شمال غزة يباد .. الاحتلال يوسع دائرة النار ويستهدف المستشفيات ويهجر المئات

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

بالقتل والتدمير والتهجير القسري، تنفذ قوات الاحتلال الصهيوني أوسع عمليات التطهير العرقي وجرائم الإبادة الجماعية في شمال غزة منذ 15 يومًا، وسط صمت دولي مريب، مع قطع الاتصالات والانترنت.

صيحات ونداءات من قلب شمالي قطاع غزة الصامد، الذي يرفض أهله ترك منازلهم، مفضلين الموت فيها على النزوح جنوبًا، مشددين على أن صمودهم ملحمة أسطورية تتحطم على صخرتها مخططات الاحتلال النازي، لاسيما مخطط الجنرالات الساعي لتفريغ الشمال من سكانه، والقضاء على المقاومين.

وفيما يبدو أن إسرائيل تدرك أن فرض سيطرتها على مخيم جباليا برمزيته سيسهل المهمة في حملة التطهير العرقي للأحياء المجاور، ما يدفع السكان إلى الصمود وسط حرب التجويع والقصف والقذائف التي تنهمر عليهم كالمطر من كل اتجاه.

المواطن محمود أبو شعيرة والمحاصر في مخيم جباليا يقول في اتصال مع المركز الفلسطيني للإعلام إن الاحتلال يوسع دائرة النار في مستهدفًا كل متحرك، وكل منزل في أزقة المخيم، مرتكبا المجازر الشنيعة.

Breaking News: A fire has broken out at the UNRWA-run Abu Hussein School in Jabalia Refugee Camp, northern Gaza Strip, as a result of ongoing artillery shelling. Urgent appeals have been made to rescue the displaced and contain the fire.
pic.twitter.com/3xc6cZXWpa

— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) October 19, 2024

وأضاف أبو شعيرة إن أصوات القصف وإطلاق القذائف والطيران المسيّر يشتد يوما بعد الآخر، واصفا ما يحدث بالجنون والكثير من المجازر.

أبو شعيرة يشير إلى أن جيش الاحتلال يسيّر روبوتات تحمل كميات هائلة من المتفجرات إلى جانب وضع براميل متفجرة في أحياء وشوارع مخيم جباليا وخصوصا في المناطق الغربية للمخيم، وينسف مربعات سكنية كاملة رغم علمه بوجود مواطنين محاصرين في هذه المنازل، وهو ما خلّف عشرات الشهداء والإصابات دون قدرة الدفاع المدني والإسعاف على الوصول لهم.

الاحتلال الإسرائيلي يستهدف منازل المواطنين في حي تل الزعتر بمخيم جباليا شمال قطاع غزة بالمدفعية والقنابل الحارقة. pic.twitter.com/HxKFjrQL01

— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) October 19, 2024

وأوضح أن أغلبية المواطنين محاصرون بالمنازل، ومن يخاطر ويخرج من البيت لجلب الماء أو الطعام تستهدفه طائرات كواد كابتر بشكل مباشر، حتى ولو كانوا أطفالا أو نساءً.

وأشار إلى أن العديد من جثث الشهداء منتشرة في الشوارع، ويراها من بعيد أغلبية المواطنين، ومن يحاول الاقتراب منها لانتشالها يطلق عليه النار بشكل مباشر من القناصة والكواد كابتر.

وأكد أبو شعيرة أن الموت لا يقتصر على القصف والرصاص، بل تمارس قوات الاحتلال التجويع الممنهج ضد السكان، مؤكدًا أن السكان يفتقدون إلى أي مأكل وأو مشرب، ولا يتناولون إلا القليل من الطعام، “ما بنقدر نقف من شدة الجوع والهزال”.

ودعا الأمتين العربية والإسلامية لنجدتهم، وتسجيل مواقف مشرفة قبل فوات الآوان، فشمال قطاع غزة، يباد بصمت، إبادة حقيقة هي الأشنع في التاريخ المعاصر، وقال: قطعوا الانترنت والاتصالات ليستكملوا جريمتهم، وسط تقاعس عالمي، ودعم أمريكي أرعن”.

وفي الأثناء، قصفت قوات الاحتلال، السبت، مستشفيات العودة، وكمال عدوان، و”الإندونيسي” في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، في إطار حملة إبادة جماعية ترتكبها في شمال قطاع غزة، منذ ما يزيد على الأسبوعين.

بالتزامن مع العملية العسكرية على شمال قطاع غزة، يتواصل القصف أيضًا على مدينة غزة وعلى مراكز الإيواء التي تضم آلاف النازحين.
قبل قليل قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية باستهداف مدرسة “أسماء” في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، حيث استهدفت الطائرات المكان الذي يضم آلاف النازحين، مما أدى… pic.twitter.com/G4gU7eqjyr

— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) October 19, 2024

ومنذ ساعات الصباح، فرضت آليات الاحتلال العسكرية حصارا على المستشفى “الإندونيسي” وقطعت التيار الكهربائي عنه، فيما تقدمت جرافات نحو سوره، وهدمت جزءا منه، فيما استشهد مريضان من أصل 40 كانوا يتلقون العلاج فيه، نتيجة انقطاع الأكسجين بعد قطع الكهرباء.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة: “إنّ مدفعية الاحتلال الإسرائيلي استهدفت الطوابق العليا من مستشفى الإندونيسي شمال غزة”.

وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي استهدف مجموعة من النازحين أمام بوابة المستشفى ويواصل منذ ساعات إطلاق النار بكثافة باتجاه مبنى وساحات المستشفى ما تسبب في حالة ذعر كبيرة بين المرضى والطاقم الطبي.

وبينت الوزارة أن هذا الاستهداف تسبب في انقطاع الكهرباء بالكامل عن المستشفى.

من جانبه، أفاد مدير مستشفى الإندونيسي مروان السلطان، بأن الدبابات الإسرائيلية وصلت إلى أمام المستشفى وتحاصره من جميع الجهات.

الأخت العزيزة والفنانة الموهوبة محاسن الخطيب استشهدت يوم أمس، هي وعائلتها، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلهم في مخيم جباليا شمال قطاع غزة. pic.twitter.com/3tIzQEKU1H

— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) October 19, 2024

وذكر السلطان، في بيان، أن قوات الاحتلال أطلقت خلال فجر السبت، عدة قنابل ضوئية فوق المستشفى وبداخله، والطواقم الطبية والمرضى حاليا في حالة رعب شديد.

وأشار إلى أنه “تم قطع التيار الكهربائي عن المستشفى ولا نتمكن من إعادة وصله مجددا بسبب خطورة الأوضاع وتواجد القوات الإسرائيلية في المنطقة”.

وقال: “لدينا 30 مصابا حاليا في المستشفى بخلاف المرضى، منهم 10 يحتاجون رعاية خاصة وأكسجين على مدار الساعة، وهم معرضون للقتل العمد في حال استمرار انقطاع التيار الكهربائي”.

وأضاف السلطان: “الاحتلال يستهدف تدمير المنظومة الصحية كوسيلة للضغط وإجبار المواطنين على النزوح من شمال غزة”.

وقال مستشفى العودة في تل الزعتر شمال قطاع غزة، في بيان، إنّ “المدفعية الإسرائيلية قصفت الطوابق العلوية للمستشفى ثلاث مرات، ما أدى إلى إصابة عدد من الطواقم الطبية”.

وبحسب مصدر طبي، فإن آليات الاحتلال العسكرية والطائرات المسيرة الإسرائيلية أطلقت النار بكثافة وقصفت عدة أهداف في محيط المستشفى.

#عاجل اندلاع حريق في مدرسة أبو حسين التابعة للأونروا بمخيم جباليا شمال قطاع غزة جراء القصف المدفعي المتواصل، مع توجيه مناشدات عاجلة لإنقاذ النازحين والسيطرة على الحريق. pic.twitter.com/ikBxDRjvSa

— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) October 19, 2024

وأضاف أن القصف الإسرائيلي للمستشفى ومحيطه أحدث حالة من الخوف والهلع في صفوف المرضى والجرحى والكوادر الطبية داخل المستشفى.

وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال قصفت مدخل المختبر الطبي في مستشفى كمال عدوان، وتحاصره بطائرات من نوع كواد كابتر، وسط أوضاع كارثية وتهديد يواجه المرضى والجرحى والطواقم الطبية داخل المستشفى.

وضمن محاولتها التعتيم على جرائمها في المنطقة، قطعت قوات الاحتلال الإنترنت عن شمال غزة، وهو ما أعلنته شركة الاتصالات الفلسطينية، اليوم السبت.

وأضافت الشركة (المزود الوحيد لخدمة الإنترنت في القطاع)، في بيان، “نظرا لاستمرار العدوان الإسرائيلي على مناطق شمال غزة، نأسف للإعلان عن انقطاع كامل خدمات الإنترنت بالمنطقة”، بعد أن قالت مصادر محلية إن جيش الاحتلال قطع شبكة الاتصالات والإنترنت عن محافظة شمال قطاع غزة.

ومنذ وقت مبكر صباح السبت، حاصرت قوات الاحتلال 4 مراكز إيواء بها مئات النازحين، قبل أن تجبرهم على الخروج واعتقلت العشرات من الرجال والفتية فيما أجبرت البقية على النزوح قسرًا بعد التنكيل بهم وطلبت منهم التوجه إلى جنوب قطاع غزة، ولكنهم آثروا الذهاب إلى أقرب أحياء ملاصقة لشمال غزة.

وأفاد مراسلنا، أن الاحتلال حاصر أربعة مدارس وناديا رياضيا وصالة أفراح وبعض مقار المؤسسات والجمعيات، وجميعها تستخدم كمراكز إيواء للنازحين خلال هذه الحرب.

وقال أبو محمد الذي كان محاصرا في مدرسة حلب بمخيم جباليا، إن “قوات الاحتلال تقدمت صوب مراكز الإيواء القريبة من مستشفى الإندونيسي وأن حالة من الخوف والذعر أصابت النازحين، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن”.

وتابع: “هذه هي المرة الثالثة خلال هذه الحرب التي تداهم فيها قوات الاحتلال هذه المراكز وترتكب المجازر والجرائم بحق النازحين”.

وقال شهود عيان: إن قوات الاحتلال أعدّت حفرة عميقة في إحدى الساحات المحيطة بمستشفى الأندونيسي، وتضع فيها بعض الذكور الذين اعتقلتهم من مراكز الإيواء مع تكبيل أياديهم وإعصاب أعيُنهم.

وأكد الشهود أن الرجال والشبان والنساء والأطفال تعرّضوا للإهانة والتنكيل وفي بعض الحالات للضرب المبرح والتعذيب من قوات الاحتلال في محيط مستشفى الأندونيسي.

الصحفي إسلام بدر قال إن هناك حركة نزوح جبرية وقسرية تحت تهديد السلاح من المدارس في محيط المستشفى الإندونيسي إلى مدينة غزة، كاشفا أن الأهالي تعرضوا للإهانات والتفتيش الجسدي والتحقيق الميداني.

وأضاف الصحفي بدر في تعليق تابعه المركز الفلسطيني للإعلام أنه لم يتم إثبات حدوث عمليات إعدام ميداني، إلا أنه متوقع، وفي المرات الماضية حدثت، وهناك احتمالية عالية لحدوث عمليات إعدام ميداني، وعندما يعود الناس يكتشفوا عمليات إعدام ميداني.

ونفى أن يكون جميع النازحين من النساء، مؤكدًا أن النازحين من جميع الفئات مع حدوث عمليات اعتقال لعدد من الرجال.

من جانبه، طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأمم المتحدة بإعلان شمال قطاع غزة منطقة منكوبة، بما يقتضيه ذلك من تدخلات فورية، وإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف الإبادة الجماعية هناك، وفرض حظر أسلحة شامل على إسرائيل.

وأوضح المرصد في بيان اليوم السبت، أن جيش الاحتلال يرتكب جرائم قتل جماعية وفردية منهجية وواسعة النطاق، وتجويع متعمد كامل، وتهجير قسري جماعي وتدمير كامل لما كان متبقيًا من مقومات الحياة، مشددًا على أن “صم المجتمع الدولي آذانه وتعاجزه عن وقف ما يجري يجعله شريكًا في الإبادة الأكثر وحشية”.

وقال الأورومتوسطي في بيانه، إن فريقه الميداني يوثق جرائم مروعة ضد المدنيين في مخيم جباليا وعموم شمال قطاع غزة، مع تصاعد وتيرة الهجوم الإسرائيلي، والذي بلغ ذروته مساء الجمعة 18 أكتوبر/تشرين أول، حيث قصف جيش الاحتلال عدة منازل لعائلات “الحواجري” و”نصار” و”أبو العيش”، في منطقة تل الزعتر في مخيم جباليا، مما أدى إلى استشهاد 33 فلسطينيًّا وإصابة أكثر من 70 آخرين.

وأضاف المرصد الحقوقي أن أعدادًا أخرى من الفلسطينيين لم يعرف عددهم ما يزالون مفقودين، ليرتفع عدد الضحايا الذين قضوا منذ بداية الهجوم الأخير على شمال القطاع إلى 500 شهيد، ما يزال العشرات منهم في الشوارع وتحت الأنقاض، فضلًا عن إصابة آلاف الفلسطينيين هناك.

وأشار الأورومتوسطي إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت المربع السكني المكتظ بعشرات السكان المدنيين بالعديد من الصواريخ ودمرته على رؤوسهم، دون أي مبرر، سوى قتل من تبقى من السكان هناك، ودفع من ينجو إلى النزوح من المخيم بالقوة.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة