مثال على الملاحقة السياسية وتكميم الافواه….. خالد الصيفي

 ​   

بيت لحم/PNN-  نجيب فراج- يجمع ممثلي المؤسسات والقوى والفعاليات في مخيم الدهيشة ومحافطة بيت لحم وحتى في كل ارجاء الاراضي الفلسطينية على ان اقدام قوات الاحتلال الاسرائيلي على اقتحام منزل المربي والناشط الاجتماعي والمؤسساتي والرياضي خالد علي الصيفي ” 66 سنة” الكائن في مخيم الدهيشة فجر الاربعاء الماضي الموافق 17 / 1/2024 واعتقاله وهو المدير التنفيذي لمؤسسة ابداع لتنمية قدرات الطفل والتبادل الثقافي الدولي يعود فقط لاسباب تتعلق بتكميم الافواه وملاحقة المؤسسات الوطنية ومنعها من ممارسة اية ادوار تتعلق بالعمل على تطوير المجتمع ودعوته الدفاع عن الثوابت الوطنية وعلى راسها حق العودة وتحفيز الاجيال المتلاحقة على التمسك بهذا الحق المقدس.

 مرحلة التأسيس

 عمل الصيفي على مدى عقود طويلة مدرسا في المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وتخرج على يديه اجيال عديدة من الطلبة وكان يعرفهم معرفة جيدة وهو الامر الذي دفعه ان يبادر على ما يبدو في العام 1994 الى تأسيس مؤسسة ابداع مع نخبة من اقرانه وقد اهتمت المؤسسة في تنمية قدرات الاطفال بالمجالات الثقافية والرياضية والفنية والابداعية ومع مرور السنوات تربعت المؤسسة في مربع المؤسسات الريادية حيث شكلت المؤسسة فرقا عديدة للدبكة الشعبية ولعزف الموسيقى و تعلم افواج كبيرة من هولاء الاجيال وتمكنوا من امتلاك مهارات فنية كبيرة وصلت بهم الى العالمية من خلال تقديم عشرات العروض الفنية للدبكة الشعبية في العديد من الدول حول العالم واخذت صيتا مميزا وحصلت على العديد من الجوائز العالمية حيث قدمت فرقها الدبكة الشعبية للتراث الشعبي الفلسطيني التي تحكي قصص فلسطين وشعبها على مر العقود كما قدمت فرقها في التمثيل العديد من المسرحيات ولعل ابرزها مسرحية الوصية التي تحكي حكاية نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948 وعكست كيف ان الاجيال توصي من يخلفها على التمسك يحق العودة الى المدن والقرى التي هجر منها الشعب الفلسطيني.

 

 الصعيد الرياضي

 وعلى الصعيد الرياضي حيث كان الصيفي احد المبادرين واللاعبين البارزين في نادي عد الرياضي والذي يجمع مخيمي عايدة والدهيشة في ظاهرة نادرة وقد حاز هذا الفريق على مدى عشرات السنين قبل ان يتم حله الى اجماع شعبي منقطع النظير وبادر الصيفي بتشكيل “نادي ابداع الرياضي ” التابع للمؤسسة وقد تمكن فريق كرة السلة على تسجيل العديد من الانجازات حيث حصل على كأس فلسطين في كرة السلة لعديد من المرات ولا زال هذا الفريق من اقوى فرق كرة السلة على صعيد الاراضي الفلسطينية، ونظم النادي بطولات عديدة على المستوى المحلي في مجالات تنس الطاولة وكرة القدم ولعبة الشطرنح عدة مرات.

 بحر الثقافة

 وعلى الصعيد الثقافي نظمت المؤسسة وعلى مدى اكثر من عقدين ولا زالت مسابقة العودة الثقافية بمناسبة ذكرى النكبة في كل عام بمشاركة فرق من كل القرى المهجرة بمحافظة بيت لحم حيث اخذت هذه المسابقة شهرة كبيرة لدرجة ان جموع المواطنين كانوا ينتظرونها في كل عام، كما عملت المؤسسة على مدار اعوام عديدة ولا زالت على تنظيم “لقاء الاربعاء الثقافي ” من كل اسبوع بمشاركة حشد من المثقفين والكتاب والصحافيين والاكاديميين الذين يطرحون مداخلتهم في مختلف القضايا ومستجداتها، ومنذ اندلاع حرب الابادة الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني منذ السابع من اكتوبر الماضي اهتمت المؤسسة على تجميع الطاقات السياسية والثقافية في كل يوم تقريبا لمتابعة التطورات من خلال شاشة تلفزيون كبيرة ويستمعون الى اخر التطورات ومن ثم تحليلها والتعقيب عليها وذلك في احدى قاعات المؤسسة الضخمة من حيث الانشاء. 

مشاريع صغيرة 

وانشأت المؤسسة العديد من المشاريع الصغيرة لدعم الفئات المهمشة كالتطرير وما شابه بمشاركة عشرات النسوة اللواتي ابدعن في هذا المجال. وعلى الصعيد الصحي انشأت المؤسسة “نادي اصدقاء مرضى السكري” وذلك بهدف تقديم الارشادات لمرضى السكري من اجل مواجته بتقافة صحية متقدمة وتقديم الفحوصات والاعانات بهذا الصدد. كانت المؤسسة تبادر ايضا الى تنظيم العديد من الفعاليات لمساندة الاسرى الفلسطينيين سواء من خلال تنظيم الاعتصامات والمشاركة في كل الفعاليات لمساندة اضراب الاسرى وعقدت ندوات عديدة بهذا الاتجاه من خلال تكريم اسرى محررين ودعوتهم الى المؤسسة من اجل الحديث عن تجاربهم، كما برزت في فعاليات مناهضة قوات الاحتلال في ممارساتها باحتجاز جثامين الشهداء وتنظيم الفعاليات بهذا الاتجاه.

 استهداف دائم

 وازاء حضور مؤسسة ابداع المميز على صعيد الوطن وازاء الالتفاف الجماهيري العريض حولها فلم تتركها قوات الاحتلال الاسرائيلي بشأنها وسبق لهذه القوات ان اقتحمت مقريها داخل المخيم عدة مرات واحداث تخريب في محتوياتهما وايضا مصادرة وثائقها وحواسيبها وكل شيء يتمكن الجنود من الوصول اليه. 

في شهر ايلول الماضي اقدمت قوات الاحتلال على اعتقال وسام الحسنات مدير الانشطة في المؤسسة وحولته الى الاعتقال الاداري لمدة اربعة اشهر، وهاهي تقوم باعتقال خالد الصيفي المدير التنفيذي للمؤسسة وهو احدة قادة العمل الجماهيري وسبق له ان اعتقل عدة مرات من قبل قوات الاحتلال، وكان اخرها قبل 33 سنة وها هي تعود لاعتقاله من جديد رغم وصوله بهذا السن المتقدم، الامر الذي يقول فيه العديد من النشطاء والمراقبين ان اعتقال الصيفي بهذه الطريقة انما تؤكد على ان قوات الاحتلال تريد تمكيم الافواه ومنعه من ممارسة حقه في التعبير وايضا ان الاعتقال انما هو استهدف للمؤسسة الجماهيرية العريقة وهو ذات النهج الذي مارسته قوات الاحتلال منذ عام النكبة ولا تزال في ملاحقة المؤسسات الوطنية من اجل منع دورها الوطني ونشر الثقافة الوطنية التي تعري الاحتلال وممارساته.

 الاعتقال لا يثني المؤسسة واصدرت مؤسسة ابداع بيانا في اعقاب اعتقال الصيفي ادانت فيه هذا الاستهداف وجاء فيه” يدين مجلس ادارة مؤسسة ابداع وكل العاملين والمتطوعين فيها والمؤسسات والقوى الوطنية في مخيم الدهيشة اعتقال المدير التنفيذي للمؤسسة خالد الصيفي الذي يعاني من امراض مزمنة ويحتاج الى ظروف صحية وعلاج دائم. 

وحمل البيان المسؤولية التامة عن حياة الصيفي مؤكدا ان اعتقاله لن يثني ابداع عن الاستمرار بخدمة ابناء شعبنا بمختلف قطاعاتهم واعمارهم وعلى الرأس الاطفال منهم”.

  

المحتوى ذو الصلة