ما وراء انسحاب قوات الاحتلال من خانيونس ؟

[[{“value”:”

خانيونس – المركز الفلسطيني للإعلام

بعد يومٍ شهد 4 عمليات نوعية لكتائب القسام، أجهزت فيه على 14 ضابطًا وجنديًّا صهيونيًّا ودمرت 5 آليات في محاور خانيونس أعلنت قوات الاحتلال سحب قواتها البرية من المدينة التي بقيت على مدار أربعة أشهر كاملة شعلة نار متفجرة رغم الدمار الهائل الذي طالها.

وقال متحدث باسم جيش الاحتلال -الأحد-: إن الجيش سحب كل القوات البرية من جنوب قطاع غزة ما عدا كتيبة واحدة.

وقالت إذاعة جيش الاحتلال: إن الجيش سحب الليلة الماضية جميع الوحدات التابعة للفرقة 98 بألويتها الثلاثة من منطقة خان يونس بعد قتال دام 4 أشهر.

وبدأت قوات الاحتلال عدوانها البري في 3 ديسمبر الماضي، عقب الهدنة الإنسانية، وامتد توغلها من المناطق الشرقية إلى السطر وصولاً إلى وسط البلد وقيزان النجار وبطن السمين والمخيم وحي الأمل ومدينة حمد، كل ذلك وسط مقاومة ضارية لم تتوقف رغم كثافة النيران وحجم التدمير الهائل.

ولم يتبق في غزة -وفق الإعلام العبري- سوى لواء ناحال العامل في “ممر نتساريم”، وهو الحاجز الذي أقامه جيش الاحتلال لقطع الشمال عن الجنوب بهدف منع سكان غزة من العودة إلى شمال القطاع.

وأكدت صحيفة “معاريف” أن أحد ألوية الجيش الإسرائيلي ما زال موجودا داخل غزة لمنع عودة الفلسطينيين إلى شمالي القطاع.

وتتضارب الأنباء حول سبب انسحاب قوات الاحتلال، ففي حين تحدثت وسائل إعلام عبرية أن انسحاب الفرقة 98 من خان يونس يأتي في إطار الاستعدادات لعملية في رفح، ربطت وسائل أخرى الأمر بالتصعيد مع حزب الله في لبنان، بينما يرى مراقبون بأن الانسحاب يعود لأن قوات الاحتلال وجدت نفسها تدور في حلقة مفرغة دون أن تحقق أهدافها المعلنة بينما بقيت عرضة لاستهداف المقاومين الذين يخرجون من بين الأنقاض ليوجهوا ضرباتهم.

نموذج للفشل

ووفق مراقبين؛ فإن عدوان الاحتلال الانتقامي على خانيونس هو نموذج للفشل الإسرائيلي، رغم التدمير الهائل الذي أصاب ثاني أكبر مدن قطاع غزة، وطال أكثر من 75 % من مبانيها وبنيتها التحتية، ورغم فاتورة الشهداء والجرحى الكبيرة التي دفعتها.

واقتحم الاحتلال خانيونس بهدف معلن للوصول إلى أسراه وقيادة المقاومة التي زعم أنها قد تكون موجودة فيها، ولكنه فشل في تحقيق أي من الهدفين حتى الآن، فمارس وحشته بالتدمير في منازل المدنيين ونسف المربعات السكنية أو ارتكاب جرائم القتل الجماعية ضد السكان.

وبقيت خانيونس كما كل المدن والأحياء التي اجتاحتها قوات الاحتلال تقاتل وتجابه العدوان مسجلة ملاحم بطولية لن تمحى من ذاكرة الوجدان الفلسطيني والعربي والإسلامي وأحرار العالم.

ومع ذلك، تدعو المصادر المحلية إلى الحذر من هذا الانسحاب، فالمعركة لم تنته، ويمكن أن يعاود الاحتلال عدوانه البري كما حدث سابقا في غزة وغربها وجنوبها عدة مرات.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلا عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أن أحد أسباب الانسحاب هو ترك أماكن للنازحين الذين ستطلب منهم مغادرة رفح، في إشارة لإصرار الاحتلال على تنفيذ عدوانه على رفح رغم الاعتراضات الدولية المتصاعدة بما فيها الموقف المعلن من واشنطن والذي لم يتبلور لإجراء فعلي لوقف المذبحة المتوقعة.

أسلوب المداهمات

بدورها، قالت القناة 12 العبرية: إن “الجيش الإسرائيلي أكمل عمليته في خان يونس، والمقاتلون أكملوا خروجهم من هناك”، وأضافت أن قوات الجيش المكونة من 4 ألوية مختلفة “تتمركز الآن في الممر الإنساني وفي شمال قطاع غزة في منطقة بيت حانون”.

وأشارت القناة إلى أن “الجيش الإسرائيلي سوف يركز على أسلوب المداهمات في قطاع غزة، بناء على المعلومات الاستخبارية المتوفرة”.

ولم تستبعد القناة أن يكون انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع بهدف تهيئة الجنود لعملية برية في رفح جنوبي القطاع.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 6 أشهر حربا مدمرة على غزة، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، مما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى إبادة جماعية.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم أن أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع ارتفعت اليوم إلى 33 ألفا و175 شهيدا و75 ألفا و886 جريحا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بينهم 38 شهيدا و71 مصابا سقطوا في الساعات الـ24 الماضية.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة