قتل الساجدين وحرب على بيوت الله .. ماذا يعني تدمير الاحتلال مساجد غزة؟

[[{“value”:”

غزة -المركز الفلسطيني للإعلام

عندما أعاد شبان رفع الأذان عبر مكبر صوتي صغير في غزة بعد أشهر طويلة من عدم رفع الأذان جراء تدمير الاحتلال الإسرائيلي غالبية المساجد في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها، لم يخف الفلسطينيون فرحتهم بذلك.

وقال أحد السكان: سيبقى هذا انداء مرفوعًا مهما هدموا ودمروا، وسنعيد بناء المساجد كما سنعيد بناء منازلنا ومشافينا ومبانينا المدمرة.

لأول مرة منذ شهرين.. رفع الأذان على ركام المسجد الأبيض في مخيم الشاطئ بعد تدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي لجميع مساجد المخيم. pic.twitter.com/VbRZYyG0a7

— TRT عربي (@TRTArabi) January 15, 2024

ويرتبط الفلسطينيون في قطاع غزة بمساجدهم ارتباطًا وثيقهم، يدفع الكثير منهم على أداء الصلاة جماعة في المساجد والمصليات رغم مخاطر القصف المتكرر.

ففي حرب الإبادة الجماعية المستمرة ضد قطاع غزة للشهر العاشر تواليا، لم تترك إسرائيل محرمات بل وموبقات إلا وارتكبتها، قتلا ونسفا وتدميرا.

لحظة تدمير جيش الارهاب الاسرائيلي مسجد في شمال قطاع غزة ، هذا ما وثقته كاميرا جندي اسرائيلي على انستغرام . pic.twitter.com/AJYwnYXPpr

— Tamer | تامر (@tamerqdh) May 27, 2024

فبيوت الله كانت أهدافا لآلة الاستهداف والتدمير الصهيونية، فلا مراعاة لدين أو أخلاق أو قانون، فجزء منها قصف بالطائرات على رؤوس المصلين كما جرى في مصلى مسجد الأبيض بغزة قبل أيام، ومنها ما جرى تجريفه بالجارفات، أو نسفه بالديناميت.

عشرات الشهداء في استهداف مصلى المسجد الابيض في مخيم الشاطئ، هذه المجزرة الثانية في غضون ساعة واحدة تُرتكب بحق المدنيين والنازحين في جنوب وشمال غزة pic.twitter.com/bGG0oGZvaK

— أحمد حجازي 𓂆 (@ahmedhijazee) July 13, 2024

ودمرت قوات الاحتلال 610 مساجد كليا، و211 مسجداً جزئيا في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، في حرب معلنة على بيوت الله، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

تدمير مسجدهم لم يمنعهم من الصلاة والدعاء..

فلسطينيون يؤدون الصلاة يوم أمس على أنقاض مسجد الهدى في رفح، الذي دمّرته طائرات الاحتـ ـلال.#طوفان_الاقصی pic.twitter.com/e5SVqBU1hG

— تركي الشلهوب (@TurkiShalhoub) February 15, 2024

مسجد الرحمة

مسجد الرحمة في حي الأمل بخان يونس جنوب قطاع غزة كان من المساجد التي دمرها الاحتلال بالكامل، حيث كان يؤمه آلاف المصلين في مختلف الصلوات، كما كان منارة للعبادة والعلم وإعداد النشء على الإيمان والثورة.

عقب تدمير الغارات الإسرائيلية له.. فلسطينيون يؤدون صلاة #عيد_الأضحى على أنقاض #مسجد_الرحمة في خان يونس جنوبي قطاع #غزة#الشرق_مصر#الشرق_للأخبار pic.twitter.com/2Gf45bvnTy

— الشرق للأخبار – مصر (@AsharqNewsEGY) June 16, 2024

نبيل دبور -أحد رواد المسجد- يقول: لقد تأثرت كثيراً بتدمير مسجد الرحمة، فقد كان جزءًا من حياتي، وبيتنا الثاني.

يضيف في حديث لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام، لتدمير المسجد وقع نفسي صعب جداً، فاق حزني على تدمير منزلي.

يؤكد أن للمسجد حب كبير في قلبه، فنشأ في رحابه منذ صغره، وكان يصلي فيه الصلوات الخمس، إضافة لإضفائه رونقاً على الحي بصوات الأذان، ومساهمته في المناسبات الاجتماعية والأعياد.

وأوضح أن مسجده (الرحمة) كان بمنزلة مركز إسلامي لتعليم القرآن الكريم والسنة النبوية ومكارم الأخلاق، إضافة لكثير من الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية.

بعيون تترقرق يكمل حديثه لمراسلنا أن تدمير المسجد أزال رونقاً كان أهالي الحي يرون فيه مركز اجتماعهم وتواصلهم، إضافة لعبادتهم.

اللقاء الأخير مع الشهيد محمد أبو حطب “بديع” صاحب فكرة تشييد المصلى على أنقاض المسجد الأبيض “الذي حدثت به المجزرة بالأمس”
بيحكيله شكلك مش مطول
وبعدها استشهد!
يالله يا أهل غزة شو إنّا صغار قدامكم
يالله يا أهل غزة ما أقربكم لربنا
هنيئا لكم قربكم وجهادكم وصبركم وتضحياتكم#غزه_الآن pic.twitter.com/TyDn6QGVZo

— د. إيـمـــان📒 (@Hadekkaatona) July 14, 2024

مسجد النور

وفي مخيم دير البلح وسط قطاع غزة، وفي بدايات الحرب الإجرامية، استهدفت بوارج الاحتلال مسجد النور الواقع على شاطئ البحر ما أدى لتدمير أجزاء كبيرة منه.

رواد المسجد فقدوا مكان عبادتهم، ولجأوا إلى أداء الصلاة في منازلهم، وحاراتهم.

المواطن إبراهيم أبو العطا (٧٩ عاماً) يؤكد أنه فقد روحه بتدمير المسجد، مشيراً إلى أنه كان ملازماً لمراحل إنشاء المسجد قبل 15 عاماً.

وقال في حديث لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام: إن الاحتلال بتدميره المسجد نزع روحه من جسده، يكمل حديثه باكياً: لو دمروا ونسفوا سنعيد إعماره.

The call to prayer is raised from above the ruins of Al-Noor Mosque in Abasan al-Kabira, east of Khan Yunis

يرفع الاذان من فوق انقاض مسجد النور في عبسان الكبيرة شرق خانيونس pic.twitter.com/RCy5u6NQtY

— Mahmoud Bassam محمود بسام (@Mahmoud_Bassam8) April 12, 2024

صلوات في الساحات

ويلجأ المواطنون إلى أداء الصلوات في المنازل والحارات، وبعض الساحات وقرب المساجد المدمرة.

لأول مرة منذ بداية العدوان، تقام صلاة الجمعة في معسكر جباليا شمال قطاع غزة pic.twitter.com/z1RsHo8ClN

— بلال نزار ريان (@BelalNezar) February 9, 2024

يقول المواطن محمود حسن لمراسلنا إن المسجد يمتلك قيمة كبيرة في نفوس الفلسطينيين، فغير أنها مكان صلاتهم، فهي نقاط التقاءهم وتعاضدهم، وتكافلهم.

وأوضح أنها مراكز لها ثقل اجتماعي، في بناء الإنسان والمجتمع وصقله على الأخلاق الفضيلة.

المواطنة انشراح عبد الفتاح تقول في حديث لمراسلنا إن للمسجد في حياتها أهمية خاصة، حيث كانت ترتاده يومياً لتلقي دروس الفقه والسيرة، والعلوم المختلفة.

تضيف في حديث لمراسلنا إن الاحتلال يهدف بتدمير المساجد إلى سلخ الفلسطيني عن معتقداته ودينه.

هكذا تدمر مساجد الله في غزة
قصف مسجد الشيخ زكريا pic.twitter.com/Otrjw4dArF

— إسماعيل الغول – Ismail Alghoul (@ismail_gh2) April 13, 2024

وتؤكد وزارة الأوقاف الفلسطينية أن تدير المساجد وتدنيسها هو جزء من حرب الاحتلال على بيوت الله وجزء من سعي الاحتلال لتدمير كل شيء في قطاع غزة.

ولا يخلو شارع أو حارة في قطاع غزة من مسجد يؤمه المصلون ويجد فيه الكبار والشبان والفتية ملاذا للصلاة والعبادة والتعلم.

حرب على الله

ويؤكد الداعية من وزارة الأوقاف خالد محمود أن استهداف الاحتلال للمساجد هو ضمن حربه الدينية الحاقدة وضمن حربه على الله التي ستبوء عليه بالدمار، مشيرًا إلى أن الاحتلال يكذب ويوجد مبررات مزعومة حول استهداف المساجد ولكنه يدمرها لأنه لا يريد دور العبادة التي يتعلم فيها الفتية والشبان أمور دينهم ومنها يتخرجون رجالا ومقاومين أشداء مخلصين في كل عمل يفعلونه.

ويضيف محمود في حديثه لـ المركز الفلسطيني للإعلام أن تعلق الأهالي والشبان والفتية وحتى النساء بالمساجد يدفعهم مباشرة بعد قصف كل مسجد إلى التعاون لإقامة مصلى وإقامة الصلوات داخله والمباشرة بحلقات التحفيظ.

الأذان يصدح من فوق ركام المسجد الأبيض بمخيم الشاطئ بعد أن استهدف العدو الصهيوني المساجد في #غزة ليؤكد أنه لا حُرمة لأي شيء بالقطاع ..
لن يكسروا إرادة أهل #غزة ولو قتلوا ما قتلوا .. ولو دمروا ما دمروا ..#غزة ستُبعث من تحت الركام ..#طوفان_الأقصى #غزة_مقبرة_الغزاة #غزة_العزةpic.twitter.com/dZV7roz6wo

— جابر الحرمي (@jaberalharmi) January 14, 2024

وذكر أن مساجد القطاع خرجت آلاف الحفاظ من القرآن الكريم، وهذا ما يخيف الاحتلال أن يكون هناك جيل قرآني لا يمكن أن يتزعزع إيمانه وعقيدته صلبة لذلك يحاول تدمير المساجد ليمنع تكرار خروج هذا الجيل الذي لا يزال يكتوي بطوفانه المستمر منذ 10 أشهر، ولكن هيهات له ذلك، فما دمر سيعمر، وستقام حلقات القرآن على الأنقاض وسينطلق الجيل من جديد ليجابه المحتله حتى يكنسه.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة