August 18, 2024

وأكد المركز أن إدارة السجون ترفض تقديم العلاج المناسب للمعتقلين وتدعي أن أمراضهم لا علاج لها.

انتشار الحشرات والديدان

وأشار المعتقلون إلى انتشار الحشرات والديدان في المراحيض، ودخول المياه العادمة إلى الخيام التي يُحتجزون بداخلها، وظهور الطحالب على الأرض، إلى جانب انعدام مستلزمات النظافة الشخصية، والمياه الساخنة، الأمر الذي خلق بيئة مواتية للأمراض والأوبئة.

شاهد على جحيم السجون‼️

“من 6 لـ8 أسرى من أصل 12 أسير، مصابين بمرض الاسكابيوس، والأمراض ذبحهتم ومضاعفة خاصة في سجن النقب”

حمزة قطناني، أسير محرر بعد 19 شهراً في سجون الاحتلال https://t.co/F6XMnfF2pr pic.twitter.com/5D04H1NNJa

— Hanaa. M (@HanaaM24) August 16, 2024

حرمان من الاستحمام

ويسهم غياب أي علاج واستمرار حرمان المعتقلين من مياه الاستحمام ومواد النظافة الشخصية في انتشار الأمراض الخطيرة بين المعتقلين ويهدد حياتهم، وفق البيان.

ولاحظ محامي مركز الميزان خلال معاينته للمعتقلين الذين قابلهم في سجن النقب أنهم يعانون من ضعف وهزال كبيرين، يشيران لاعتلال صحتهم.

انخفاض الأوزان

وأفاد المعتقلون بانخفاض أوزانهم بشكل كبير وملحوظ منذ اعتقالهم بسبب حرمانهم من وجبات طعام كافية وصحية، حيث تُقدم لهم وجبات رديئة وغير كافية لسد جوعهم ولا تحتوي على العناصر التي يتطلبها الجسم من البروتينات والفيتامينات الضرورية، الأمر الذي يُضعف من قدرة جهاز المناعة ويسهل إصابتهم بالأمراض.

10 شهور بنفس الملابس؟؟ نعم صحيح !! خسرت 40 كيلو من وزني نتيجة قلة الطعام !!
كسرت عظام صدري؟ نعم كسرت 3 ريش.. الظروف كانت قاسية متعبة مؤلمة ويطول الحديث فيها.. لكن أكثرها أهمية هو المرض الذي أصاب الاسرى وبالذات في سجن النقب وانتشر بينهم مثل النار في الهشيم وقد أصابني قبل 3 شهور pic.twitter.com/iK56djnnPc

— ق.ض 𓂆 (@jalestinian) August 17, 2024

اكتظاظ وتكدس

واشتكى المعتقلون من حالة التكدس القائمة، حيث يتواجد في كل خيمة (30) معتقلا و(11) سريراً فقط، بحيث يضطرون إلى النوم على الأرض، كما أن الخيم ذاتها ممزقة ومهترئة ولا تقي لا من الحر ولا من البرد.

وتشير تقديرات أحد المعتقلين الذين زارهم محامي المركز إلى أن عدد المعتقلين في سجن النقب يبلغ حوالي (600) معتقل، فيما تشير التقديرات إلى أن العدد قد يصل إلى (900(.

وأفاد المعتقلون بأن سلطات الاحتلال تسمح لهم بالاستحمام مدة لا تتجاوز ال3 دقائق وبالمياه الباردة مرة واحدة بالأسبوع، ودون تقديم مواد ومستلزمات النظافة اللازمة.

كما أن الفرشات التي ينامون عليها غير نظيفة وغير ملائمة، والقطط تملأ المكان وتُسهم في انتشار الأمراض. علاوة على ذلك، تقوم إدارة السجن بأخذ الفرشات عند الساعة 06:00 من صباح كل يوم وتعيدها في ساعات المساء.

وأشار المعتقلون إلى أنه لم يتم استبدال زجاجات مياه الشرب البلاستيكية منذ حوالي (4) شهور.

ويُضيف المعتقلون أنهم محرومون من زيارة الأهل أو زيارة المحامي، هذا إلى جانب كونهم موقوفون وفقاً لقانون المقاتل غير الشرعي، الذي يحرمهم من أبسط ضمانات الحق في محاكمة عادلة، بالنظر إلى عدم إبلاغهم بالتهمة المنسوبة إليهم، ومصادرة حقهم في الدفاع ومناقشة أدلة الاتهام، وبالتالي انعدام قرينة البراءة.

أعداد معتقلي غزة

وزجّت سلطات الاحتلال بآلاف الفلسطينيين من قطاع غزة في سجونها بعد السابع من أكتوبر، وأفرجت عن أعداد منهم عبر معبر كرم أبو سالم ومن مناطق أخرى على السياج الفاصل.

ووفق مركز الميزان؛ فإن المتبقين حالياً حوالي (2,650) معتقلا، من بينهم (12 طفلاً)، وسيدتان. ومن بين العدد الكلي للمعتقلين يوجد حوالي (300) معتقل يخضعون للمحاكمات، بينما يُحتجز (2,350) منهم كمقاتلين غير شرعيين.

ويقضي قانون المقاتل غير الشرعي باحتجاز المعتقل دون إبلاغه بالتهمة المنسوبة إليه أو بمدة اعتقاله”، ما يفقده أي من ضمانات الدفاع.

🎥 بعد قضائه “21 عاما” في سجن “النقب”… أفرجت سلطات الاحتـ ـلال أمس عند حاجز الظاهرية في مدينة #الخليل عن الأسير عمار صبحي موسى من بلدة سيلة الظهر جنوب #جنين عقب اعتقاله في العام 2003. pic.twitter.com/zio5nUup09

— قناة فلسطين اليوم (@Paltodaytv) August 19, 2024

كما يشير مركز الميزان إلى أن جميع المعتقلين في الأشهر الأولى من احتجازهم واجهوا أوامر منع الالتقاء بمحام، وأن (70) معتقلاً لا يزالوا ممنوعين من زيارة المحامي.

ويُحتجز المعتقلون الفلسطينيون من سكان قطاع غزة في السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية التالية: سجن النقب، سجن عسقلان، سجن عوفر، معسكر عوفر، سجن نفحة، معسكر سديه تيمان، سجن الجلمة، سجن المسكوبية، ومركز تحقيق بيتح تكفا.

وحمل مركز الميزان سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ويرى في هذه الإجراءات والممارسات نمطاً جديداً من الممارسات الوحشية الإسرائيلية بحق المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، التي تتهدد حياتهم، بالنظر لكونها تؤدي إلى تفشي الأمراض بين صفوفهم، وتتسبب بمعاناة شديدة القسوة ومتواصلة.

مصادر عائلية: نقل الأسير الشيخ عبد الرحمن صلاح من سجن النقب لمشفى الرملة عقب تدهور وضعه الصحي نتيجة التعذيب والأوضاع القاسية التي يعيشها الأسرى، يذكر أنه من أسرى صفقة شاليط المعاد اعتقالهم ومجموع اعتقالاته 22عام. pic.twitter.com/0p1fcqkgmH

— شبكة قدس | الأسرى (@asranews) August 20, 2024

ودعا مركز الميزان المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة، وطالب المحكمة الجنائية بإصدار أوامر اعتقال فورا لمن لأمر ومن نفذ الجرائم الخطيرة المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني ولاسيما المعتقلين.

ويحذر المركز من استمرار الحالة القائمة التي تؤدي إلى تفاقم معاناة المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وتفضي إلى وفاتهم، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي بالكف عن الصمت والوفاء بالواجبات القانونية والأخلاقية وتفعيل التوصيات، التي أمرت بها محكمة العدل الدولية في رأيها الاستشاري بتاريخ 19 يوليو من هذا العام.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة