هذه تفاصيل العدوان على لبنان وتداعياته

[[{“value”:”

بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام

“إنّ هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم ‏من حيث يحتسب ‏ومن حيث لا يحتسب، والله على ما نقول شهيد”، بهذه الكلمات رد حزب الله اللبناني على الاختراق الأمني الكبير الذي أدى إلى استشهاد 9 لبنانيين وإصابة 2800 آخرين في عملية تفجير أجهزة بيجر عائدة لعناصر من الحزب، محملاً في الوقت ذاته “العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي ‏طال المدنيين أيضًا وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة”.

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، إنّ مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حذف تغريدته التي أشار فيها إلى مسؤولية إسرائيل عن الهجمات على لبنان، بعد دقائق من نشرها.

👈عاجل| مصادر صحفية: نقل إصاباتٍ جرّاء انفجار أجهزة اتصالٍ بأيدي عناصر حزب الله في مناطق مختلفة من لبنان، بسبب اختراق بواسطة تقنية لاسلكية. pic.twitter.com/pLcgQHi2Ng

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) September 17, 2024

وفي تداعيات العملية الإجرامية، استشهد 9 أشخاص وأصيب 2800 آخرين بجروح في لبنان، الثلاثاء، إثر انفجار أجهزة محمول من نوع “بيجر” (pager) في أيدي من يحملونها.

وقال وزير الصحة اللبنانية فراس الأبيض، في مؤتمر صحفي، إن الانفجارات أدت إلى استشهاد 9 أشخاص بينهم طفلة، وإصابة 2800 بجروح، منهم 200 في حالة حرجة، وهي أرقام غير نهائية.

👈شاهد
فيديو يوثق انفجار جهاز اتصال لاسلكي “بيجر” الذي يستخدمه عناصر حزب الله داخل منزل في لبنان. pic.twitter.com/WTMTAn5JWD

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) September 17, 2024

فيما ذكرت قوى الأمن الداخلي، في بيان، أنه “تعرضت أجهزة اتصالات لاسلكية من أنواع معينة في عدد من المناطق اللبنانية ولا سيما في الضاحية الجنوبية للتفجير؛ مما أدى إلى سقوط إصابات”.

وناشدت “المواطنين إخلاء الطرق تسهيلا لإسعاف المصابين ونقلهم إلى المستشفيات”.

سيناريوهات محتملة

وجرى الحديث عن العديد من سيناريوهات محتملة تتعلق بتفجير أجهزة الاتصال الخاصة بحزب الله اللبناني.

وقالت مصادر أمنية في وقت سابق إن المئات من عناصر حزب الله اللبناني أصيبوا بصورة بالغة اليوم الثلاثاء في جنوبي لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت بعد انفجار أجهزة اتصال لاسلكي يستخدمونها بحسب “الجزيرة نت”.

👈صورة
بقايا جهاز اتصال لاسلكي بعد انفجاره في لبنان، والتقديرات تشير إلى أن سبب الانفجار تعود إلى اختراق. pic.twitter.com/sUpOHewKIG

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) September 17, 2024

وتفيد معلومات أولية بأن الجهاز الذي انفجر كان يُحمل سابقا من قبل عناصر حزب الله، وكان يُستخدم في دوائر مغلقة منذ سنوات، ورجح أن تكون الأجهزة محدّثة، والنظام الذي يتم فيه تفعيل الرسائل كان مستخدما منذ سنوات.

⛔تفسير لما حدث:
ما حدث لا يعد إطلاقا أي اختراق نوعي كون المصنّع هو ذاته العدو الذي يحارب #حزب_الله
فهو قادر على زرع ما يريد فيها وخاصة أنه يعرف طلب الشراء ويعرف الوجهة.
ورب ضارة نافعة، فهذا الحدث سوف يفيد جبهات المقاومة جميعها في توقي أي أجهزة مصنعة بأمريكا والغرب.#لبنان_الكبير pic.twitter.com/cio5i2uwDL

— د.حمود النوفلي (@hamoodalnoofli) September 17, 2024

وهناك احتمالات عدة للهجوم السيبراني، الأول يشير إليه خبراء بأنه تم أثناء عمليات التصنيع من طرف ثالث وضعت متفجرات شديدة الصغر لا تكفي للقتل لكنها تكفي للإصابة وتفجير الجهاز، ويتم تفعيل المتفجرات عبر استخدام ترددات معينة من طائرات مسيّرة، بحيث يتم التردد بشكل متناسق ولكافة الأجهزة على محيط جغرافي كبير.

#عاجل| وزير الإعلام اللبناني: الحكومة اللبنانية تتهم “إسرائيل” بالمسؤولية عن المجزرة في لبنان، وما جرى اليوم هو اعتداء سافر على السيادة اللبنانية، وعلى أمريكا تكثيف ضغوطها على “إسرائيل” وليس لبنان

— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) September 17, 2024

أما الاحتمال الثاني فإن عمليات الاختراق تمت عبر ثغرة أمنية، لكن منتقدين لهذا الاحتمال يقولون إن بصمة المتتالية والمتزامنة لا ترجح هذا السيناريو.

ويعود الحديث بشكل كبير عن موضوع الاختراق لأجهزة الطرد المركزية الإيرانية واستخدام فيروس “ستاكس نت” الذي كانت وظيفته الدخول إلى أجهزة الطرد المركزي والمبيت لفترة معينة في كامل غرفة التحكم.

يذكر أن وكالة رويترز نقلت عن مصادر أمنية تأكيدها إصابة أكثر من ألف شخص في لبنان في تفجير أجهزة اتصال محمولة.

وزير الإعلام اللبناني للجزيرة:
-على الدبلوماسية الأمريكية تكثيف ضغوطها على إسرائيل وليس #لبنان
-من المبكر جدا الخروج باستنتاجات دقيقة بشأن ما جرى اليوم في #لبنان
-ما حدث اليوم طال مواطنين لبنانيين وليس فقط عناصر في #حـ.ـزب_الله#الجزيرة pic.twitter.com/KRrdGYtTfM

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) September 17, 2024

هل تكون العملية مقدمة لاجتياح جنوب لبنان؟

يبدو التفجير الأخير الذي استهدف أجهزة اتصال لاسلكية في العديد من مناطق لبنان دليلا على نية إسرائيل دخول حرب برية على حزب الله؛ لأن العملية استهدفت عصب العمليات العسكرية المتمثل في الاتصالات، وجاءت في وقت يحضر فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمزيد من التصعيد على الجبهة الشمالية، كما يقول خبيران عسكريان.

وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، انفجرت العديد من أجهزة الاستدعاء اللاسلكية (البيجر) بشكل متزامن وفي مناطق متعددة، مما أدى لسقوط أكثر من ألفي جريح، حسب المعلومات الرسمية حتى الآن.

وزير الإعلام اللبناني: ندين الهجوم الإسرائيلي الإجرامي الذي يمثل انتهاكا للسيادة اللبنانية pic.twitter.com/9eNYkDiqX0

— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 17, 2024

ووفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن أجهزة الاستدعاء المتضررة كانت من شحنة جديدة تلقاها الحزب خلال الأيام الأخيرة.

ويرى الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي أن هذا التفجير يدل بوضوح على عزم إسرائيل اجتياح جنوب لبنان لأنه استهدف عنصر الاتصال الذي يمثل ركنا أساسيا من أركان الحرب.

حادث أمني بامتياز

وقال الفلاحي إن قطع الاتصال بين منظومة القيادة والسيطرة قد يؤدي إلى تأخر الكثير من القرارات التي تتطلب السرعة، مشيرا إلى أن الحادث “أمني بامتياز” خصوصا وأنه استهدف منظومة اتصالات حزب الله المنفصلة تماما عن بقية مؤسسات الدولة اللبنانية.

الرأي نفسه ذهب إليه الخبير العسكري العميد إلياس حنا، إذ قال إن توقيت التفجير وطريقة تنفيذه ينقلان الحرب إلى مرحلة جديدة، لأن التفجير يختلف تماما عن الهجمات التي قتلت القيادي العسكري فؤاد شكر أو غيره من القادة الذين قضوا في حوادث كانت تستهدفهم بشكل محدد.

جيش الاحتلال يأمر بفتح الملاجىء في بات يام وغوش دان وهرتسيليا ومناطق أخرى وسط البلاد

مع رفع حالة التأهب في جميع الموانئ بما في ذلك ميناء اسدود وإيلات ..

اعلام العدو

— الحـكـيم (@Hakeam_ps) September 17, 2024

وأشار حنا إلى أن “هذا الهجوم تم بشكل أفقي واستهدف مئات الأشخاص بعضهم يحمل البيجر لكنهم ليسوا تابعين لحزب الله”، وهو أمر سيؤجج غضبا على الحزب لأنه الطرف اللبناني الوحيد الذي يخوض قتالا مع إسرائيل حاليا.

والأخطر من ذلك، برأي حنا، أن هذا التفجير يزرع حالة من الفوضى داخل منظومة القيادة والسيطرة التابعة للحزب لاسيما وأنه تزامن مع تحضيرات يجريها نتنياهو للتصعيد في لبنان.

#تغطية_مباشرة | مصدر أمني لبناني للجزيرة: مئات الإصابات في انفجار أجهزة بيجر بيد حامليها في مختلف مناطق #لبنان https://t.co/wcjDEK4uBf

— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 17, 2024

كيف وقع الانفجار؟

وعن طبيعة الأجهزة التي طالها التفجير، قال الفلاحي إنها تنقسم إلى نوعين، أحدهما هو “إتش إف” (HF) ويستخدم للتواصل بين القادة والفرق ولمسافات تصل إلى 250 كيلومترا ويتم تحريكه على سيارات خاصة، والآخر هو جهاز “بي إتش إف” (BHF) الذي يتسخدم في الاتصالات بين الوحدات لمسافة تصل إلى 5 كيلومترات.

وتعمل هذه الأجهزة ببطاريات تعتمد على الليثيوم، أي إنها قد تنفجر إذا تعرضت لسخونة زائدة، مما يثير تساؤلات بشأن اختراق هذه الأجهزة قبل تسليمها لحزب الله، كما يقول الفلاحي.

#حزب_الله: العدو سينال قصاصه العادل من حيث يحتسب ولا يحتسب#حرب_غزة pic.twitter.com/CGNY5juAh2

— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 17, 2024

وأشار الخبير العسكري إلى أن هذه الأجهزة يتم تجريبها لفترات طويلة للتأكد من سلامتها قبل التعاقد عليها أساسا، وبالتالي فإن تعرض هذا الكم منها للانفجار بشكل متزامن يعني أن أجهزة قد زرعت بداخلها لرفع حرارتها عن طريق مؤثر خارجي.

وزير الصحة اللبناني: 8 شهداء بينهم طفلة ونحو 2750 جريحا حتى الآن، وغالبية الإصابات المسجلة حتى الآن هي في الوجه أو اليد#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/JpOz8KApfT

— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 17, 2024

كما أوضح أن هذا الاختراق المحتمل ربما يكون سببا في الوصول إلى عدد من القادة المهمين وتصفيتهم خلال هذه الحرب لأنها ربما كانت مطلعة على اتصالات الحزب.

وأشار الفلاحي إلى أن أجهزة الاتصال اللاسلكي تحديدا معروفة بأنها أكثر عرضة للاختراق من الأجهزة السلكية.

ويتفق حنا مع رأي الفلاحي تقريبا، لكنه يرجح زرع برمجية خبيثة داخل البطاريات وليس أجهزة، مستندا في ذلك إلى أن بطاريات الليثيوم المعروفة بأنها أطول عمرا لكنها أكثر هشاشة وتحدث أضرارا كبيرة في حال تفجرها.

ولفت حنا إلى أن هذه البرمجيات يمكنها التنصت على الأجهزة أو تخريبها أو تفجيرها كما حدث سابقا في مفاعلات إيران النووية، وقال إن التحكم فيها قد يكون من خلال طائرة مسيرة أو أقمار صناعية من خلال طائرات إسرائيلية مسؤولة عن عمليات التنصت والمراقبة والسيطرة.

الخبير العسكري والاستراتيجي حاتم كريم الفلاحي: ما جرى في #لبنان هو حدث أمني بامتياز، والحديث عن أن أجهزة الاتصال كانت ضمن شحنة جديدة تلقاها #حزب_الله مؤخرا يطرح تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأجهزة مخترقة بالفعل قبل أن يتسلمها حزب الله#الأخبار #حرب_غزة pic.twitter.com/eFtRD81MpX

— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 17, 2024

إسرائيل تفتح الملاجئ وتترقب

تسود حالة من الترقب داخل “إسرائيل” عقب التفجيرات التي طالت مئات الهواتف المحمولة لعناصر حزب الله في لبنان، اليوم الثلاثاء، والتي أسفرت عن استشهاد 9 أشخاص وإصابة نحو 2800 بينهم 200 إصابة وصفت بالخطيرة.

وأكدت هيئة البث الإسرائيلية رفع حالة التأهب في جميع الموانئ بما في ذلك إيلات، في ظل توقع رد من حزب الله على تفجير أجهزة الاتصال.

وأضافت أن مسؤولي وزارة النقل ناقشوا الاستعدادات بميناء حيفا ومطار بن غوريون وسيناريوهات أخرى.

1- ما أجهزة البيجر؟

البيجر هو جهاز اتصال لاسلكي صغير تم تطويره في الستينيات للاستخدام في حالات الطوارئ. ويعتمد على إرسال إشارات رقمية عبر موجات الراديو لإخطار المستخدم بأن شخصا ما حاول الاتصال به. كما يمكن إرسال رسائل نصية قصيرة عبر هذا الجهاز.

وقبل انتشار الهواتف المحمولة، كان البيجر وسيلة شائعة للتواصل، وخاصة بين الأطباء العاملين في المناوبات الليلية، وموظفي خدمات الطوارئ. كما استخدم أيضا في المجالات العسكرية والأمنية.

2- لماذا يحملها عناصر حزب الله؟

يعتبر جهاز البيجر من التقنيات القديمة نسبيا والتي لا يمكنها الاتصال بالإنترنت، ولذلك تعتبر آمنة نوعا ما من الاختراقات السيبرانية ومحاولات التجسس والتتبع الشائعة عند استخدام الهواتف المحمولة أو الذكية، ولهذا فهي لا تزال تستخدم في المجالات العسكرية والأمنية، وهذا على الأرجح السبب الذي يدفع عناصر حزب الله لامتلاك هذه الأجهزة.

3- كيف انفجرت الأجهزة؟

لا يزال من المبكر معرفة كيف انفجرت هذه الأجهزة بالتحديد حيث إن التفسيرات حول أسباب هذا الأمر لا تزال تتوالى، وأبرزها أن شريحة ما تم زرعها في كافة أجهزة البيجر قبل استيرادها واستخدامها من قبل عناصر حزب الله.

وفُعّلت هذه الشريحة من خلال موجات الراديو المرسلة عبر طائرات مسيّرة تم إطلاقها في مختلف أرجاء لبنان من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بحيث تعمل تلك الموجهات على تفجير الشريحة أو رفع سخونة بطارية الجهاز بما يؤدي إلى انفجارها.

ومما يعزز النظرية السابقة ما نقلته وكالة رويترز عن مصادر لبنانية تأكيدها أن أجهزة الاتصال التي انفجرت هي “أحدث طراز” جلبه حزب الله خلال الأشهر القليلة الماضية. كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مصادر قريبة من حزب الله أن الأجهزة المستهدفة كانت ضمن شحنة جديدة تلقاها حزب الله مؤخرا.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة