[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
في تطور لافت للصراع بين العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وبين الشعب الفلسطيني، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- عن حادثتين منفصلتين متعلقتين بأسرى العدو الإسرائيلي لديها، أسفرت إحداهما عن مقتل أسير والأخرى عن إصابة أسيرتين أخريين.
الحادثتان نفّذهما جنديان قسّاميان مكلفان بحراسة أسرى العدو، في أعقاب ارتكاب الاحتلال مجزرة مدرسة التابعين في حي الدرج بمدينة غزة، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 مواطن، وإصابة ما يزيد عن 250 آخرين.
الناطق باسم كتائب القسام “أبو عبيدة” أعلن -في تغريدة له أمس- عن الحادثتين، محملاً الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عما يقع لأسراه بسبب ردات الفعل التي يمكن أن تقع من بعض أفراد المقاتلين لديها، نتيجة لما يحدث لأهاليهم من مجازر يومية ومذابح وحشية، دون محاسبة أو محاولة لوقف همجية الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين.
وختم أبو عبيدة تغريدته بالتعهد بإجراء تحقيق حول ما حدث لمعرفة تفاصيله، ومن ثم الإعلان عن نتائجه لاحقًا.
من جهته قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري إن حادثتي قتل وإصابة أسرى الاحتلال لدى المقاومة، تُعتبر ردة فعل على المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين، متوقعًا أن أحد أفراد الكتائب المكلفين بحراسة الأسرى، لم يتحمل هول مشاهد المجزرة التي وقعت منذ يومين في مدرسة التابعين أثناء صلاة الفجر، فقام بالانتقام ممن معه من الرهائن، حسب تحليل الدويري.
وأكد الدويري في تحليله العسكري على شبكة الجزيرة أن هذا الحادث يتحمله -أخلاقيًّا- جيش الاحتلال الذي ارتكب المجزرة بدم بارد، بادّعاء أن المقاتلين موجودون بداخل المدرسة، وأن على جيش الاحتلال أن يتوقع ذلك، نظرًا لعدم قدرة الكتائب على ضبط تصرفات بعض أفرادها نتيجة الغضب مما يرتكبه الاحتلال من مجازر يومية بحق المدنيين.
وأضاف أن المقاومة تتعامل مع الأسرى بمنظور أخلاقي منذ بداية الحرب المستمرة منذ ما يزيد على عشرة أشهر، ولكن يبدو أنه قد بلغ السيل الزبى، مستدلاًّ بوحشية الاحتلال في ارتكاب مجزرة التابعين؛ حيث تحولت الجثث إلى أشلاء لدرجة أنه لم يتم التعرف على الأعضاء الممزقة لجمعها في جثة واحدة، ما اضطر القائمين على ذلك بجمع كل 70 كيلو جرام في كيس واعتباره جثة شهيد!.
تأتي هذه الحادثة أيضًا في ظل هجمة غير مسبوقة على الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال؛ حيث يتعمد الاحتلال التنكيل بالأسرى وتعذيبهم بأبشع الطرق ما أدى إلى استشهاد 22 أسيرًا منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وهي أعلى حصيلة في عدد الشهداء الأسرى منذ حرب عام 1967م ؛ حيث بلغ إجمالي شهداء الحركة الأسيرة منذ ذلك الحين 259 شهيدًا.
ويروي أحد الأسرى الناجين من السجون الإسرائيلية عن الأهوال التي يعانيها الأسرى الفلسطينيون في سجن سديه تيمان الإسرائيلي، من تعذيب وتجويع واغتصاب؛ حيث خرج يعاني من خلل بصري في العين اليسرى، ومشكلة بالسمع، بينما قام جنود الاحتلال بتكسير عظامه، حتى إنه فقد من وزنه 34 كيلو جرام، ولم يتعرف عليه أهله بعد خروجه من السجن بسبب ما طرأ عليه من تغيير جسماني نتيجة التعذيب.
وأضاف الأسير المحرر فرج السموني أن بعض الأسرى كانوا يعودون من جلسات التحقيق مكسرة عظامهم وتسيل الدماء من خلفهم -في إشارة إلى نعرضهم للاغتصاب-، إضافة إلى رفض تقديم العلاج للمرضى منهم حتى استشهد بعضهم كما حدث مع الأسير أبو كايد كلّوب الذي اعتقلته سلطات الاحتلال من مجمع الشفاء حيث كان مريضًا آنذاك.
ومنذ أيام ظهر أحد جنود الاحتلال ملثّمًا ليتفاخر بانه قام باغتصاب أحد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ثم كشف اللثام عن وجهه ليؤكد أنه لن يُحاسب على جريمته تلك، وبعد إعلان جيش الاحتلال إجراء تحقيق حول الحادث، قامت سلطات الاحتلال بالإفراج عن الجنود المتهمين باغتصاب الأسير.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية، أن 47% من الإسرائيليين يؤيدون اغتصاب الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال.
وقبل أشهر دعا وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى إعدام الأسرى الفلسطينيين بإطلاق النار على رؤوسهم، وذلك قبل أن يتم إقرار قانون إعدام الأسرى في الكنيست الإسرائيلي.
ولم تلق دعوات بن غفير أي استهجان من حكومة الاحتلال ولا من الإدارة الأمريكية ولا من أي جهة داعمة للاحتلال في حربه على قطاع غزة، بل لم تتحرك دعوات محكمة العدل الدولية لاعتقال نتيياهو ووزير حربه يوآف غالانت على خلفية ارتكابهم جرائم حرب إنسانية في غزة منذ عشر أشهر.
من جانبه قال الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية سعيد زياد إن توقيت بيان أبو عبيدة خطير وسيفجر أزمة كبيرة عند الاحتلال وجبهته الداخلية، والقسام يريد القول إن مقاتليه هم بشر ومن الطبيعي أت تحدث ردة فعل تقضي بإعدام أحد الأسرى الجنود بعد أكثر من 300 يوم من العدوان والمجازر.
وأضاف زياد في لقاء له على شبكة الجزيرة أن العدو الإسرائيلي حاول تقزيم ملف الأسرى منذ اليوم الأول للحرب، لأنها تعلم أن مفتاح النصر الأول للمقاومة هو ملف الأسرى.
وبين زياد أن المقاومة أرادت بهذا الإعلان التأكيد على أن المقاتلين الفلسطينيين ليسوا من حديد، بل هم بشر من لحم ودم، وإن صبروا مرات عديدة فلن يستطيعوا تحمل المجازر طوال الوقت.
“}]]