محمد حنون: الاحتلال يسعى لإنجاز في الأقصى والرباط المكثف يردعه

إسطنبول – المركز الفلسطيني للإعلام
حذر رئيس مؤسسة أوروبيون لأجل القدس، محمد حنون من خطورة اعتداءات الاحتلال والمستوطنين ومخططاتهم التي تستهدف المسجد الأقصى، داعيا إلى الرباط على مدار الساعة لإفشال المخططات الإسرائيلية.

وقال حنون في حديثٍ لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: إن الاعتداءات المتكررة من قوات الاحتلال التي استهدفت مصلى باب الرحمة في الأقصى بعد نهاية شهر رمضان، تعبر عن وقاحة هذا المحتل الغاشم الذي لا يعتبر مما حصل في شهر رمضان المبارك، ولم يفهم أن المسجد الأقصى وكل ما فيه وكل ذرة تراب فيه مقدسة للمسلمين.

مكانة مقدسة

وشدد على أن استهداف أي مكان في نطاق المسجد الأقصى، هو استهداف للمسجد الذي تبلغ مساحته 144 دونما، بكل ما يحتمله ذلك من الحاجة إلى الرباط والتدخل والمكانة لدى الأمة.

وأضاف “أزيد أن لكل القدس وفلسطين لها هذه المكانة فما بالنا عندما يتعلق الأمر بمسجد له أهمية دينية وقداسة ويمثل القبلة الأولى للمسلمين”.

وأشار إلى أن هذا الاستهداف المتكرر يؤكد أن الباب لم يغلق وأن الحرب لم تضع أوزارها وأن هذا المحتل يجعل من كل مناسبة فرصة إشعال عود ثقاب جديد وإشعال بؤرة نار جديدة تستهدف أي إمكانية راحة للمرابطين والمقدسين في مدينة القدس.

بلطجة الاحتلال

ورأى مسؤول أوربيون لأجل القدس، أن تصاعد هذه الاعتداءات وتكرارها لأن حكومة الاحتلال الحالية تعيش رهينة لعصابات قطعان المستوطنين الذيم يمارسون البلطة ويستهدفون الضغط على الحكومة التي لا يعترف أكثر من نصف وزرائها بالوجود الفلسطيني كما يصرحون بذلك.

وأشار إلى أن الاحتلال ومستوطنيه يحاولون عرض العضلات وتحقيق ولو إنجاز شكلي من خلال استهداف مصلى باب الرحمة، ويظنون أنه هامشي، ولكن أثبت المقدسيون أن أجسامنا وأموالنا دون المساس بأي شبر من أرض الأقصى المعروف شرعا وتاريخا.

ومنذ اليوم الثالث لعيد الفطر، تنفذ قوات الاحتلال اقتحامات شبه يومية لمصلى باب الرحمة، تخللها تخريب وإتلاف شبكة الكهرباء واقتحامه بالأحذية، والسطو على محتوياته، والاعتداء على المصلين داخله، في محاولة لفرض إغلاقه وتكريس التقسيم المكاني للمسجد الأقصى.

تحرك في المساحة الأوروبية

وأشار حنون إلى أن مؤسسة أوروبيون لأجل القدس تتابع منذ البداية ولم نتوقف عن رصد كل الانتهاكات التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون وتوصيلها مباشرة بمختلف اللغات لصناع القرار في أوروبا من مسؤولين وبرلمانيين وقانونيين لفضح جرائم الاحتلال المستمرة بحق القدس والمقدسيين.

وتصدر المؤسسة تقريرًا شهريًّا يوثق انتهاكات الاحتلال في القدس، فضلا عن إصدار تقرير سنوي يجري عرضه خلال مؤتمر صحفي يستعرض حال القدس، إلى جانب دورها في المشاركة في فعاليات مختلفة لإسناد أهل القدس وجعلها في محور اهتمام العالم.

وبيّن حنون أن آثار هذه الرسالة واضحة وفعالة حيث كان التفاعل والتحرك الأوروبي والاستنكار من مسؤولين رسميين في الاتحاد الأوروبي لجريمة الاحتلال البشعة خاصة ما تعلق باقتحام المسجد الأقصى في شهر رمضان والاعتداء الوحشي على المعتكفين واعتقال المئات منهم، وهي المشاهد المروعة التي بثت مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال: نعمل على فضح هذه الانتهاكات التي تأتي في إطار ممارسة البلطجة، مشيرًا إلى وجود وزراء في حكومة الاحتلال وأعضاء في الكنيست (برلمان الاحتلال) يدعمون هذه البلطجة ما يؤكد
أن هذه الحكومة حكومة فاشية لا تعترف بأي مواثيق لحقوق الإنسان، بل تسعى لانتهاك كل شيء وتسعى للتعددي على الوجود الفلسطيني.

استهداف الوجود الإسلامي والمسيحي

ونبّه إلى أن اعتداءات الاحتلال في القدس لا تقتصر على استهداف المسجد الأقصى والمصلين المسلمين، بل هي تستهدف الوجود الإسلامي والمسيحي، مشيرًا بهذا الصدد إلى استهداف كنيسة القيامة وعرقلة الوصول إليها والاعتداء على المسيحيين في سبت النور، وما سبق ذلك من اعتداءات متكررة على كنائس مسيحية في القدس من مستوطنين دون أي دور فاعل من قوات الاحتلال.

وأشار إلى أن هذه الاعتداءات تجري رغم أن الكل كانوا عزلاً من كل شيء إلا عدالة قضيتهم بهذه الأرض والوطن.

وقال: نحنا أصحاب الحق في التواصل مع كل الجهات لتوصيل مظلومية شعبنا وأهل القدس بلغة مبسطة دون أي تزوير إنما توصيل المعلومة والانتهاك والحث على اتخاذ موقف لحماية شعبنا بموجب القوانين الدولية.

الأقصى في خطر

ورأى حنون – وهو فلسطيني يقيم في أوروبا- أن شعار الأقصى في خطر، الذي طالما دق أجراس الخطر به حول اعتداءات الاحتلال في القدس يبدو اليوم الأمور تجاوزته؛ لأن الخطر داهم كل شيء: المسجد الأقصى ومصلياته والمصلين، وبشكل وقح وقذر وجبان من الاحتلال ومستوطنيه.

وشدد على أن هذا الوضع يحتاج إلى تدخل فلسطيني موحد وتواجد وحضور فلسطيني على مدار الساعة وهذه مسؤولية، قد يبدو الكلام سهلاً لكن نحن نقول إننا سنبذل كل ما نستطيع من إمكانات معنوية ومادية لإسناد المقدسيين.

إسناد مالي وسياسي

وأشار إلى حضور ودور المؤسسات التي تنشط في أوروبيا في تحشيد الدعم المالي إلى جانب دورها في البعد الإعلامي وتنوير الرأي العام.

وأكد أن المؤسسات تسعى إلى تأمين تمويل مشاريع عديدة تحت عنوان إسناد للعائلات المقدسية لتعزيز صمود شرائح المجتمع المقدسي.

وقال: هذا جزء قليل من الاستحقاق الذي علينا تحمله لتعزيز صمود المقدسيين وتقديم كل أشكال الدعم ليكون هناك تناغم بين التصريحات والحديث في الساحات والميادين والدعم المادي.

وأضاف: كلنا مقدسيون يعني أننا سواء في الداخل والخارج الكل يقدم ويسند المقدسي من خلال رباطه ومن خلال تيسير الحافلات لتسهيل الوصول للقدس لاستمرار التواجد والحشد.

وشدد على أن استمرار الرباط والوجود في الأقصى هو سلاح قوتنا وهو الكفيل بردع هذا المحتل الفاشي الذي يستغل كل فرصة فراغ في المسجد أو عدم وجود جماهير، وبالتالي وجودنا هو الرادع في وجه هذا الاحتلال.

وقال: نعمل بكل ما نستطيع لفضح هذه الحكومة الفاشية التي أصبحت صورتها من أسوأ صور الحكومات الصهيونية، ورأى في ذلك مؤشرًا أن هذا الكيان اقترب وأوشك أن يصل للقاع ونهاية الاحتلال وعصابات المستوطنين وتحقيق التحرير وعودة اللاجئين الفلسطينيين.

رسالة لأهل القدس

وفي رسالته لأهل القدس، أعاد التأكيد على ضرورة التواجد الرباط والحضور في الأقصى، وقال: اجعلوا من أيامكم أياما خاصة للمسجد الأقصى.

وأكد ضرورة الحضور اليومي على مدار الساع بالآلاف وعشرات الآلاف لأن المشهد في رمضان كان يثلج الصدور ويفرح المؤمنين عشاق المسجد الأقصى والحق الفلسطيني وكل تلك الهتافات الخالدة التي نشاهدها فوق البوائك والأقواس مؤشر بأن القدس حاضرة وهي الخط الأحمر.

 

المحتوى ذو الصلة