صائد الشاباص.. ماذا يعني أن يثأر الأسير الفلسطيني من سجّانه؟

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

شكّل الكشف عن تفاصيل جديدة فيما يتعلق بمقتل الضابط بسجون الاحتلال الإسرائيلي “يوحاي افني” الذي عثر على جثته قبل أسبوعين في مستوطنة قرب القدس المحتلة، بأنها عملية اغتيال نفذها شاب فلسطيني، ضربةً جديدةً قاسيةً لجيش الاحتلال وهزيمةً مدوية للاحتلال في عمليةٍ معقدةٍ ما زال يلفها الكثير من الغموض الذي تظهر عليه لمسات المقاومة واضحة.

وفي المعطيات التي كشفها الإعلام العبري، ذكر من خلالها أنّ الشاب إبراهيم منصور من سكان بلدة بدو في القدس المحتلة، وهو من عناصر حركة حماس تسلل إلى شقة الضابط الإسرائيلي في مستوطنة “جيفعون هحدشا” وقتله طعناً في رقبته وبطنه.

الأسير المحرر ابراهيم منصور يغتال سجانا داخل منزل في مستوطنة قرب القدس، وتعتبر العملية خطيرة والأولى من نوعها pic.twitter.com/5Bed2WaZ0P

— القسطل الإخباري (@AlQastalps) July 22, 2024

ويعمل الضابط القتيل مسؤولاً في وحدة الكلاب في سجن عوفر والتي تختص في الاعتداء على الأسرى الفلسطينيين وقمعهم.

وجاءت العملية بعد ثلاثة أشهر على الإفراج عن الأسير إبراهيم منصور، والذي تعرض للتعذيب والتنكيل في سجون الاحتلال، لتشكل العملية النوعية تطورًا كبيرًا في عمل المقاومة.  

صباح اليوم الإثنين، مدد الاحتلال اعتقال الشاب إبراهيم منصور، وأعلنه المتهم باغتيال السجّان “يوخاي أفني” في بيته في مستوطنة قرب رام الله في 7 تموز الجاري، وكان الاعتقال تم بعد يومين من العملية، أي في التاسع من تموز، لكن الاحتلال تستر على ذلك في حينه ومنع النشر حول العملية… pic.twitter.com/Ho60X7bjel

— متراس – Metras (@MetrasWebsite) July 22, 2024

وتعتبر هذه العملية الأولى من نوعها من حيث طبيعة الاغتيال واستهداف ضابط من مصلحة السجون وقتله بمنزله، وتأتي في وقت يُعلن فيه عن تعرض مدير سجن النقب وضباط بالشاباص عن تهديدات نتيجة اعتداءاته المتكررة على الأسرى الفلسطينيين.

الأسير إبراهيم منصور ينتقم من سجان عذبه وعذب مئات الأسرى لمدة 17 عاماً، بعدما اقتحم مستوطنة مؤمنة بشكل كبير، اقتحم منزله وقتله وأحرق شقته، الاحتلال في حالة دهشه من العملية وجرأة صاحبها، ولكنها ثارات الرجال. https://t.co/8KrCPh3Uee

— Khair Eddin Aljabri (@Khair_Aljabri) July 22, 2024

ومن المتوقع أن تؤخذ هذه التطورات بعين الاعتبار من قبل جميع الأجهزة الأمنية للاحتلال، خوفًا من تكرار مثل هذه العمليات، مما قد يفرض على “الشاباص” إعادة النظر في الظروف المعيشية داخل السجون الصعبة ووقف الجرائم المروعة بحق الأسرى، التي جاءت بتوجيهات من وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير.

وفي هذا السياق باركت حركة المقاومة الإسلامية حماس العملية وقالت: أن عملية الأسير المحرر ابن القدس المحتلة المجاهد إبراهيم منصور، والتي قتل فيها ضابط مصلحة السجون الصهيونية داخل مستوطنة، هي رد طبيعي على إجرام الاحتلال بحقه وبحق أسرانا والتي بلغت في وحشيتها حد استشهاد مئات الأسرى خلال معركة طوفان الأقصى.

أسير مقدسي سابق يقتل سجانه المجرم ويحرق شقته داخل مستوطنه على أرضنا المسلوبة، منتقما لأسرانا البواسل ..
كشف الإعلام العبري، اليوم الإثنين، أن المتهم بقتل سجّان إسرائيلي، قبل نحو أسبوعين، هو الأسير المحرر إبراهيم منصور من قرية بدّو شمال غربي القدس المحتلة.
ويتهم الاحتلال الشاب… pic.twitter.com/yWVq1YUPFv

— يونس أبو جراد (@YunusAbujarad) July 22, 2024

وشددت الحركة في تصريح صحفي اليوم الإثنين، وصل المركز الفلسطيني للإعلام، على أن جرائم الاحتلال الصهيوني بحق أسرانا الأبطال في سجونه، لم ولن تمر دون حساب، وإن أبطال شعبنا الذين يرفضون الظلم سيلقنونه ما يستحق.

ودعت الحركة المنظمات الدولية والحقوقية إلى الضغط على الاحتلال لإلزامه باحترام حقوق الأسرى، ووقف جرائم التعذيب والقتل الممنهج الذي يتعرّضون له في ظلام سجون الاحتلال النازي.

وقال المختص في الشؤون العبرية أمجد عليان إن “هذا حدث غير مسبوق في تاريخنا، فعلى مستوى السجانين ستكون هناك حسابات مختلفة، تختلف عن طريقة حساب المسؤولين الإسرائيليين وخاصة وزير الأمن في حكومة الاحتلال المتطرف “بن غفير”.

وتابع “قوة العملية وخطورتها تطرح تساؤلات كثيرة، فكيف عرفه وحدد منزله ورصد تواجده وتخطى كل الحواجز الأمنية وقتل شخص مدرب واستطاع الانسحاب؟”، بحسب “قدس برس”.

وقال أسير أفرج عنه منذ يومين: إنه بعد انتشار خبر مقتل هذه الحارس، استنفرت كل عناصر السجون، وأصابهم الرعب بعد حادثة الاغتيال، وبعض مدراء السجون طالبوا بحماية شخصية على مدار 24 ساعة”، وأشار إلى أن “مدير سجن النقب قال إنه يتعرض لتهديدات وانه تم تكثيف الحماية له”.

الاحتلال يعيد اعتقال الأسير الفلسطيني المحرر إبراهيم منصور (23 عاماً) في قضية اغتيال سجان إسرائيلي عمل في سجن عوفر ضابطاً ذا رتبة عالية ومسؤولاً عن وحدة الكلاب.
العملية النوعية وقعت في منزل بإحدى مستوطنات القدس قبل نحو أسبوعين وتتهم السلطات الإسرائيلية منصور الذي تحدثت وسائل… pic.twitter.com/8qI94qSjxt

— AJ+ عربي (@ajplusarabi) July 22, 2024

وتكتظ الزنازين بالمعتقلين، حيث يعيش في زنزانة مصممة لـ6 معتقلين ما بين 12-16 معتقلاً، ويُحرم الأسرى من المياه والنظافة الأساسية، مما أدى لإصابتهم بأمراض جلدية معدية ومؤلمة وسط حرمانهم من حقهم بالعلاج.

يقول الصحفي صهيب العصا، في تعليقه على تفاصيل العملية: هذا الشاب الفلسطيني اعتقل لستة أشهر تعرض فيها للتعذيب الشديد على يد محقق مستوطن؛ بعد شهرين من الإفراج عنه استطاع إبراهيم الوصول إلى المحقق ودخل عليه بمنزله في المستوطنة قتله وأحرق الشقة.

عملية غير مسبوقة.. الشاباك يعلن اعتقال الأسيـ.ر المحرر إبراهيم منصور، بتهمه قتل السجان يوحاي أفني، الذي وجد جثة هامدة داخل منزله قرب #القدس، قبل أسبوعين. pic.twitter.com/sToNPstcnD

— مجلة ميم.. مِرآتنا (@Meemmag) July 22, 2024

قد تبدو عملية انتقام عادية لكنها معقدة للغاية بسبب الغموض الكبير الذي يلف حياة المحقيين الإسرائيليين والتحصينات المشددة للدخول الى المستوطنات الإسرائيلية. لكن يبدو أن ما فعله المحقق بالأسير والأسرى الآخرين كان كفيلا بعمل المستحيل للوصول إليه وتصفية الحساب بشكل شخصي.

هذا الشاب الفلسطيني اعتقل لستة أشهر تعرض فيها للتعذيب الشديد على يد محقق مستوطن؛ بعد شهرين من الإفراج عنه استطاع إبراهيم الوصول إلى المحقق ودخل عليه بمنزله في المستوطنة قتله وأحرق الشقة.
قد تبدو عملية انتقام عادية لكنها معقدة للغاية بسبب الغموض الكبير الذي يلف حياة المحقيين… pic.twitter.com/d14rN66ilq

— صُهيب العصا | SUHEIB ALASSA (@SuAlassa) July 22, 2024

وفي وقت سابق، طالب نادي الأسير الفلسطيني “الأمم المتحدة بضرورة فتح تحقيق دولي محايد، في الجرائم المستمرة بحقّ المعتقلين والأسرى وجرائم الإعدام الميداني”، ودعا المنظومة الحقوقية الدولية إلى “تحمل مسؤولياتها اللازمة أمام كثافة هذه الجرائم”.

سمح بالنشر.. اعتقال شاب فلسطيني من قرية بدو، وينتمي لحركة حماس بزعم قيامه بقتل أحد ضباط إدارة السجون في الاحتلال قبل أسابيع قرب القدس.
الفيديو لاعتقال الشاب إبراهيم منصور المتهم بتنفيذ عملية الاغتيال pic.twitter.com/eFT2b3uTrm

— Hisham Abu Shaqrah | هشام أبو شقرة (@HShaqrah) July 22, 2024

وأدان “جريمة الإعدام الميداني التي نفذها جيش الاحتلال بحق أربعة أسرى من  غزة، والتي تشكل جريمة حرب جديدة”، مشيرا إلى أن الشهداء الأربعة من العاملين في تأمين المساعدات في غزة وتم استهدافهم عند معبر كرم أبو سالم.

جدير بالذكر أنّ جيش الاحتلال يستخدم الكلاب البوليسية الشرسة، في الاعتداء على أسرى سجن عوفر.

 ويرجع استخدام الاحتلال لهذه الكلاب ضد الأسرى الفلسطينيين إلى بداية اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وهو ما واجهه الأسرى آنذاك بالقوة.

#عاجل| قوات الاحتلال تُفرج عن الأسير إبراهيم منصور من بلدة بدو شمال غرب القدس pic.twitter.com/YgRNBkGOrr

— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) April 28, 2024

ويشكل استخدام الكلاب إهانة للأسرى، حيث تقوم بنهش أجسادهم والتسبب بإصابات لهم، إلى جانب تدنيس زنازينهم التي تستخدم للصلاة والأكل، بالإضافة لما كشفته التقارير الحقوقية وشهادات الأسرى المحررين من غزة في كيفية استخدام الاحتلال لهذه الكلاب في جرائم الاغتصاب الحاطة بالكرامة الإنسانية.

ويأتي ذلك في خضم الجرائم المروعة التي ترتكبها مصلحة سجون الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين، والتي تصاعدت وتيرتها بشكل غير مسبوق وخطير منذ السابع من أكتوبر خاصة بحق المعتقلين من قطاع  غزة.

وأدت عمليات التنكيل الممنهجة ضد الأسرى إلى استشهاد عدد منهم وإصابة المئات جراء الاعتداء الوحشي عليهم من قبل مصلحة السجون والقوات الخاصة الإسرائيلية، حيث يعتبر عدد الشهداء في صفوف الحركة الأسيرة في الأشهر الأخيرة الأعلى.

ويتبع الاحتلال سياسة التجويع، حيث يُحرم المعتقلون من الوجبات الغذائية الكافية والصحية وتقدم لهم وجبات فاسدة وسيئة، كما يمارس الاحتلال التعذيب الجسدي والنفسي الممنهج منذ لحظة الاعتقال وخلال التحقيق، بما في ذلك الضرب والإهانات والتفتيش العاري المذل.

وقال مدير الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن الأسرى يتمتعون “بعقلية إبداعية”، وينفذون برنامجهم النضالي وفق خطة مدروسة، وخيار الإضراب المفتوح عن الطعام هو آخر خياراتهم ويمثل ذروة المواجهة، وفقًا لـ “الجزيرة نت”.

وتوقع الناطق باسم وزارة شؤون الأسرى والمحررين تصاعد الحالة النضالية للأسرى في ظل إصرار إيتمار بن غفير على إجراءاته، واتساع نطاقها يوما بعد يوم، والادعاء الكاذب منه بأن “الأسرى الفلسطينيين يعيشون في رفاهية مبالغ فيها داخل السجون”.

وحدد الناعوق أبرز إجراءات التقييد والعقاب التي اتخذت ضد الأسرى منذ تولي إيتمار بن غفير في التالي:

التحكم في كمية المياه التي يستخدمها الأسرى وتقليص مدة الاستحمام بحيث تتراوح بين دقيقتين و4 دقائق فقط، وتحديد ساعة واحدة في اليوم للجميع، وقطع المياه الساخنة عن الحمامات الموجودة داخل الغرف.

تزويد الأسرى بخبز رديء، وفي بعض السجون تم تزويد الأسرى بخبز مجمد، بناء على توصية بن غفير لمخابز مصلحة السجون، التي كانت قبل توليه توصل الخبز للأسرى عند الساعة 8 صباحا، وأصبح الآن يصل بعد 3 أيام من خبزه.

تكثيف عمليات الاقتحام وتفتيش الأسرى والأسيرات، وسط أجواء من الإرهاب باستخدام القنابل الصوتية والكلاب البوليسية.

حرمان المرضى من العلاج، وبعضهم في حاجة إلى عمليات جراحية عاجلة.

مضاعفة عمليات العزل الانفرادي، وسحب أجهزة التلفاز من أقسام الموقوفين الذين يقبعون في أقسام ما تسمى “المعبار”؛ وهي سجون خاصة مؤقتة يوضع بها الأسرى أياما غير محددة خلال عملية نقلهم من سجن إلى آخر أو إلى المحاكم.

تصعيد عمليات نقل قيادات الحركة الأسيرة، وأسرى المؤبدات تحديدا.

توسيع نطاق قرار منع أسرى حركة حماس من الزيارة وربطها بملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة في غزة.

يشار إلى أنّ حصيلة الاعتقالات منذ بدء حرب الإبادة المستمرة، بلغت نحو (9760) أسيرًا، بحسب البيانات الصادرة عن نادي الأسير الفلسطيني.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة