مئات الجرحى يفارقون الحياة.. لا مستشفيات قادرة على العمل في شمال غزة

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، إن شمال قطاع غزة لم تعد به مستشفيات قادرة على العمل في ظل نقص الوقود والأطقم والإمدادات.

وصرّح ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة، للصحافيين، عبر رابط فيديو من القدس: “لم تعد هناك مستشفيات قادرة على العمل في الشمال”. وأوضح أن المستشفى الأهلي كان الأخير، لكنه أصبح يعمل الآن بالحد الأدنى.

وتوقف معظم المستشفيات في غزة عن العمل بسبب الحرب، وكانت الخدمات الصحية في شمال غزة هي الأكثر تضررا. والمستشفى الأهلي من آخر المؤسسات الاستشفائية التي كانت لا تزال في الخدمة في شمال قطاع غزة، وتوقف عن العمل الثلاثاء بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي له.

وحاصر الجيش الإسرائيلي المستشفى وقام باعتقال عدد من الأطباء والممرضين والجرحى، بحسب ما قال مديره فضل نعيم. وأوضح: “المستشفى خرج عن الخدمة بسبب اقتحامه من قبل قوات الاحتلال، ولا نستطيع استقبال مرضى أو مصابين، لدينا بلاغات بعشرات الجرحى في الشوارع”.

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الخميس، أن مئات الجرحى يفارقون الحياة نتيجة عدم توفر الخدمات الصحية في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، في بيان مقتضب، إن “مئات الجرحى يفارقون الحياة نتيجة عدم توفر الخدمات الصحية في مجمع الشفاء الطبي”.

وأشار القدرة إلى “خروج مستشفيات مدينة غزة ومناطق شمالي القطاع عن الخدمة”.

والثلاثاء، عادت القوات الإسرائيلية واستهدفت مجمع الشفاء الطبي وسيارة مدنية أمام بوابته كانت تنقل أحد الجرحى، ما أدى إلى “استشهاد 28 شخصا وإصابة العشرات خلال 6 ساعات”، بحسب بيان سابق للوزارة الفلسطينية.

بدوره، قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الأربعاء، على منصة “إكس”: إن “المستشفى الأهلي مكتظ بالمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طارئة. وفي ساحته، وُضعت الجثث في صفوف لأنه لم يكن من الممكن دفنها بطريقة آمنة وكريمة”.

وأضاف: ” قبل يومين، كان المستشفى الأهلي آخر مستشفى يعمل في شمال غزة حيث يمكن للجرحى إجراء العمليات الجراحية. لكن فريقنا علم اليوم أن غرف العمليات توقفت عن العمل بسبب استنزاف أو غياب كامل للأطباء والوقود والمياه والغذاء والإمدادات الطبية. وقد ترك ذلك شمال غزة من دون مستشفى فعال. وتعمل أربعة مستشفيات فقط بالحد الأدنى، وتقدم رعاية محدودة للغاية.

وأوضح المتحدث أن منظمة الصحة العالمية ستواصل سعيها جاهدة لتوفير الإمدادات للمرافق الصحية في شمال غزة. ولكن من دون الأدوية والاحتياجات الأساسية الأخرى، سيموت جميع المرضى ببطء وبشكل مؤلم. وهناك حاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية لتعزيز وإعادة تزويد المرافق الصحية المتبقية، وتقديم الخدمات الطبية التي يحتاجها آلاف الجرحى وأولئك الذين يحتاجون إلى رعاية أساسية أخرى، وقبل كل شيء، وقف إراقة الدماء والموت.

ويعيش في غزة 2.3 مليون شخص، معظمهم نزحوا من منازلهم بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. وفي حين دُفع الكثيرون إلى النزوح إلى جنوب غزة، تشير تقارير إلى أن ما يصل إلى عدة مئات الآلاف من الأشخاص ما زالوا في الشمال، حيث “يجب أن يكون هناك عدد من المرافق الصحية العاملة”، حسب ما قال بيبركورن في تصريحات سابقة.

وإلى جانب اقتحام وتدمير مستشفيات في شمال قطاع غزة، تستهدف المدفعية والطائرات الإسرائيلية مستشفيات في جنوبه، كان آخرها “مجمع ناصر الطبي” في خانيونس، ما أدى لإنهاك المنظومة الصحية في القطاع.

 

المحتوى ذو الصلة