محافظ سلفيت: دفاعا عن النفس.. المطلوب من جميع ضباطنا وأفرادنا في القرى أن يدافعوا عنها أمام اعتداءات المستوطنين

 ​   

رام الله /PNN /  تعقيبا على ما تشهده محافظة سلفيت من اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين، قال محافظ محافظة سلفيت اللواء عبد الله كميل إننا “قمنا بتشكيل لجان حماية وحراسة، لأن المستوطنين يحاولون قتل أكبر عدد ممكن من أبناء المحافظة، حيث استشهد 3 مواطنين وأصيب المئات خلال عام واحد”.

وشدد خلال برنامج ساعة رمل الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية ويعده ويقدمه الإعلامي نزار حبش أن “الجميع بلا استثناء جزء من هذه اللجان من ضباط متقاعدين وضباط متواجدين في مدنهم وقراهم وأبناء التنظيم والوطنيين من كل الفصائل الأخرى، وبهذه الطريقة فإن كل بلدة وقرية تحمي نفسها بنفسها”. 

وأشار الى وجود تجارب ناجحة في سلفيت نتيجة لجان الحراسة، مؤكدا أن اللجان نجحت مؤخرا في صد اعتداء للمستوطنين في أكثر من قرية وبلدة في المحافظة كما حدث في بروقين قبل نحو أسبوع. 

وردا على سؤال حول دور الأجهزة الأمنية في حماية المواطنين، قال محافظ سلفيت: “الكل يساهم في حماية قرانا وبلداتنا، والحماية تتطلب مشاركة الجميع، سواء من السلطة أو التنظيمات أو المجتمع المدني.. الكل مطلوب منه ذلك”.

وتابع: “فيما يتعلق بالأجهزة الأمنية، فإن تنقلها بشكل رسمي من مكان الى آخر ليس بالأمر السهل، كما أن الدفع باتجاه أن يكون هناك صدام بين عسكري مسلح لا يملك إلا الكلاشنكوف وبضعة طلقات، أمام قوة تمتلك طائرات F35 فإن ذلك يعني تدمير الشعب الفلسطيني”.

لكن كميل استدرك قائلا “الجميع بما فيها السلطة تدافع عن القرى، فكل ضباطنا وأفرادنا الموجودين في القرى، مطلوب منهم أن يدافعوا عن قراهم”، مردفا: “شخص يطلق النار على المواطنين، من غير المعقول أن أكّتف له يدي وأقول له أهلا وسهلا.. لا، لذلك يجب أن أتعامل معه بنفس الوسيلة التي يستخدمها هو وبكل إمكاناتي”.

وشدد كميل قائلا: “بكل الوسائل الممكنة يجب أن ندافع عن شعبنا لأن المستوطن هو الذي يهجم علينا ولسنا نحن الذين نهاجم، نحن في حالة دفاع عن النفس، لذلك عندما يهاجم بيتي ويحرق أطفالي كما حرقوا محمد أبو خضير وعائلة الدوابشة، لن أقول له أهلا وسهلا سأدافع عن نفسي بكل الوسائل. وهذا قانون دولي”.

بطالة واسعة ومستشريه

وحول تداعيات الحرب في قطاع غزة على واقع الضفة الغربية وخصوصا محافظة سلفيت، قال كميل إن محافظة سلفيت تعاني اليوم من أزمة ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بشكل كبير لأن أكثر من 95 في المئة من العمال فقدوا مصدر رزقهم ودخلهم بعد السابع من أكتوبر الماضي، ما أدى الى وجود بطالة واسعة ومستشريه.

وأَضاف خلال برنامج ساعة رمل الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية ويعده ويقدمه الإعلامي نزار حبش أن هناك الكثير من العائلات التي بدا عليها الفقر وبصورة واضحة لأن عدد كبير من أبناء المحافظة توقفوا بشكل مفاجئ عن العمل ما خلق أزمة حقيقية في المحافظة.

وتابع ان “المحافظة تعمل على تعزيز صمود المواطن لمواجهة كل التحديات، خصوصا وبعد تأسيس صندوق التكافل الخيري التابع للمحافظة، الذي جمع مليون دولار في المرحلة الأولى وقرابة المبلغ نفسه في مرحلته الثانية اعتمادا على الخيرين من أبناء شعبنا”.

وأوضح أن الصندوق يعمل على 3 مسارات، الأول يتمثل في دعم الطلاب حيث استفاد أكثر من 2000 طالب من منح الصندوق، والمسار الثاني متخصص في ترميم المنازل القديمة الآيلة للسقوط حيث قام الصندوق بترميم أكثر من 50 منزلا، فيما المسار الثالث يوفر المشاريع الصغيرة من أجل تمكين المواطنين بالتعاون مع المؤسسة الفلسطينية للتمكين، حيث قدم الصندوق أكثر من 25 مشروعا عبر تمويلها بالكامل، إضافة الى توزيع مساعدات حسب الإمكانات المتاحة، من حقائب مدرسية وقرطاسية وكوبونات غذائية وغيرها.

وفيما يتعلق بدور القطاع الخاص الفلسطيني، أوضح أن رجال الإعمال ساهموا بشكل لافت في التبرعات للمحافظة، مردفا: “هناك من يتبرع بربع مليون شيكل سنويا، لكن الدعم شهد تراجعا ملحوظا بعد السابع من أكتوبر بسبب الضربات الاقتصادية التي تلقاها القطاع الاقتصاد الفلسطيني”.

وقال كميل إنه ورغم ذلك فإن المطلوب من القطاع الخاص أن يساهم بقدر ما يستطيع، لأن الضفة وغزة تحتاجان الى امكانات القطاع الخاص، خصوصا أن لدى السلطة موارد مالية محدودة والاحتياجات كبيرة جدا.

سلفيت تعاني من تقصير الحكومات الفلسطينية المتعاقبة

وفيما يتعلق باهتمام الحكومات الفلسطينية المتعاقبة في محافظة سلفيت، قال كميل إن “يجب النظر للمحافظات ليس وفق مساحاتها الجغرافية أو عدد سكانها وإنما على دراسات مبنية على الاحتياجات، مضيفا: “يجب إعادة النظر في قضية دعم سلفيت لأنها تتعرض لأكبر هجمة استيطانية”.

وتابع ان “الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة مهتمة للغاية بمحافظة سلفيت، ويجب على الحكومات الفلسطينية المتعاقبة أن يكون اهتمامها لمواجهة اهتمامات الحكومات الإسرائيلية”، مردفا: “إذا كان عدوك مهتم بسلفيت عليك بالمقابل الاهتمام بها ودعمها بكل السبل والوسائل المتوفرة كي توفر الصحة والتعليم والصمود بكل أشكاله على الأرض”.

وقال كميل إن “مستوطنة ارائيل الأكبر في الضفة تحتوي على جامعة يبلغ عدد الطلبة فيها أكثر من 23 ألفا، هذا إضافة لمناطق صناعية، فيما تبلغ موازنة بلدية مستوطنة ارائيل نصف موازنة السلطة”.
وتابع كميل “هناك تقصير من الحكومات الفلسطينية المتعاقبة بسلفيت، وقد وجهت المحافظة نداءات كثيرة، وبناء على ذلك يزداد الدعم قليلا ثم يعود ويتراجع، بسبب الربط بين الدعم وعدد السكان وهذا خاطئ، لأن المحافظة تتعرض لأبشع هجمة احتلاليه”.

ودعا كميل حكومة د. محمد مصطفى الى تشكيل لجنة تقييم لوضع المحافظات ومن أهمها سلفيت، من أجل تخصيص الموازنات المناسبة التي تلبي الاحتياجات.

وشدد كميل أن “المطلوب انشاء منطقة صناعية فلسطينية في سلفيت أمام المنطقة الصناعية الاستيطانية، وجامعة مقابل جامعة، وإسكانين اثنين للمواطنين مقابل كل وحدة استيطانية”، مردفا “لدينا صراع ديمغرافي، فالنمو في المستوطنات ليس طبيعيا كي يفرضوا واقع جديد، هناك 18 تجمع سكاني فلسطيني مقابل 24 تجمع استيطاني، ناهيك عن 4 بؤر استيطانية جديدة، وسط تواجد 80 ألف فلسطيني في المحافظة مقابل أكثر من 100 ألف مستوطن”.

الدعم الحكومي متقطع.. قرابة النصف مليون شيكل سنويا

وحول مصادر الدعم للمحافظة، قال كميل إنها متنوعة لكن الحكومة هي المصدر الأول، “لكنه بشكل متقطع وغير منتظم”.
وتابع: الحكومة توفر نصف مليون شيكل موازنة لمحافظة سلفيت سنويا.. وهذا مبلغ لا يذكر.
وقال إن “هذا المبلغ لا يلبي احتياجات محافظة سلفيت، لأن الناس يتوجهون الى المحافظ، وللأسف المحافظ ليس لديه الحلول بسبب عدم توفر الإمكانات في كثير من القضايا”، لذلك قمت بتأسيس صندوق التكافل الخيري، وتوجهنا مؤخرا الى الدول العربية ونأمل قريبا بأن يكون هناك دعم كويتي للصندوق.

اهتمام وزارة السياحة بمحافظة بيت لحم لا يعني إهمال بقية المناطق..

وفيما يتعلق بالواقع السياحي والتاريخي والأثري في محافظة سلفيت، أكد المحافظ أن سلفيت غنية بهذه المناطق مع وجود أكثر من 140 موقعا هاما، مشيرا أن عددا كبيرا منها أديرة تاريخية عريقة يحاول المستوطنون الاستيلاء عليها وتهويدها بشكل مستمر.

وتابع كميل: أعداد الأماكن السياحية والتاريخية والتراثية كبير وتحتاج الى مليارات الدولارات حتى نحافظ عليها وهذا عائق حقيقي، أما العائق الثاني فيتمثل في وجودها فيما تسمى مناطق “ج” التي تسيطر عليها إسرائيل سيطرة كاملة، موضحا أن بعض المناطق لم تستطع المحافظة الوصول إليها بسبب وجود معسكرات إسرائيلية عليها.

وحول دور وزارة السياحة والآثار في تطوير المواقع التاريخية والسياحية وخصوصا في محافظة بيت لحم، قال كميل إنه “من الطبيعي أن تهتم الوزارة في محافظة بيت لحم بسبب الأماكن الدينية الهامة جدا، ولكن هذا لا يعني أن نهمل بقية المناطق.. كل مناطقنا في الضفة فيها آثار ويجب الاهتمام بها.”

وتابع “سلفيت مظلومة على المستوى السياحي.. هناك الكثير من المناطق التي تستقطب السياح بسبب قدمها، وهذا يتوجب تأسيس مسارات سياحية محلية وعالمية في مناطق مختلفة من المحافظة مثل واد قانا ومنطقة دير استيا، خصوصا في ظل وجود آثار بيزنطية قديمة ومتنوعة، وهذه احدى رسائلنا الى مجلس الوزراء الجديد”.

  

المحتوى ذو الصلة