هكذا اغتالت إسرائيل غذاء غزة وأراضيها الزراعية

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

تؤكد تقارير الأمم المتحدة بأن 96% من سكان قطاع غزة يعانون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد وأن واحدا من كل 5 من السكان (في غزة) يتضور جوعا، الأمر الذي يكشف مأساة مركبة إزاء جريمة الإبادة التي يواصلها جيش الاحتلال في إهلاك الحرث والنسل وجعل القطاع مكانًا غير قابلٍ للحياة وتهجير أهله.

واعتمد جيش الاحتلال في حرب التجويع المتواصلة بحق غزة على عنصرين؛ منع إدخال المساعدات ابتداءً وإغلاق معابر غزة وتدميرها، وثانيا استهداف الأراضي الزراعية بشكلٍ ممنهج عبر القصف المتواصل واستخدام القنابل والصواريخ وخاصة القنابل الفسفورية وعبر عمليات التجريف المتواصلة التي أدّت بالمحصلة لقتل التربة الصالحة للزراعة وتلويث المياه الجوفية، الأمر الذي سيكون له أثرٌ بالغ على مديات زمنية طويلة، وفقًا للخبراء.

وتكشف الصور الجوية التي وثقتها التقارير مشهدًا مروعًا لما حلّ بقطاع غزة، فحقول القطاع المعروفة التي مع بداية الصيف تكون مليئة بالمحاصيل والفواكه الناضجة بجميع أنواعها وأشكالها، أصبحت عبارة عن أراضٍ محروقةٍ لا تصلح للحياة.

وأظهرت الأقمار الصناعية صورا لتضرر (60%) من الأراضي الزراعية في غزة، بسبب الهجمات الإسرائيلية على القطاع والتي كانت كافية وضرورية لإطعام سكان غزة الذين يعانون من المجاعة، بحسب تحليل قدمه فريق الجزيرة للتحليل الرقمي.

في بيت لاهيا، التي كانت تشتهر بالفراولة التي أطلق عليها السكان المحليون “الذهب الأحمر”، قامت الجرافات الإسرائيلية والآلات الثقيلة بتدمير حقولها بشكل منهجي وتحويلها إلى أراض خالية.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية مناطق بيت لاهيا قبل وبعد الحرب وكيف دمرت المركبات الإسرائيلية تلك التربة الخصبة سابقا.

كانت الحدائق المزدهرة وأشجار الفاكهة في خلفيات المنازل تنتشر في مدينة غزة، حيث كان يعيش فيها حوالي 750 ألفا من سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون، ما يعادل ثلث سكان القطاع قبل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة.

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية حي الزيتون -سُمي بهذا الاسم لكثرة أشجار الزيتون به- الواقع جنوب مدينة غزة (قبل العدوان وبعده) وكيف تم القضاء على كل المساحات الخضراء فيه تقريبا.

يرتبط المواطن الفلسطيني ارتباطا وثيقا بشجرة الزيتون، كونها ترمز إلى تجذره في أرضه، وإلى السلام والأمن، وعند توقف القتال خلال الهدنة من 22 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 1 ديسمبر/كانون الأول، أسرع المزارعون لحصاد زيتونهم واستخراج الزيت، حيث إنه المصدر الوحيد للعيش وكانوا حينها بأمسِّ الحاجة إليه.

محافظة دير البلح أو الوسطى تضم مساحة كبرى من الأراضي الزراعية في غزة واسمها يعني “بيت التمور”، وهي مشهورة بزراعة التمر والبرتقال والزيتون أيضا، ويبدأ حصاد التمر عادة في أواخر سبتمبر/أيلول ويستمر حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول.

وتظهر صور الأقمار الاصطناعية أدناه كيف دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بساتين خان يونس وأراضيها الزراعية، التي تنتج الجزء الأكبر من الحمضيات في غزة، بما في ذلك البرتقال والغريب فروت.

المنطقة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، ويبلغ عدد سكانها قبل الحرب حوالي 275 ألف نسمة، ويقع في أقصى جنوب المحافظة معبر رفح البري وهو المعبر الحدودي بين قطاع غزة في فلسطين وشبه جزيرة سيناء في مصر، وكان بمثابة رابط حيوي بين غزة وبقية العالم قبل أن تدمره القوات الإسرائيلية في مايو/أيار الماضي.

وفي جنوب شرق رفح يوجد معبر (كرم أبو سالم) ويتم من خلاله شحن البضائع المزروعة والمنتجة في غزة إلى الخارج.

تظهر صور الأقمار الصناعية (قبل العدوان وبعده) كيف قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بحرق الحقول الحيوية وتسويتها في شرق رفح.

لعب صيادو غزة البالغ عددهم 4 آلاف دورا حاسما في الأمن الغذائي الفلسطيني، حيث قاموا بتزويد السكان بالمأكولات البحرية التي يصطادونها ضمن الـ22 كيلومترا التي تسمح إسرائيل بالإبحار والصيد فيها، حيث أنتجت غزة عام 2021، حوالي 4700 طن من الأسماك وفقا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، لم يتمكن الصيادون من الوصول إلى البحر، بينما يخاطر آخرون بحياتهم لجلب الطعام، مما يؤثر بشدة على قدرة غزة على توفير الغذاء وإطعام مواطنيها.

وتظهر صور الأقمار الصناعية أدناه الأضرار الجسيمة التي لحقت بميناء الصيد الرئيسي في قطاع غزة، حيث دُمرت جميع القوارب، إلى جانب الأضرار الجسيمة التي لحقت على طول الطريق والرصيف الرئيسي.

المزارع ربيع الكرزون واحد من بين مئات المزارعين، الذين جرفت الآليات الإسرائيلية أراضيه الواقعة في مواصي رفح جنوب قطاع غزة، ويروي بلوعة ما حل بمصدر رزقه، وفقًا للتلفزيون العربي.

فيقول بحسرة: “لقد متنا مما شهدناه، نحن الآن أجسام تمشي.. هياكل.. مصدر عيشنا انتهى.. قوتنا اليومي انتهى”.

نضال أبو جزار مزارع آخر يؤكد أن الحرب الإسرائيلية على غزة أتت بلا هوادة على القطاع الزراعي، بعدما منعت المزارعين من الوصول إلى أراضيهم وتأمين القليل من الخضروات لسد جوعهم.

المزارع الفلسطيني يوسف أبو ربيعة يطلق مبادرته الزراعية رغم الهجمات الإسرائيلية المستمرة على بيت لاهيا بغزة، حيث دمر الاحتلال 90% من الأراضي والمنشآت الزراعية في غزة بسبب الهجمات.
📷 محمود عيسى
🗓️ 27 أبريل 2024 pic.twitter.com/1nHhOZNK3c

— صور فلسطين (@PalestinianPic) April 28, 2024

ويسرد أبو جزار: “أتوا فجأة وراحوا يطلقون النار فدمروا كل شيء”.

وقال عبد الحكيم الواعر الممثل الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) للشرق الأدنى وشمال أفريقيا في تصريحات له منتصف آذار الماضي: إنّ جزءًا كبيرا من قطاع الزراعة في قطاع غزة انهار بالفعل منذ عدة أسابيع وربما أشهر؛ بعد حوالي ثلاثة أو أربعة أشهر من بدء الحرب على غزة.

وأضاف، نحن نتكلم عن آخر مسح جوي قامت به منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وهو يوضح أنه على مستوى قطاع الزراعة المتعلق بالأراضي المنتجة للخضروات والمنتجات الزراعية تبلغ نسبة الانهيار الكامل في هذه الأراضي حوالي 42%..

وتابع بالقول: إذا نظرنا إلى منطقة شمال غزة فقط، نتكلم عن نسبة ضرر أو خسارة تبلغ 45% تقريبا في هذه الأراضي. كذلك عندما نتحدث عن البيوت الزجاجية (الصوبات)- وهي ضرورية جدا للإنتاج الغذائي في أوقات مختلفة من المواسم الطبيعية – حدث انهيار كامل في 26% منها، لأن جزءا كبيرا جدا من هذه البيوت الآن تحول إلى ملاجئ للسكان والنازحين، وبالتالي توقفت عن الإنتاج. وفي منطقة شمال غزة نتكلم عن انهيار حوالي 48% من البيوت الزجاجية أو تم خسارتها وإيقاف الإنتاج فيها.

وشدد على أنّ إعادة الإعمار وإعادة بناء قطاع الزراعة ستتطلبان مجهودا كبيرا جدا، أوله هو عودة القدرة البشرية القادرة على إعادة جانب الزراعة. ثانيا، إمداد هذه القدرة البشرية بالمدخلات الضرورية، وليس المدخلات فقط، لأن هناك حاجة كبيرة إلى تأهيل ما تم تدميره وما تم فقدانه من البنية التحتية التي تخدم قطاع الزراعة بشكل مباشر.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة