لوموند: حرب غزة كشفت الإفلاس الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي

 ​   

باريس/PNN- اعتبر تقرير فرنسي أن الأتحاد الأوروبي أثبت إفلاسه الدبلوماسي في التعاطي مع حرب غزة، بعجز دوله الـ 27 عن كبح جماح إسرائيل في إبادة القطاع.

وقال التقرير الذي نشرته صحيفة “لوموند”، اليوم الأحد، إن دول الاتحاد الأوروبي انقسمت بين معسكر مؤيد لإسرائيل ومعسكر ملتزم باحترام القانون الدولي، مستحضرًا “القرار الرمزي” لبعض الدول الأوروبية بإعلان اعترافها بالدولة الفلسطينية.

واعتبرت “لوموند” أن هذه الخطوة الرمزية سلطت الضوء على “الانقسامات العميقة في الاتحاد الأوروبي بشأن القضية الفلسطينية الإسرائيلية الساخنة”، فبعد اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج بالدولة الفلسطينية تبدي ألمانيا موقفًا متشددًا من المسألة وتعتبر فرنسا أن الظروف غير ملائمة لهذه الخطوة؛ ما يعني غياب رؤية أوروبية موحدة.

وأشار التقرير إلى المواقف الأوروبية منذ بدء الحرب في غزة في الـ7 من أكتوبر الماضي، من الانسجام حول “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” إلى الانقسام حول وقف إطلاق النار.

وأكدت “لوموند” أنه على مدار أسابيع يكشف الاتحاد الأوروبي عجزه، ونقلت عن نيكول غنيسوتو، نائبة رئيس معهد جاك ديلور، أن “هذه الهزيمة ليست مفاجئة حقًّا، فقد مر وقت طويل منذ أن تخلى الأوروبيون عن أدنى تأثير على الصراع مقابل فسح المجال للولايات المتحدة للوقوف على خط المواجهة” وفق تقديرها.

واعتبرت غنيسوتو أن الأوروبيين يتعاطون بشيء من الاستسلام حيال هذه القضية في السنوات الأخيرة، حيث يدافع الجميع عن حل الدولتين دون أن يؤمنوا بعدُ بذلك” بحسب قولها.

وبحسب المتخصصة في العلاقات الدولية، فإن الدول الـ 27 تعطي الأولوية للحرب في أوكرانيا، وهو صراع “وجودي” بالنسبة إليها، وبالتالي، ليس لديها لا الرغبة ولا الوقت ولا الوسائل، للاهتمام بالشرق الأوسط” وفق تعبيرها.

ويعتبر الباحث في منظمة “مشروع الشرق الأوسط الأوروبي” في بروكسل مارتن كونيكني، أن الانقسامات تبدو مستعصية على الحل عندما يقترب الأوروبيون من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

واضاف أنه على مدار الأشهر الماضية، انقسمت الدول الأوروبية بشكل أساس إلى معسكرين، يضم الأول الدول التي تقف “إلى جانب إسرائيل” و”تدعم حملتها العسكرية بلا تردد وتتجنب انتقاد أفعالها في غزة، حتى بعد تضاعف الضحايا المدنيين الفلسطينيين”، وتبرز جمهورية التشيك والنمسا والمجر في هذا المعسكر، تليها ألمانيا”.

ويضم المعسكر الثاني الدول التي أكدت اعترافها بالدولة الفلسطينية، وإلى جانب إسبانيا وأيرلندا والنرويج تستعد سلوفينيا لخطوة مماثلة يوم الـ4 من يونيو الجاري.

  

المحتوى ذو الصلة