غزة/PNN- بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة، بتطبيق أسلوب عسكري جديد في التعامل مع المناطق الوسطى التي تخضع لعمليات عسكرية في قطاع ، بهدف تقليل خسائره، عبر استخدام المسيّرات والصواريخ الدقيقة، مع تقليل العمليات البرية.
يقول الخبير الأمني والعسكري العميد رائد موسى، إن هذا الأسلوب يعتمد على زيادة استخدام الطائرات المسيرة “الدرونز” والصواريخ الدقيقة بهدف استهداف البنية التحتية والمواقع الإستراتيجية لحركة “حماس”، مع تقليل الاعتماد على العمليات البرية التقليدية.
وأضاف موسى في حديث لـ”إرم نيوز”، أن جيش الاحتلال يسعى من خلال هذا الأسلوب إلى تقليل الخسائر في صفوف قواته وكذلك التقليل من الإصابات بين المدنيين؛ بسبب الضغط الدولي المستمر عليه بالتوقف عن التعرض للمدنيين.
وتابع، “ومع ذلك، فإن هذه الإستراتيجية تتضمن أيضًا تكثيف العمليات الليلية واستخدام تكنولوجيا الرصد والاستطلاع المتقدمة لتحديد الأهداف بدقة قبل شن الغارات الجوية”.
وأكمل الخبير العسكري أنه “وبالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام العمليات النفسية مثل توزيع منشورات لتحذير السكان المدنيين قبل تنفيذ الهجمات، وهو ما يعكس تركيز الجيش على محاولة إدارة تأثير العمليات العسكرية على السكان المدنيين.
ولفت إلى أن، “هذه التطورات تعكس إستراتيجية إسرائيلية جديدة تسعى لتحقيق أقصى تأثير عسكري بأقل تكلفة بشرية، خاصة في ظل الضغوط الدولية المتزايدة للحد من العمليات العسكرية في المناطق المأهولة بالسكان”.
عمليات عسكرية خاطفة
من جهته قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة منصور أبو كريّم، إن الأسلوب العسكري الذي يتبعه جيش الاحتلال الإسرائيلي في التعامل مع مناطق وسط قطاع غزة، مثل المحافظة الوسطى، يختلف عن الأساليب المستخدمة في مناطق أخرى مثل رفح وخان يونس والمدن الشمالية.
وأضاف أبو كريّم في حديث لـ”إرم نيوز”، أنه في المناطق الوسطى، يعتمد الجيش على عمليات عسكرية خاطفة تستمر لعدة أيام فقط، تتضمن توغلات محدودة داخل المنطقة، مدعومة بقصف جوي مكثف.
وأكمل، أن هذه الإستراتيجية تهدف إلى تحقيق أهداف محددة بسرعة، مثل تدمير بنية تحتية معينة أو استهداف قيادات ميدانية لحركة “حماس”، مع تجنب التورط في عمليات طويلة الأمد كما حدث في مناطق أخرى مثل شمال غزة ورفح وخان يونس، حيث امتدت العمليات العسكرية هناك عدة أشهر.
وتابع: “العمليات العسكرية الخاطفة تأتي كرد فعل على تطورات ميدانية محددة، وغالبًا ما تكون مركزة على أهداف ذات أهمية إستراتيجية، بينما يتم الحفاظ على الوجود العسكري المحدود لتقليل الاحتكاك مع المدنيين ولتجنب الانخراط في معارك طويلة الأمد”.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الجيش الإسرائيلي يحاول بهذه الطريقة تحقيق توازن بين الضغط العسكري على “حماس”، وتجنب التورط في صراع طويل يستهلك الموارد، ويتسبب في خسائر بشرية كبيرة.
المصدر: إرم نيوز