هكذا استخدم جيش الاحتلال الطفلة ملاك درعاً بشرياً في طولكرم

[[{“value”:”

لندن – المركز الفلسطيني للإعلام

قالت صحيفة غارديان إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي متهمة باستخدام فتاة تبلغ من العمر (10 سنوات) درعا بشريا أثناء تنفيذها هجومها المدمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك في سياق توغل حاصرت خلاله قوات الاحتلال قائد كتيبة طولكرم محمد جابر، المعروف باسم أبو شجاع، حيث استشهد مع 4 من مقاتلي المقاومة الفلسطينية.

وافتتحت الصحيفة تقريرا -بقلم جوليان بورغر وسفيان طه- بالتجربة التي عاشتها ملاك شهاب (10 سنوات)، عندما نزع جنود الاحتلال كمامة كلبهم ووجهوه إليها مباشرة، بعد أن أخرجوا النساء و4 من الأطفال إلى الشارع واحتفظوا بها.

تشييع الشهيد محمد جابر ( أبو شجاع) في مخيم نور شمس بطولكرم. pic.twitter.com/v9mOHCIvPT

— خبرني – khaberni (@khaberni) August 30, 2024

توسلت الفتاة للجنود أن يتركوها مع والدتها، لكن الجنود لم يكن لديهم سوى عبارة واحدة باللغة العربية المهذبة “افتحوا الأبواب”، وبحسب رواية ملاك، دفعها الجنود إلى كل باب من أبواب منزل عمتها، وظلوا مرابطين خلفها على أهبة الاستعداد لإطلاق النار على من قد يكون بالداخل.

ورغم نفى جيش الاحتلال وقوع الحادثة واتهامه لعائلة شهاب بتلفيقها، وزعمها أنها تتعارض مع مدونة قواعد السلوك في الجيش، كما تذكر الصحيفة، إلا أن الشواهد الميدانية تؤكد ارتكاب جيش الاحتلال جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

خلال العملية العسكرية الواسعة.. الاحتلال يدمر خطوط المياه في مخيم #نور_شمس بالضفة الغربية pic.twitter.com/uVMqnbwLNk

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) August 28, 2024

كانت هذه التجربة الأكثر رعبا التي عاشتها ملاك في الغارة الإسرائيلية، ولكنها لم تكن الأولى في حياتها القصيرة، لأن مخيم نور شمس الواقع بمدينة طولكرم بالضفة الغربية معروف بنزعته النضالية، التي تقودها كتيبة طولكرم في مخيم نور شمس.

ففي 24 يوليو/ تموز الماضي تكرر مشهد جنين الذي وثق بتاريخ 22 يونيو/ حزيران، ويظهر فيه جنود من جيش الاحتلال وهم يربطون شاب فلسطيني جريح على غطاء محرك جيب عسكري، كدرع بشري خلال اقتحامها إحدى مناطق المخيم، في محافظة طولكرم شمالي الضفة الغربية.

دروعٌ بشريّة، وقضبان من حديد؛ لحظات ما قبل الاعتقال||

يأخد الاحتلال الهمجيّ شبّانًا وحتى نساءً وأطفال دروعًا بشريّة يحتمي بها من بأس المقـ.اومة، فيضعهم في مقدمة طريقهم أو على آلياتهم بعد التنكيل بهم ثم يزج بهم خلف القضبان.

لحظاتٌ صعبة يشعُر بها الانسان بروحه خارجًا ويتسلل الرعب pic.twitter.com/9K6Emf3L5A

— ق.ض 𓂆 (@jalestinian) August 29, 2024

وشهدت حرب الإبادة المستمرة على غزة منذ 11 شهراً توثيق الاحتلال بالصوت والصورة العشرات من اللقطات التي تفضح هذه السياسة المصنفة وفق اتفاقيات جنيف كجرائم حرب تستوجب محاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية.

ونشر المرصد الأورومتوسطي في 30 يونيو الماضي معطيات تؤكد استخدام جيش الاحتلال للمدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية بنمط متكرر لم يقتصر على قطاع غزة، حيث وثق العديد من الحالات المماثلة في الضفة الغربية.

The Israeli army using an injured Palestinian civilian as a human shield tied to the front of a military jeep in Jabriyat (Jenin, WB) this morning. The same army which is justifying its war of annihilation in Gaza based on the human shielding argument. pic.twitter.com/7pBvp2pjq2

— Nicola Perugini (@PeruginiNic) June 22, 2024

وقال المرصد إن ما يفعله الاحتلال يمثل امتداد لسياسة متبعة في جيش الاحتلال منذ سنوات طويلة سواء خلال جولات التصعيد أو خلال الاقتحامات المتكررة في الضفة الغربية.

ومنذ عام 2005 استخدم جيش الاحتلال المواطنين الفلسطينيين دروعا بشرية، كجزء من سياسته الرسمية، وأمرهم بتنفيذ أعمال عسكرية محفوفة بمخاطر حقيقية على حياتهم.

🚨Shocking documentation obtained by Al Jazeera from an Israeli drone shows the Israeli army using a Palestinian civilian as a human shield in the Shujjaia, East #Gaza, last Dec.The civilian was used to search for militants while being monitored by drones throughout the operation pic.twitter.com/lx97oFKV7l

— Nour Naim| نُور (@NourNaim88) May 3, 2024

وسبق أن نشرت منظمتا العفو الدولية، و”هيومن رايتس ووتش” عدة تقارير مفصلة تفضح استخدام جيش الاحنلال الإسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين بمن فيهم أطفال وكبار السن كدروع بشرية خلال العمليات العسكرية، لتمكين الجنود من التمركز في مواقع استراتيجية خلال الاشتباكات.

وتعد الغارات على مخيم نور شمس في طولكرم، ومخيم جنين ومخيم الفارعة في طوباس، تكرارا شرسا لنمط مستمر على مدى عقود، ففي كل مرة يأتي الجنود بحثا عن النشطاء، ويخلفون وراءهم دمارا ومدنيين مصابين بصدمات نفسية قبل الانسحاب، ثم يتم تنظيف الفوضى، في عملية يسميها بعض الجنرالات والخبراء الإسرائيليين، “جز العشب”.

تغطية صحفية| “لو خسفوا المخيم مش رح نطلع”.. طفلان من مخيم نور شمس بطولكرم يتحدثان عن عدوان الاحتلال الذي نفذه الاحتلال بالمخيم والدمار الذي لحق بالمنازل. pic.twitter.com/hqxZQBzFRv

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 31, 2024

وأطلق جيش الاحتلال في 28 أغسطس/ آب الماضي عملية عسكرية شمالي الضفة الغربية تعدّ الأوسع منذ عام 2002، إذ اقتحمت قوات كبيرة مدينتي جنين وطولكرم ومخيماتهما ومخيم الفارعة قرب طوباس، قبل أن تنسحب فجر الخميس من مخيم الفارعة ومساء اليوم نفسه من طولكرم.

وبالتزامن مع عدوانه على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسّع الاحتلال عملياته بالضفة بينما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم، ليتسبب في استشهاد 676 فلسطينيا بينهم 150 طفلا، وإصابة أكثر من 5 آلاف و400، واعتقال ما يزيد على 10 آلاف و200، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة