سما بدون شعر.. طفلة جميلة ترى بعينيها آلام غزة وأوجاعها

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

تحلم الطفلة سما أبو طبيل (7 أعوام) باستعادة شعرها الجميل إلى ما كان عليه، قبل العدوان الصهيوني المستمر على غزة منذ 11 شهرًا.

ففي كل صباح، تحمل الطفلة البريئة المرآة الخاصة بها، تنظر إلى نفسها، علّ شعرها ينمو من جديد، بعد أن تسببت همجية حرب الاحتلال بتساقطه.

وفي كل مرة، تبكي الصغيرة، ويزداد حزنها، وتقول: “يبدو أنني لن أستعيد شعري أبدًا، أنا حزينة لأني أصبحت صلعاء”.

سما طبيل طفلة تعاني من تساقط الشعر إثر تعرضها لخوف شديد نتيجة عدوان الاحتلال على #غزة
Sama Tubail, an 8-year-old girl, experiences intense fear and anxiety due to Israel’s attacks, leading to hair loss.
The psychological impact of the ongoing war and blockade in the Gaza Strip… pic.twitter.com/xiQzOYVvX2

— زاهر ابو حسين (@ZAHERABUHUSIEN) August 27, 2024

وفي تعبيرات مؤلمة وقاسية لما وصل إليه حال الطفلة سما، تتمنى الموت كل يوم، تكره نظر الأطفال إليها، عندما يسألونها عن ماهية إصابتها بمرض السرطان.

قبل 5 أشهر من الآن، كانت سما تتمتع بشعر جميل، تصففه بأجمل التسريحات، وتتباهى به بين أصدقائها، إلا أن ذلك انقلب رأسًا على عقب، عندما هاجم جيش الاحتلال منزلًا قرب الخيمة التي ينزح بها أهلها في مدينة رفح، ما اضطر والديها للفرار بالأطفال إلى أحد المشافي القريبة.

تساقط شعر الطفلة سما طبيل وتغير ملامحها نتيجة مشاهد القصف العنيف خلال نزوحها من #رفح إلى #خانيونس.

تقرير: إبراهيم إبراهيم – مراسل فلسطين اليوم pic.twitter.com/RKo83nOoC4

— قناة فلسطين اليوم (@Paltodaytv) September 1, 2024

وتستذكر الطفلة الصغيرة ما حدث قائلة “كنت نائمة عندما استيقظت على صوت مرعب لانفجار ضخم دون أن آخذ وقتي لإدراك ما يحدث، حملني والدي مع أختي وركض في الشوارع طالباً من أمي أن تتبعه.

“وصلنا إلى المشفى، لنختبئ بداخله، ظنا منا أنه مكان آمن، لكن جيش الاحتلال هاجم سطحه، وأمضينا الليلة تحت القصف المستمر، وكأن الموت يلاحقنا.

ولحسن الحظ، نجت سما ووالداها وأخوتها من الهجوم وانتقلوا إلى مدينة خان يونس جنوب القطاع، ظناً منهم أن المكان سيكون أكثر أماناً، لكن الانفجارات لم تتوقف وشعرت أنها ستموت في أي لحظة.

عندما سألت الطفلة عن أمنيتها، قالت:

“أمنيتي أن يعود شعري وينمو من جديد لأتمكن من تمشيطه مثل باقي البنات”
في تلك اللحظة، انفجرت الأم وطفلتها في البكاء.

سما طبيل، التي نُزحت من شمال قطاع غزة إلى رفح، فقدت شعرها نتيجة الخوف الشديد إثر اقتحام الدبابات لمدينة رفح. pic.twitter.com/QYAfrf0OPS

— عمو سامي (@3m0samy) August 24, 2024

سما قررت في نفسها عدم البكاء، واحتفظت بمخاوفها داخل قلبها، دون أن تتحدث عن مشاعرها، كي لا تزعج والديها.

ما هي إلا أيام قليلة، وحين كانت سما تمشط شعرها ككل يوم، صدمت بتساقط نسبة كبيرة منه، هنا كانت الكارثة، الصدمة، سما أصبحت صلعاء.

والدتها تقول: فقدت سما في 3 أيام فقط قرابة 80% من شعرها، والكارثة الكبرى أن علاجها غير متوفر في غزة.

تتساءل عن الذنب الذي اقترفته طفلتها، حتى تعاقب بتساقط شعرها، تؤكد أن أصعب سؤال توجهه سما لها هو: متى سيعود شعرها؟.

وتابعت “لم أتحمل دموع ابنتي وبدأت أخبرها أنها ستعيد شعرها قريبا وفي كل وقت أقول لها إنها أجمل فتاة في هذا العالم”.

ودعت الأم المكلومة كافة الجهات إلى مساعدتها في سفر طفلتها للعلاج خارج قطاع غزة لعدم توفره بسبب الحصار المستمر ونقص المستلزمات الطبية.

وستحتفل سما بعيد ميلادها يوم 5 تشرين الأول/ أكتوبر وتأمل أن تتمكن من إستعادة شعرها قبل الاحتفال مع أصدقائها. وقالت سما “حتى لو لم أتمكن من الاحتفال هذا العام، أتمنى أن أفعل ذلك العام المقبل عندما تنتهي الحرب وأتمكن من السفر لتلقي العلاج”.

الطبيب محمد العطار المعالج للطفلة سما في مستشفى ناصر، يقول: إن الطفلة “تعاني من تساقط الشعر الكربي وهو يحدث عادة للأشخاص الذين يعانون من ضغوط نفسية شديدة والتي تنتج عادة عن الخوف والصدمة”.

يتابع أنه يحدث بسبب الصدمة والضغط النفسي الشديد، فإن عددا كبيراً من جُريبات الشعر قد تلجأ إلى الدخول في مرحلة ركود لفترة ليست بالبسيطة وهذا هو السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى تساقط الشعر والذي يتم ملاحظته بشكل كبير بعد ثلاثة أيام أو أسبوع من مرحلة ركود جريبات الشعر.

وأوضح العطار أن العلاج الأساسي لاستعادة الشعر هو توفر البيئة المناسبة صحياً ونفسياً للمريض وتناول الأدوية اللازمة التي تساعد المريض على استعادة شعره.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة