[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
عام دراسي جديد ينطلق وسط الإبادة الجماعية المستمرة بغزة منذ السابع من أكتوبر، والعدوان المتصاعد في الضفة الغربية.
ومنذ 11 شهراً يحرم طلبة المدارس والجامعات من الالتحاق بالعملية التعليمية، جراء العدوان الإسرائيلي الهمجي المتواصل، ونسف المنازل وتدمير الأحياء، وارتكاب المجازر.
وجراء الحرب الهمجية المستمرة، باتت المدارس مراكز لإيواء آلاف النازحين، والمدمرة منازلهم، وفوق ذلك ترتكب إسرائيل فيها أبشع المجازر الدامية.
وبحسب بيانات طالعها المركز الفلسطيني للإعلام ، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا فإن 200 مدرسة تتبع لها تعرضت للتدمير الكلي والجزئي بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل.
وقالت وزارة التربية والتعليم العالي في بيان صدر عنها، وصل المركز الفلسطيني للإعلام: إن عدوان الاحتلال على غزة تسبب في استهداف أكثر من 25,000 طفل ما بين شهيد وجريح، منهم ما يزيد على 10,000 من طلبة المدارس، وسط تدمير 90% من مباني المدارس الحكومية البالغ عدد أبنيتها 307.
وأشارت الوزارة إلى أن العدوان الذي يقترب من إتمام عام كامل، يحرم أكثر من 630 ألف طالب وطالبة من حقهم التعليم منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يضاف إليهم أكثر من 58 ألفاً يُفترض أن يلتحقوا بالصف الأول في العام الدراسي الجديد، فضلا عن 39 ألفاً ممن لم يتقدموا لامتحان الثانوية العامة.
حلم العودة إلى المدرسة
الطالب محمد الخطيب ذي الثمانية أعوار يتحدث عن حلم العودة إلى المدرسة، ويتمنى انتهاء الحرب والجلوس في مقعد الدراسة.
يقول لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام: التحق قبل الحرب فترة شهر ونصف فقط، وباتت العودة إلى المدرسة حلما.
ويُفتتح العام الدراسي بشكل رسمي اليوم الاثنين بالضفة الغربية والقدس، في 2459 مدرسة حكومية وخاصة وتابعة لوكالة الغوث “الأونروا”، ليلتحق بها أكثر من 806,360 طالبا وطالبة، يتلقون تعليمهم على يد 51,447 معلما ومعلمة.
خطة لإنقاذ العام الدراسي بغزة
الناطق باسم وزارة التربية والتعليم العالي صادق الخضور، يقول إن الوزارة تعتزم البدء بخطوات عملية لإنفاذ خطتها المتعلقة بإنقاذ التعليم في غزة.
ونبه -في تصريح صحفي – وصل المركز الفلسطيني للإعلام إلى الإقبال الكبير الذي شهدته الوزارة على التسجيل ضمن مدارس افتراضية للتعليم الإلكتروني خُصصت لطلبة القطاع، وذلك في إطار ما يمكن تقديمه من تدخلات طارئة، انتظاراً لاستقرار الميدان لتنفيذ التدخلات الشاملة.
وأضاف الخضور، أن الوزارة أعّدت خططاً للعام الدراسي الجديد تحقق تطلعات تقديم الحد الأعلى الممكن من التعليم الوجاهي بما يراعي تطورات الوضع الميداني المرتبطة بانتهاكات جيش الاحتلال وعصابات المستعمرين في الضفة الغربية بما فيها القدس، التي أدت إلى استشهاد 78 طفلا من طلبة المداري، واثنين من الكوادر التعليمية منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
للسكن بدل التعليم
وفي مدرسة حمد الأساسية تتخذ العوائل التي دمر الاحتلال منازلها، من فصول المدرسة، مساكن لهم، بدلاً أن تستقبل الطلبة.
تقول المواطنة سعاد علوان (55 عاماً) إن الاحتلال دمر شقتها السكنية في مدينة حمد شمال خان يونس، واضطرت وأطفالها ليقطنوا في أحد الفصول.
تضيف في حديث لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام أن طفلتها آلاء كان من المفترض أن تعود إلى ذات المدرسة في الصف السادس، إلا أن المدرسة باتت مركز إيواء ونزوح.
تقول آلاء لمراسلنا إنها في حالة صعبة، “المدرسة حلوة، ونفسنا نرجع نتعلم فيها، بدل أن نسكن فيها”.
ولأول مرة منذ النكبة الفلسطينية، عقدت اختبارات الثانوية العامة في الضفة الغربية دونا عن قطاع غزة.
ويوضح الخضور -الناطق باسم وزارة التربية والتعليم – أن تدخل وزارته في قطاع غزة يهدف لإنقاذ العامين الدراسيين -الماضي والجديد- في أجندة عام دراسي واحد.
حيث أنه في النصف الأول من العام ستتوجه الجهود لإنقاذ العام السابق عبر استيفاء ما يجب استيفاؤه لدى الطلبة من المواد الدراسية، ومن ثم البدء في العام الدراسي الحالي في النصف الثاني من العام ذاته، وفق الخضور.
وأشار إلى أن تطبيق الخطة يتطلب تكثيف الزمن، والمادة التعليمية، واعتماد نظام الملخصات بدل الكتب.
ولفت إلى أن الوزارة أعدّت، خلال فترة وباء كورونا، موادًا تعليمية مختصرة للكتاب المدرسي تركّز على المادة الأساسية في كل مبحث، التي يجب أن يدرسها الطالب تحضيرًا للصف الذي يليه.
مشاكل الانترنت
وعن عدم تمكّن جزء كبير من طلبة قطاع غزة من الالتحاق بهذه المدارس نظرًا لضعف وانقطاع خدمة الانترنت، قال الخضور إنّ الوزارة ستتعامل مع هذه المشكلة على مستويين.
الأول هو توفير المزيد من نقاط البثّ وتقوية الانترنت بالتعاون مع شركات الاتصال الفلسطينية، خاصة في تجمّعات النازحين.
وعن المستوى الثاني، أوضح الخضور أنه سيتم تسجيل الدروس بحيث يتمكّن الطلبة من حضورها في وقت لاحق، في حال تعذّر أو انقطاع شبكة الانترنت.
وعن صعوبة توفر الأجهزة اللوحية خاصة لدى أولياء الأمور الذي لديهم أكثر من طالب، أفاد الخضور بأنه الوزارة تبحث مع شركائها الدوليين توفير أجهزة لوحية قدر المستطاع.
ويشير إلى أنه إذا كان هناك أكثر من طالب في العائلة، فليس شرطًا أن يكون الحضور للطلبة في الفترة ذاتها.
وعن مصير طلبة الثانوية العامة الذين لم يتمكنوا من التقدم للامتحان النهائي العام الماضي، قال الخضور إن الوزارة أعلنت التزامها بعقد دورة خاصة لهم مع نهاية 2024، أي بين الفصلين على أبعد تقدير لإنقاذ عامهم الدراسي، والطلبة الجدد لهذا العام سيكونون حاضرين في نهاية العام.
“}]]