متحدثون يؤكدون ضرورة إعداد برامج وسياسات تؤسس لرواية فلسطينية متكاملة

 ​   

رام الله/ PNN- أكد متحدثون، خلال منتدى علمي نظمته الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والأبارتهايد، والمكتبة الوطنية، ضرورة العمل على برامج وسياسات تؤسس لمشروع متكامل حول الرواية الفلسطينية التي يسعى الاحتلال إلى طمسها ومحوها عن الوجود، وإرسالها إلى العالم أجمع.

وأكدوا خلال المنتدى الذي عُقد اليوم الاثنين، بمدينة البيرة، تحت عنوان: “الصراع على الرواية والهوية في المناهج التعليمية”، تكثيف الجهود المحلية في مواجهة رواية الاحتلال التي تزوّر الهوية الوطنية.

وقال قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، إن شعبنا يثبت في كل يوم ومرحلة أنه قادر على مواجهة الأزمات ومحاولات محو الهوية الوطنية وطمسها، واجتثاث فلسطين من التاريخ، بعد أن توهم الاحتلال أنه اجتثها من الجغرافيا.

ولفت إلى أن قيادات الاحتلال صرحت مرات عدة بوجوب كي الوعي الفلسطيني، والاستسلام والخضوع لرواية الاحتلال، لكن أبناء شعبنا يثبتون كل يوم أن هذه المحاولات تفشل باستمرار، وما حرب الإبادة في قطاع غزة، والاستيطان، وسرقة الأرض والمقدسات في القدس إلا حلقة من حلقات المنهج التدميري الاستعماري الذي يهدف إلى تحويل فلسطين إلى أرض بلا شعب، حتى تكون جاهزة لينتقل إليها شعب بلا أرض.

وقال: إن جزءا من الصراع على فلسطين هو الصراع على الرواية والحقيقة، والاحتلال يحاول أن يطمسها، وهناك من يعمل على أن تبقى ساطعة.

بدورها، قالت محافظ محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام، إن الاحتلال يسعى إلى تهويد الأرض وطمس الرواية الفلسطينية، لكن كل محاولاته باءت بالفشل.

من جانبه، قال وزير التربية والتعليم العالي أمجد برهم، إن الاحتلال يستهدف مدينة القدس ويريد فرض منهاجه، إذ أصبحت الحقيبة المدرسية هدفًا في هذه المدينة، حتى لا نستطيع أن نبني مدارس، أو نُعلّم الأجيال.

وأوضح أن 287 مدرسة من أصل 309 خرجت عن الخدمة جراء العدوان على قطاع غزة، إذ تم تدميرها بشكل كامل أو جزئي، في حين دمر الاحتلال الجامعات كافة هناك، ضمن خطة لاستهداف الثقافة والرواية الفلسطينيتين، لافتا إلى أن الوزارة تقوم بمراجعة شاملة للعملية التعليمية، من أجل بناء دولة فلسطينية علمية وبحثية، تُبنى بأيدٍ فلسطينية.

من جهته، أوضح الأمين العام للحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والأبارتهايد رمزي عودة، أن الاحتلال قتل 10 من باحثي الحملة الأكاديمية، ودمر مقرها بالكامل، ولذلك إسرائيل تحارب الفكر والمعرفة.

وشدد على ضرورة تعزيز الرواية الفلسطينية مقابل رواية الاحتلال، وإرسال رسالة إلى العالم بأن مناهج الاحتلال تحض على الكراهية والعنف وقتل العرب.

من ناحيته، قال رئيس المكتبة الوطنية، أمين عام المنتدى عيسى قراقع، إن إسرائيل تسعى إلى احتلال الوعي والثقافة، حتى ينفصل الشعب الفلسطيني عن تاريخه وماضيه وحاضره، من أجل إنشاء جيل جاهل، وغير مرتبط بحضارة هذه الأرض الكنعانية.

وأكد أن الاحتلال يسعى إلى عبرنة المناطق كافة، في محاولة لتغيير الجغرافيا في المكان، حيث قام بتغير أكثر من 90 ألف موقع فلسطيني إلى العبرانية، مشيرًا إلى أن المطلب الأساسي لدولة الاحتلال هو تغيير المناهج الفلسطينية، باعتبارها “خطرا على دولتهم”، وأن انتصاراتهم وأهدافهم هي البطش بالرواية والتعليم.

وأوضح قراقع أن جوهر الإبادة لفلسطين عام 1948 كان التطهير الثقافي، حيث آلاف الكتب، والأرشيفات، والمخطوطات التي استولوا عليها، وأخفوها، مؤكدًا أن الاحتلال يقصف المتاحف والمكتبات، وقتل أكثر من 100 عالم وأكاديمي وباحث.

  

المحتوى ذو الصلة