[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
زهاء 40 يومًا على دخول فصل الشتاء رسميًّا في قطاع غزة، أيام يحاول فيها الفلسطينيون المتعبون لملمة أمورهم وأحوالهم استعدادًا لفصل قد يثقل عليهم أوضاعهم المأساوية مع استمرار نزوحهم عن منازلهم وسط الإبادة الجماعية المتواصلة لليوم الـ400 تواليا.
وتسببت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية باختفاء البضائع الأساسية في قطاع غزة، وفي مقدمتها الملابس، نتيجة الإغلاق التام للمعابر والسيطرة عليها، وفرض حصار خانق على القطاع عبر احتلال معبر رفح في بداية مايو الماضي، مع تحكم إسرائيلي مطلق في البضائع والمساعدات التي تدخل إلى القطاع المحاصر، وسط تفشي للمجاعة في شمال غزة وجنوبها، مع استمرار الأسعار بالارتفاع.
وكشفت حرب الإبادة عن مأساة عميقة لدى سكان القطاع الذين يندحرون إلى قاع الفقر المدقع، حيث أكدت تقارير أممية أن نسب الفقر في غزة وصلت إلى 100%، وسط تفاقم فيي الأوضاع المعيشية والحياتية اليومية، من عدم توفر المأكل والمشرب والملبس والمأوى.
ومع ترقب الغزيين دخول فصل الشتاء، ومع الهواجس التي تتملكهم، تبرز إلى الواجهة معضلة كبرى وهي انعدام الملابس الشتوية، حيث أنهم نزحوا من منازلهم تحت القصف والتهديد ولم يصطحبوا معهم سوى مقتنيات محدودة استطاعوا حملها، في حين حرقت الطائرات الإسرائيلية منازلهم كثيرين بما فيها من أثاث وملابس وممتلكات.
عدم توفر ملابس شتوية
المواطنة ابتسام مقداد والتي نزحت من مدينة غزة في بداية حرب الإبادة تقول لمراسلنا إنها لا تجد ملابس لأطفالها الأربعة، وأنها تجولت في أسواق مواصي خان يونس حيث تنزح، ولم تجد طلبها، لحماية أطفالها الصغار من برد الشتاء المرتقب.
وأضافت المواطنة الثلاثينة أنها عندما خرجت من منزلها في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، خرجت مع أطفالها تحت نار القصف الإسرائيلي، ولم تتمكن من أخذ ملابس شتوية لأطفالها، حيث نزحت في أيام صيفية.
وأشارت إلى أن معاناتها تتفاقم مع عدم قدرتها على شراء ملابس شتوية لأطفالها، حيث البرد الذي يتسلل من أطراف خيمتها البالية على شاطئ بحر مواصي مدينة خان يونس، تقول: “ما ذنب الأطفال، لا طعام ولا شراب ولا ملبس، ولا مأوى، ما ذنبهم”.
وأدت مجموعة أسباب إلى النقص الشديد في الملابس الشتوية، أولها الإغلاق الإسرائيلي المتواصل للمعابر، والقصف المتكرر للبنايات والمنشآت التي تضم المحال التجارية ومصانع الخياطة والمخازن، إلى جانب التهجير القسري لمئات آلاف الفلسطينيين، والذي أدى إلى تكدسهم في مناطق محددة، بالتزامن مع الشح الشديد في الملابس التي من شأنها تغطية احتياجاتهم المتزايدة”.
ويقول مراسلنا إن الملابس الشتوية في قطاع غزة باتت معدومة، وإن توفرت في الأسواق فهي مستخدمة وبأسعار خيالية جدًا، لا يستطيع الفلسطينيون شراءها وهو الذين يعانون من موجة غلاء فاحش، مع انعدام السيولة وفقدان الوظائف والأعمال.
إصلاح الملابس القديمة
الخياط منير أبو حطب والذي دمر الاحتلال محله الكائن في شارع البحر بمدينة خان يونس في التوغل الإسرائيلي في ديسمبر الماضي، أنشأ خيمة على شاطئ بحر المدينة وبدأ يصلح للنازحين ما يمتلكون من ملابس.
يقول أبو حطب لمراسلنا إن النازحين يأتون إليه رغبة منهم بإصلاح ملابسهم القديمة، من إطالة وتقصير وخلافه.
وأكد أن أوضاع النازحين صعبة وقاسية للغاية، ويحاولون بقدر الإمكان تصليح ما لديهم من ملابس، مع بدء البرد التسلل إلى أجساد أطفالهم الغضة.
ويسعى بعض أصحاب محال الخياطة إلى توفير بدائل رغم الإمكانات المحدودة من جراء انقطاع التيار الكهربائي، وعدم القدرة على تشغيل ماكينات الخياطة، سوى بالطرق اليدوية البدائية، إذ يتم استخدام أقمشة الأغطية أو الأقمشة المخصصة للفرش المنزلي في صناعة الملابس الشتوية، لكن تلك الملبوسات لم تثبت نجاعتها في الوقاية من البرد، فضلاً عن كون أسعارها مرتفعة، ما يجعلها خياراً غير مفضل بالنسبة لكثير من أهالي قطاع غزة.
يقول المواطن معاذ أبو مصطفى، إن الأزمات التي تسبب فيها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لم تستثن أي جانب من جوانب الحياة اليومية، وعلى وجه التحديد تلك التي تمس بشكل مباشر احتياجات المواطنين، وقد وصل الأمر إلى حد وجود نقص كبير في الملابس والأغطية والأحذية وغيرها من المتطلبات الشخصية.
ويوضح أبو مصطفى لمراسلنا أن “النقص الحاد القائم يرجع إلى استمرار الإغلاق الإسرائيلي للمعابر، والذي يهدف إلى التنغيص على المواطنين في كل تفاصيل حياتهم اليومية، ويتزامن ذلك مع الغلاء الشديد بفعل شح المعروض، إذ يفتح النقص مجالاً واسعاً لاحتكار البضائع الشحيحة، ورفع أسعارها إلى أضعاف مضاعفة لاستغلال الحاجة الماسة إليها”.
“}]]