“طوفان العطاء”.. ملتقى عالمي لإغاثة أهل غزة

[[{“value”:”

ضمن فعاليات “أسبوع القدس العالمي” الرابع، أقيم الجمعة، ملتقى لإغاثة أهل غزة تحت شعار “طوفان العطاء”، بمشاركة علماء ورجال أعمال ومؤسسات إغاثية من مختلف دول العالم.

من جانبه، دعا رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا الشيخ محمد الددو أبناء الأمة العربية والإسلامية إلى المشاركة الفاعلة في “طوفان العطاء” دعماً لأهل غزة.

وقال: تذكروا أن الله هو الذي أعطاكم ما تتصرفون فيه، وما تقدموه إنما تقدمونه لأنفسكم، وبه تستظلون يوم القيامة عندما تدنو الشمس فوق رؤوسكم حتى تكون كالفيل ويشتد العرق بكم حتى يلجم كثيرا من الناس إلجاما، فلا ظل لأحد يومئذ إلا صدقته.

ودعا إلى إمداد المجاهدين الذين حملوا الراية ووقفوا في وجه العدو وقاتلوا في سبيل الله قتالا مستميتا مستمرا لأكثر من 4 أشهر وهم صامدون يدافعون عن كرامة الأمة ومقدساتها، إمدادهم بما يقتضي استمرار جهادهم.

وأضاف الشيخ الددو أن ما تبذله الأمة لإنقاذ غزة إنما تنقذ به المسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه ومكان إعلان إمامته بالأنبياء وقبلته الأولى.

وبين أنه من العار أن يموت الجرحى من أهل غزة على معبر رفح وتكون الأمة مشاركة في حصارهم ومن العار ان يحتاج هؤلاء المسلمون الذين هم اشرف الامة ورأس حربتهم وخيارها وأبناء خيارها في هذا الرباط الذي هو خير رباط من اربطة هذه الامة وهو رباط عسقلان.

وأشار رئيس اللجنة العليا لأسبوع القدس العالمي د. نواف التكروري إلى أن أسبوع القدس العالمي هذا العام هو أسبوع غزة.

وقال، هذا يوم العطاء والتقرب إلى الله كل من موقعه وإمكاناته، وكل أيامنا ينبغي أن تكون مليئة بالبذل والعطاء وهو يوم الجهاد بالمال، لأن مال الجهاد وجهاد المال هو ما يبذل في طريق عزة الأمة وكرامتها والدفاع عنها.

وأضاف أن القليل من صاحب القليل عند الله كثير، والكثير من صاحب المال الكثير عظمة ومزيد أجر ورفعة.

وذكر أنه لا شك بأن هؤلاء الصامدين على أرض غزة يبتلينا الله بحاجتهم ولو شاء الله لأطعمهم، ولكن ابتلاهم ليظهر عظيم صبرهم وعطائهم وابتلانا بذلك ليُعلم من المنفق ويتجاوز حظ نفسه ويستحضر عزة هذه الأمة.

ومن تركيا، أكد الداعية الشيخ إحسان أوجاق أن الله تعالى يختبر الأمة في مسؤولية مساعدة أهل غزة.

وقال أوجاق، إن الله يدعو المسلمين للمنافسة في مساعدة المظلومين والمستضعفين، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) [الأنفال:24]

وأشار الداعية التركي إلى أن المسلمين في قونيا أطلقوا مشروعاً يجمعون فيه ربح يوم من التجار لأهل غزة، داعياً إلى تطبيق المشروع في بلاد المسلمين.

من جهته، أكد رئيس رجال الأعمال اليمنيين في تركيا الشيخ محمد عبدالله، أن معركة طوفان الأقصى أحيت الأمة والبشرية جمعاء وفتحت عيون وقلوب الناس لمعرفة حقيقة الإسلام وحقيقة طيب المسلمين ورحمتهم وشدتهم.

ودعا الشيخ محمد عبدالله إلى مواصلة الفعاليات وحملات الدعم والإغاثة لأهل غزة، مطالباً بلاد المسلمين أن تشارك في بناء كل مسجد من مساجد غزة التي دمرها الاحتلال باسمها.

وتحدث رئيس الهيئة العالمية لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم د. محمد الصغير عما فعله الصحابي الجليل عثمان بن عفان المعطاء في عندما جهزة جيش العسرة، وكيف أن النبي قال: ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم.

وأشار إلى أن ما يحدث في غزة وما يفعله المجاهدون أرجعنا الى غزوة بدر الكبرى قال تعالى ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 17].

وأكد الصغير أن الجهاد بالمال لا يقل عن النفس، وأن الجهاد بالنفس أحوج إلى الجهاد بالمال، قال النبي صلى الله عليه وسلم (من جهز غازيًا في سبيل الله؛ فقد غزا، ومن خلف غازيًا في أهله بخير؛ فقد غزا).

بدوره، تحدث مدير مستشفى الكويت التخصصي في رفح د. صهيب الهمص عن الواقع الصحي في قطاع غزة.

وقال الهمص، إن الاحتلال قتل أكثر من 350 من الطواقم الطبية، واعتقل 100 منهم، ودمر أكثر من 150 مركز صحي تدميراً كاملاً، وأخرج 30 مستشفى عن الخدمة.

وأضاف أنه لم يعد في غزة أي مظهر من مظاهر الحياة ومكان آمن، ولم يعد أمام الاحتلال الذي تغول على كل القوانين والأعراف والشرائع السماوية وتجاوز كل أخلاقيات الحروب، لم يعد أمامه أي خط أحمر في غزة.

وانتقد الهمص الصمت العربي والتخاذل الإسلامي تجاه ما يجري لأهل غزة.

وقال، كنا نتوقع ان ينتفض العالم عن بكرة أبيه عندما قصف مشفى المعمداني واجتيح مجمع الشفاء الطبي، أن تخرج الجماهير العربية والإسلامية إلى الساحات والميادين ويعتصموا أمام السفارات.

وشدد على أن المطلوب اليوم من العلماء تحريض الناس على الخروج للميادين والساحات والاعتصام أمام السفارات، وكسر الحصار عن غزة.

ومن باكستان، قال الشيخ محمد تقي العثماني: إن الجهاد الذي يقومون به المقاومون الأبطال من كتائب القسام وسرايا القدس، جهاد الدفع وليس الطلب، يقاتلون لدفع هذا العدوان والظلم والقساوة التي ارتكبتها “إسرائيل” وما زالت منذ أكثر من 7 عقود.

واكد أن مساعدة أهل غزة واجب على كل مسلم، قال تعالى ﴿ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ﴾. النساء 75

ولفت الشيخ حسين أبو عيادة من غزة، إلى أنه منذ 7 أكتوبر دخلت 9 آلاف شاحنة إلى غزة عبر معبر رفح عدد بسيط جداً ومع كل ذلك 1300 شاحنة منها محملة بالمياه.

وأضاف أنه لم يدخل مؤسسة التنمية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية في القطاع إلا 1900 شاحنة أي 10 بالمائة من الكمية.

وأشار إلى أن غزة سطرت صفحات أشبه بصفحات العز في فجر الإسلام الأول، مؤكداً أن أهلها على قلب رجل واحد مهما يدور من مؤامرات ومع المواجهة لآخر لحظة.

وأكد رئيس وقف قافلة الأمل في تركيا جنكيز قورطران، أن الشعب التركي يدعم أهل غزة والمجاهدين منذ اليوم الأول من معركة طوفان الأقصى.

وأشار إلى أن جمعية وقف قافلة الأمل تنظم كل يوم سبت حملة إغاثية لأهل غزة عبر إحدى القنوات الفضائية.

من جانبه، قال رئيس قسم الأبحاث في مؤسسة القدس الدولية هشام يعقوب، إن معركة طوفان الأقصى انطلقت دفاعا عن مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم، ولا تقر عين غزة إلا حينما يكون الأقصى عزيزا والقدس حرة أبية وعند كف يد الاحتلال عن التهويد والاستيطان والاعتقال والقتل والهدم في المدينة المقدسة.

وأكد يعقوب أننا أمام تحد صعب في القدس، فالاحتلال يظن أنه يستطيع تعويض خسارته المهينة التي مني بها من أبطال غزة، أن يستقوي على القدس والمسجد الأقصى.

وأشار إلى أننا أمام موسم اشتباك مع العدو في شهر رمضان المبارك والاحتلال يمهد لمنع الاعتكاف فيه، لافتاً إلى أن الأمة أمام فرصة عظيمة لتكون على قدر المسؤولية وتشارك عمليا في معركة طوفان الأقصى دفاعا عن مسرى رسول الله.

وشدد على أن المسؤولية الأولى على الأمة اليوم كسر الحصار عن المسجد الأقصى بفعاليات مستمرة وتفعيل دور الأهل في القدس  للرباط وخاصة في شهر رمضان.

ودعا يعقوب جماهير الأمة العربية والإسلامية إلى أن يقفوا في وجه الشاحنات والسفن التي تصل للكيان الصهيوني، والقيام بالاعتصامات المفتوحة وشل حركة السفارات والشركات التجارية الداعمة للاحتلال.

وألقى رئيس علماء اليمن الشيخ عبدالمجيد الزنداني كلمة، قال فيها: لقد أجمع علماء المسلمين على إثم من خذل المظلوم وهو يقدر على نصرته، فكيف بمن يصد الناس عن نصرة ذلك المظلوم. في الحديث النبوي: “ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته. وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب نصرته”.

وأضاف أن ما يقوم به الشعب الفلسطيني ومقاومته حق مشروع أذن الله به، وأدركت شرعيته كل المجتمعات الإنسانية بمختلف معتقداتها وتوجهاتها.

وأشار إلى انه في ظل ما يقوم به العدو الصهيوني من جرائم بشعة بحق أهل غزة، فإن خيار المقاومة والجهاد لاسترداد الحق المغتصب هو الخيار المجدي والصحيح.

وأكد على وجوب نصرة أهل غزة ومقاومتها بالمال والنفس وكل ما هو مقدور عليه، قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الصف: 10 – 11].

لمشاهدة فعالية “طوفان العطاء” من الضغط على الرابط التالي:

وكانت مؤسسات علمائية ومجتمع مدني أعلنت الخميس 1 فبراير الجاري، في مؤتمر صحفي، من عدة دول، عن إطلاق “أسبوع القدس العالمي 4″، تحت شعار “الأقصى.. طوفان الأمة”، يمتد من الجمعة 2 فبراير الجاري وحتى أسبوع كامل، يتضمن العديد من الفعاليات والأنشطة دعماً لغزة.

ويعد “أسبوع القدس العالمي” مبادرة عالمية من عدة هيئات واتحادات علمائية ومؤسسات مجتمع مدني، يقام في آخر أسبوع في شهر رجب من كل عام، مع ذكرى ‏الإسراء والمعراج، وذكرى تحرير بيت المقدس على يد صلاح الدّين الأيوبيّ.

ويهدف الأسبوع في هذه السنة إلى تفعيل الأمة مع “طوفان الأقصى”، ودمج المؤسسات العلمائية مباشرة في مشاريع عملية نصرة للقدس وفلسطين.

ويتزامن مع عدوان يشنه الاحتلال الصهيوني على غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أدى إلى ارتقاء نحو 27 ألف شهيد، وإصابة أكثر من 70 ألفا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة