شهادة حية: هكذا غير الجنود معالم وجوه بعض الاسرى اثر الاعتداء عليهم بوحشية

 ​   

بيت لحم/  PNN / نجيب فراج- ادلى شاب فلسطيني من بيت لحم بشهادته حول ما جرى له اثناء اعتقاله من قبل جنود الاحتلال قبل ثلاثة ايام، وقد فضل هذا الشاب التكتم على اسمه خوفا من ملاحقته من قبل قوات الاحتلال مرة اخرى . 

وبدات القصة حينما داهمت قوة عسكرية كبيرة منزل عائلته في ساعات الفجر الاولى من ذلك اليوم وبحثوا عن شقيقه الاكبر بهدف الاعتقال ولما لم يجدوه في المنزل قرر ضابط المخابرات المسؤول عن الفرقة العسكرية اعتقال هذا الشاب للضغط على شقيقه بتسليم نفسه الذي وصف تلك الليلة بالرهيبة حيث اقدم الجنود اولا على توثيق يديه وتعصيب عينيه بمادة لاصقة تعرف شعبيا بـ”التب” وهو تصرف على مايبدو اصبح معتادا في لحظات الحرب ونقلوه عبر دورية عسكرية الى ساحة كبيرة على ما يبدو بعد ان مكثت الدورية في الطريق الى هذه الساحة نحو عشرين دقيقة وهناك اطلقوه في الساحة بمعية نحو عشرة شبان اعتقلوا في ذات اللحظة وجميعا على ما يبدو قد عصبوا اعينهم بهذه المادة ومن ثم طلبوا منهم ان يركضوا في هذه الساحة وهم معصوبي الاعين لتقع الكارثة فمن بين المعتقلين من اصطدم بشجرة كبيرة واخر من اصطدم بمركبة وثالث من اصطدم بجدار اسمنتي ومن ثم وقعوا جميعهم على الارض وقد سمع هذا الشاب صيحات الشبان بشكل مخيف حيث اعتقد ان بعضهم قد اصيب اذ انه سمع صوت سيارة الاسعاف تحضر الى المكان على ما يبدو لنقله الى المستشفى نظرا لاصابته البليعة حيث سمع وهو يتألم من راسه دون ان يكترث له الجنود وبعد نحو ساعة من هذا التعذيب قام الجنود بتفريق الاسرى وفي اليوم التالي تم الافراج عن هذا الشاب بعد ان سلم شقيقه لقوات الاحتلال. 

واشار انه عندما ازال الجنود العصبة التي عصبت عينيه شعر بالم كبير نظرا لان هذا النوع من اللاصق انتزع كافة الشعر الموجود على حواجيه ورموشه اضافة الى اصابات داميه في وجهه بعد ارتطامه بشجرة كبيرة وما ان افرج عن الشاب المشار اليه تم نقله الى المستشفى نظرا لحالة ماسة للعلاج، وقال والده اننا بالكاد تعرفنا عليه حيث غيرت عدة ساعات قليلة من الاعتقال معالم نجلي خاصة وان شعره في محيط العينين قد انتزع بالكامل. 

وافاد هذا الشاب انه يعتقد وكما حصل معه جراء هذا التعذيب فان العديد من الشبان قد اصابهم ما اصابه، مشيرا الى ان الجنود وعندما كان يرتطم احدهم بشجرة او مركبة كانوا يطلقون صيحات الابتهاج وكانوا يطلبون منا المزيد من السير وعندما يشعر احد الاسرى بالتعب ويرتمي على الارض يقوم الجنود بركله لاجباره على مواصلة طريق الالام والتعذيب السادي. 

وعقب المحامي فريد الاطرش مدير مكتب الهيئة المستقلة لحقوق الانسان على هذه الحادثة بالقول ” انه الان فهم لماذا استشهد اسيرين بعد ايام من اعتقالهما وهما الاسير عمر دراغمة من طوباس والاسير عرفات حمدان من قرية بيت سيرا قرب رام الله وفي غضون ساعات قليلة ما بين استشهادهما حيث يتعرض المواطنين بغض النظر عن اعمارهم وانتماءاتهم وفي ظل الحرب البربرية على الشعب الفلسطيني منذ عملية طوفان الاقضى في السابع من الشهر الجاري لوجبة لا توصف من الضرب والتعذيب اثناء اعتقالهم ونقلهم الى مراكز التوقيف المختلفة وتبدأ هذه الوجبة من الاعتداءات منذ ان يصبح الاسير في قبضتهم ويوجه الجنود الضربات التي لا تتوقف بارجلهم وباعقاب البنادق واحيانا بالهروات على رؤوسهم مما يؤدي الى سيلان كبير من دمائهم ولهذا فانه يشكل خطرا على حياتهم محذرا من اقدام قوات الاحتلال المطلقة اياديهم بالكامل من قبل قيادتهم العسكرية الى اعدام مزيد من الاسرى بين ايديهم محذرا من مغبة هذا السلوك الخطير مطالبا المجتمع الدولي الذي لا يسمع بحسب تعبيره للضغط على اسرائيل لوقف هذه الاعتداءات الخطيرة التي تنتهك قوانين حقوق الانسان.

  

المحتوى ذو الصلة