عدوان إسرائيلي ومقاومة باسلة.. كيف ستؤثر الضفة في ميزان الصراع؟

[[{“value”:”

الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام

ما كان بالأمس إرهاصات، تحول اليوم إلى حقيقة، وما لم يتجاوز حد المخاوف في السابق أصبح الآن ضمن المشاهدات اليومية.. في جنين، وطولكرم، ونابلس، والخليل، وطوباس، وقلقيلية، وفي سائر مدن الضفة الغربية، بات لزامًا على جيش الاحتلال ألا يكون أقل يقظة من معركته في غزة أو جنوب لبنان؛ فالمعركة تدور بين جنبات ثكناته وحواجزه ومقار إقامات قواته، ولم تعد الضفة الغربية جبهة إسناد لغزة، بل هي في صدارة المشهد ومقدمة الصفوف.

التدرج المتصاعد للمقاومة في الضفة الغربية، كان أكثر ما يمثّل مخاوف لدى الاحتلال منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى؛ فهي الجبهة القرب إليه ومن ثم هي الأخطر عليه، ولم تعد تنفعه الإجراءات العسكرية التقليدية من تفتيش ومداهمات واعتقالات وإقامة حواجز؛ حيث بات يقينيًّا أن المقاومة أعدّت عدتها لمواجهة ذلك كله ونوّعت في طريقة مقاومتها للاحتلال، حتى بات تفجير العبوات الناسفة في الآليات الإسرائيلية إحدى أبرز أدوات المقاومة، والتي لم يكن لها وجود في السابق فإذا هي الآن عنوان التنكيل بقوات الاحتلال.

سمعونا الله اكبر و لله الحمد
🔻🔻🔻
تفجير عبوة ناسفة بجرافة إسرائيلية في جنين. pic.twitter.com/qYQWFVdTvW

— صاحب السعادة (@16_Gouda) April 3, 2024

أخذت المقاومة تثخن في العدو وتقدم ما لديها من بطولات وتضحيات لتخفيف الضغط على قطاع غزة الذي يعاني ويلات الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية لليوم الـ 327 على التوالي، وقد تجاوز عدد شهداء ومفقودي غزة ما يزيد عن 50 ألفًا، بالتزامن مع تدمير كل مناحي الحياة في القطاع، وهذا ما دفع المقاومة في الضفة لتكون ظهيرًا لغزة، فقدمت التضحيات التي تمثلت في ارتقاء أكثر من 640 شهيدًا ونحو 5400 مصابًا، بالإضافة لآلاف المعتقلين، منذ اندلاع طوفان الأقصى.

في الوقت ذاته سعت حكومة الاحتلال لاستغلال الحرب في قطاع غزة، لكي تنفذ مخططاتها من توسيع استيطاني وإقامة بؤر جديدة في ظل غياب لأي دور دولي في محاسبة الاحتلال على هذه الجرائم، واستعر اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال لفرض واقع جديد في القدس الشريف بمزيد من الاقتحامات المتكررة لجماعات المستوطنين للمسجد الأقصى، حتى بلغ الأمر بأن أعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير السعي لإقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى.

استيطان وتهويد يُفرض في ساحات #الأقصى.. فلم تعد الاقتحامات مجرد “جولات” يُجريها #المستوطنون داخل #المسجد، بل أصبحت استراتيجية ممنهجة من أجل فرض الطقوس الدينية فيه والتعامل معه كـ #هيكل يهودي فعلياً pic.twitter.com/FO32KNeWt1

— بيت المقدس الإخبارية (@BaitMaqdis) August 26, 2024

سياسة الاغتيالات الإسرائيلية للمقاومين زادت وتيرتها مع تصاعد المقاومة ضد قوات الاحتلال، ولا يكاد يمر يوم حتى تشيع الضفة واحدًا او أكثر من أبطالها في استهداف إسرائيلي جبان، والتي كان آخرها اغتيال 10 شهداء في جنين وطوباس ضمن العدوان الموسع الذي أعلن عنه جيش الاحتلال شمالي الضفة الغربية.

وفي خطوة إجرامية جديدة، أعلن جيش الاحتلال في الساعات الأولى من الليلة الماضية بدء ما أسماه “عملية موسعة” في مدن شمال الضفة: جنين وطولكرم وطوباس والمخيمات وعدة أحياء من نابلس، مبينًا أنها ستستغرق وقتًا طويلاً، وحسب وسائل إعلام إسرائيلية ينتوي جيش الاحتلال من هذا العدوان تدمير البنية التحتية للمقاومة في شمال الضفة، واصفًا إياها بانها الأعنف والأوسع منذ عملة السور الواقي التي وقعت عام 2002.

قصف من الطيران الحربي الإسرائيلي واشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال في مخيم الفارعه شمال الضفة الغربية
Israeli warplanes bombed and clashes between the Palestinian resistance and the occupation army in Al-Far’a camp, north of the West Bank pic.twitter.com/mrsHe5TJWt

— المخيمات اصل الحكاية (@AbumajedFe72902) August 28, 2024

وبالتزامن مع هذا الإعلان قام المجاهدون من كتائب القسام رفقة عدد من الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة، بالاشتباك المسلح مع قوات الاحتلال في مدينة طولكرم، فيما فجّرت “القسام” عبوات ناسفة في الآليات العسكرية المقتحمة مخيم جنين، بينما استهدفت برجًا عسكريًّا على مدخل مخيم العروب شمال الخليل.

كما أعلنت “سرايا القدس” -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية وإسقاطها في مخيم نور شمس بطولكرم، بالإضافة لإصابة عدد من جنود الاحتلال في نقاط تمركز القناصة المتحصنة داخل أحد المنازل، كما أعلنت تفجير عبوة ناسفة في جرافة عسكرية بنابلس، محققة إصابات مباشرة في صفوف طاقمها.

عاشت (جنين وطوباس ومخيم نور شمس) بمآ انجبوا.. ادام الله بأسكم على بني صهيـ.ـون وعملائهم الخونة.. ﴿نَصْرٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ﴾.

الهلال الأحمر الفلسطيني: 9 شهداء برصاص قوات الاحتلال في جنين وطوباس الى حد الآن، اثناء اجتياح الضفة.#مخيم_نور_شمس#طوباس#جنين#الضفة pic.twitter.com/WKzEZjyUAu

— سـارة الغـامـدي (@sarah_alghamidi) August 28, 2024

يحاول الاحتلال من خلال ارتكاب مزيد من جرائمه في الضفة الغربية أن يسكت صوت المقاومة، بينما لا يتأخر عليه رد أبطال الضفة الذين عزموا على المضي قدمًا لإيلام العدو بأكثر مما توقع، وذلك ما ظهر في ردود الأفعال العملية والإعلامية عقب البدء في العدوان الإسرائيلي فجر اليوم.

فمع تصدي المقاومة لعدوان الاحتلال أعلنت كتائب القسام أن “العملية العسكرية الواسعة بالضفة التي يتحدث عنها الكيان ستكون مستنقعًا تغرق فيه قواته”، فيما قالت سرايا القدس بنابلس: “نخوض اشتباكات ضارية مع قوات العدو بمخيم بلاطة”.

#كتائب_القسام:
نؤكد أن العملية العسكرية الواسعة بالضفة التي يتحدث عنها الكيان ستكون مستنقعا تغرق فيه قواته
سرايا القدس كتيبةنابلس:
-نخوض اشتباكات ضارية مع قوات العدو بمخيم بلاطة الضفة الغربية
اعلام فلسطينى:
-اشتباكات مسلحة بين المجاهدين وجيش اسرائيل بمخيم نور شمس طولكرم#غزة_الآن pic.twitter.com/MMr8mAFLWp

— Mohamed_Shawky (@msh16777) August 27, 2024

إعلان الاحتلال بدء عدوان جديد في الضفة الغربية، بعد تصعيد مستمر منذ شهور، هو في حقيقته اعتراف رسمي أن المقاومة في الضفة شديدة البأس، وأنه ذاق من جهاد أبطالها ما لم يعد يملك أمامه خيارًا آخر -كما صرح بذلك مسؤولون إسرائيليون-؛ حيث قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، صباح الأربعاء: “يجب التعامل مع التهديد في الضفة مثل غزة وتنفيذ إخلاء مؤقت للسكان، فهذه حرب على كل شيء”.

ومع هذا التصعيد، يمكن القول إن الاحتلال بدأ في مواجهة صعبة قد تكلفه الكثير؛ حيث إن الضفة الغربية سجّلت في تاريخ المقاومة أنها أكثر من آلمت العدو في تاريخ الصراع معه، وبقدر خشية الاحتلال من هذه العواقب، تنتظر الضفة الغربية ملاحم بطولية وجهادية ربما تُسهم كثيرًا في تغيير المشهد الدائر على أرض فلسطين، بل وفي كل محاور الإسناد وجبهات الصراع.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة