محافظ طوباس: – نسبة البطالة في محافظة طوباس تبلع 50%

 ​   

طوباس/PNN/  أكد محافظ طوباس أحمد الأسعد، على أهمية مجافظة طوباس من الناحية الاستراتيجية، خصوصا وأنها تقع على الحدود الشمالية لفلسطين والحدود الشرقية للأردن، مشيرا أن وورغم هذا الموقع الحيوي، تعاني المحافظة من تأثيرات الحرب الأخيرة، التي أثرت بشكل كبير على كافة مناحي الحياة، خاصة وأن طوباس تُعد “سلة غذاء فلسطين”.

القيود والحصار الاقتصادي: شلل في الحياة اليومية

وأشار الاسعد خلال حديثه لبرنامج “ساعة رمل” الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية ويقدمه الإعلامي نزار حبش، إلى أن الحرب أدت إلى إغلاق كامل لبعض القطاعات الحيوية في طوباس، وأدى إغلاق حواجز الحمرا وتياسير إلى فصل الأغوار الشمالية عن مركز المحافظة، ما أجبر 10,000 عامل على فقدان عملهم الرئيس في الداخل والعودة للعمل في الزراعة وبعض الحرف، لكنه أشار إلى أن هذه العودة لم تكن كافية لتعويض خسائر الاقتصاد المحلي.

وأضاف الأسعد أن نسبة البطالة في المحافظة بلغت 50% بعد الحرب، ما أثر بشكل كبير على الاقتصاد المحلي وزاد من معدلات الفقر، مردفا: الحصار الاقتصادي المفروض على السلطة الفلسطينية فاقم من هذه الأوضاع، حيث تدهور خط الفقر بشكل ملحوظ في المحافظة.

وردا على سؤال ماذا فعلت المحافظة من أجل دعم العمال الذين يشعرون بأنهم باتوا وحدهم في مواجهة الفقر والبطالة، قال المحافظ إن المحافظة وبالتعاون مع الشركاء قدمت مساعدات محدودة، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، والجميع يعاني من أزمة مالية كبيرة نتيجة الحصار الإسرائيلي على الحكومة.

وأوضح الأسعد أن جميع الخطط الاستراتيجية الموضوعة في محافظة طوباس تعاني من تدخلات الاحتلال، ما دفع المحافظة لوضع خطة إسعافية محدودة لمساعدة المواطنين والعمال، تشمل توزيع طرود غذائية بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، ورغم هذه الجهود، يبقى الاحتلال عقبة رئيسية أمام تنفيذ أي مشروع تنموي في المنطقة بسبب عمليات الهدم والتدمير.

التحديات المالية: تراكم الديون وتقليص الميزانية

و كشف الأسعد أن المحافظة تعاني من مشاكل مالية كبيرة، حيث تواجه تقليص الميزانية بنسبة تصل إلى 60%، مع تعليمات بالتكيف مع الموارد المحدودة المتاحة، مردفا: هذا الوضع أدى إلى تراكم الديون في المحافظة، حيث وصلت إلى حوالي 100,000 شيكل نتيجة التأخر في الدفعات المالية من وزارة المالية.

وعن دور القطاع الخاص، أوضح الأسعد أن التوجه نحو القطاع الخاص لم يكن فقط لدعم المحافظة، بل لمواجهة الأزمات الكبرى التي تعاني منها.
وأضاف أن جميع قطاعات المجتمع تداعت لدعم المحافظة من خلال تأسيس صندوق التكافل الاجتماعي، الذي يهدف إلى مساعدة الحالات الاجتماعية، وهو صندوق مدعوم من القطاع الخاص.

التحديات في القطاع الصحي والتعليمي

و فيما يتعلق بالقطاع الصحي، أشار الأسعد إلى أن تأسيس مستشفى طوباس الحكومي خفف من عبء السفر إلى جنين أو نابلس للعلاج، رغم الإمكانيات المتواضعة للمستشفى، ومع ذلك، أكد على الحاجة الماسة لتوسعة المستشفى وبناء طابق ثالث وتوفير تخصصات طبية إضافية، بالإضافة إلى فتح مراكز صحية جديدة في الأغوار الشمالية.المستشفى الحكومي على جميع التخصصات.

وأوضح أن مرضى السرطان يضطرون للتوجه الى محافظة نابلس من أجل الحصول على العلاج، في وقت أكد فيه المحافظ على أهمية أن يحتوي

أما في القطاع التعليمي، فقد أكد الأسعد على الحاجة المستمرة لبناء مدارس جديدة في المحافظة، وقد تم تلبية هذه الاحتياجات جزئيًا بفضل مساهمات أهل الخير والمقتدرين ماليًا، بالتعاون مع خطة الحكومة.

القيود الاحتلالية وتأثيرها على الزراعة والهجرة العكسية

و أشار الأسعد إلى أن محافظة طوباس تعاني من غياب سوق مركزي (حسبة) بسبب قيود الاحتلال التي تمنع المزارعين من الوصول إلى الأسواق المحلية، ما يدفعهم إلى التوجه إلى أسواق بعيدة في بيتا أو جنين.

وأشار إلى أن حواجز الاحتلال أدت إلى هجرة عكسية محدودة من المناطق الزراعية، وخاصة في بردلة وعين البيضا، نتيجة قطع المياه عن المزارعين.

ورغم ذلك، أشار إلى أن المؤسسات غير الحكومية تقدم دعمًا للزراعة البعلية والمروية، بما في ذلك توفير خطوط المياه والمساعدات الأخرى لتعزيز صمود المزارعين، وأشاد بالدعم الذي قدمته الحكومة الأردنية، خاصة في موضوع توفير الأعلاف للمزارعين.

التحديات القضائية وإصلاح القضاء

وفي قضية أخرى، تحدث الأسعد عن ضرورة إصلاح المنظومة القضائية في طوباس، حيث أشار إلى تراكم القضايا نتيجة الدوام الجزئي للمحاكم.
وأكد على أهمية البت في القضايا المنجزة، خاصة قضايا الأراضي وقضايا الدم، لما لها من تأثير مباشر على السلم الأهلي.

خطط تطوير محافظة طوباس: التحديات والفرص
أشار الأسعد إلى أن الظروف الحالية تجعل من الصعب وضع خطط تنموية استراتيجية للمحافظة، حيث يقوم الاحتلال بتدمير أي محاولات للتطوير، ومع ذلك، أكد أنه تم وضع دراسات لتطوير القطاع الزراعي واستجلاب رأس المال، مع التركيز على إنتاج محاصيل زراعية على مدار العام وتطوير مشاريع الطاقة الشمسية والأعشاب الطبية.

وختم الأسعد بالتأكيد على أن الأهداف الأساسية لتطوير الزراعة في طوباس هي التنمية الاقتصادية والحفاظ على الأرض، وأن هذه الاستراتيجية تبقى الخيار الأمثل لتعزيز صمود المحافظة في مواجهة التحديات المتزايدة.

  

المحتوى ذو الصلة