هكذا وضعت قوات الاحتلال كل امكانياتها لإفشال عرس الشاب عبد القادر الخواجا على عروسه ربا فراج

 ​   

بيت لحم/PNN/ نجيب فراج– أصبح كل شيء جاهزا لدى الشاب عبد القادر مصطفى الخواجا (31 عاما)، وخطيبته ربا نجيب فراج لإتمام زفافهما في الرابع عشر من الشهر الماضي، أي بعد أسبوع من حرب “طوفان الأقصى” بالتمام والكمال، حيث اتفق الشابين وعائلتيهما على إلغاء كل مظاهر حفل الزفاف واتمامه بصمت نظرا للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وارتكاب المجازر بحق أبناء شعبنا، اذ كان من المقرر أن تنتقل العروس بقافلة قليلة من المركبات من مدينة بيت لحم،  إلى بلدة نعلين حيث يقطن الشاب فيها لينطلق من منزله الصغير لتكوين عائلة فلسطينية جديدة. 

انتظرت المخابرات الاسرائيلة حتى فجر يوم الجمعة الموافق الثالث عشر من الشهر الماضي اي قبل يوم من الزفاف وهو اليوم الذي حددته العائلتين لاقامة الغذاء العام في القرية بهذه المناسبة لتقوم قوات الاحتلال باقتحام منزل عائلة عبد القادر فجرا لاعتقاله وقد فجرت مداخل منزله ومنازل اقاربه المجاورة وقلبوا محتوياتها راسا على عقب بهدف اعتقاله وعندما لم يجدوه في المنزل جن جنونهم وقاموا باعتقال عمه هلال وابن عمه معتصم بلال الخواجا في اطار محاولات الضغط عليه لتسليم نفسه، ومن ثم اجلسوا والدته المريضة على كرسي وصوروا شريط فيديو كي توجه نداءا لنجلها ان يسلم نفسه وفي شريط الفيديو لم ترضخ”ام العبد” للضغط والصراخ والتهديد من قبل الجنود لمطلبهم ورفضت الحديث باي شكل اذ طلب احد الضباط منها ان تقول له “سلم نفسك” فكان الرفض سيد الموقف. 

ومن الواضح ان قوات الاحتلال كانت تريد اولا ان يلغى حفل الغذاء ومن ثم الزفاف بالتأكيد ولكن الشاب عبد القادر كان مصمما على اتمام الغذاء على ما يبدو وبالفعل تمكن من ذلك وهرع المواطنين رغم الاجواء والاجراءات المشددة الى ديوان آل الخواجا لتناول حفل الغذاء وقال العديد من افراد العائلة ان التوافد الكبير لتناول وجبة الغذاء التي استمرت لثلاث ساعات جاءت في اطار التحدي لقوات الاحتلال التي قررت اعتقال العريس قبل يوم من زفافه وذلك في اطار فطرة المقاومة التي تختزن في افئدة وعقول الشعب الفلسطيني كما قال هؤلاء. 

على ما يبدو استشاطت قوات الاحتلال الاسرائيلي غضبا حينما لم يجدوا العريس في بيته ولم تعدم اية وسيلة الا واتبعتها في سياق الضغط عليه، ومن بينها قيام ضابطين من المخابرات عرف احدهما على نفسه باسم”وسام” والثاني باسم بشار بالاتصال بي على مدى اربع مرات متتالية في ذلك اليوم بوصفي والد العروس، فقال لي “الكابتن وسام” “ان عبد القادر اصبح مطلوبا لدى قوات الاحتلال منذ ان تقرر اعتقاله، وعليه ان يسلم نفسه وها هي الاليات العسكرية على مدخل نعلين وبالامكان ان اقوم بالدخول الى البلد واخرب له حفل الغذاء وعليك ان تعرف اننا في حالة حرب ونحن لا نلعب، وبكرم مني ساسمح ان يقيم حفل الغذاء”، فرددت عليه انك تهدد فاجاب ان ذلك ليس تهديدا ، في اشاره الى انه يعي ما يقول، وحينها قلت له ” اجعل اليوم ويوم السبت ان يمر وفي يوم الاحد اي بعد الزفاف يحلها الف حلال، وحينها رفع صوته وقال بعصبيه “هذا معناه لن يكون غدا عرس، سلم عبد نفسه ام لا”، ومن ثم اغلق الهاتف، وبعد نصف ساعة تقريبا توالت اتصالات الهاتف من الضابطين على هاتفي وكل المكالمات حملت تهديدا منقطع النظير ، واذا احد حريص على حياته يجب عليه اقناعه بتسليم نفسه بعد انتهاء الغذاء. 

اقتنع عبد القادر بذلك حيث كان همه ان ينتهي من وجبة الغذاء التي تعتبر لدى الفلسطينيين بانها عادة اصيلة بمناسبة حفل الزوج حيث قام بتسليم نفسه عند معبر نعلين الذي يفصلها عن حدود مدينة اللد وبعد ان سلم نفسه قامت هذه القوات بالافراج عن عمه هلال ولكنها ابقت على ابن عمه معتصم. 

تأخر عرس عبد القادر وربا الى أجل غير معروف، نظرا لانه ـصبح قيد الاعتقال وكل من تابع كيفية الضغط الذي مارسته قوات الاحتلال على الشاب وعائلته كي يسلم نفسه قبل اتمام زفافه حيث تلقت العائلة الكثير من الاتصالات الهاتفيه اذ لم يبقى قريب له الا وجرى الاتصاله به لممارسة الضغط عليه كي يسلم نفسه اعتقد ان الشاب مطلوب لقضية ملحه واضطرارية ليتم اصدار قرار باعتقاله اداريا لمدة ستة اشهر ومنذ اعتقاله لم تتمكن العائلة من الاتصال به او معرفة مصيره سوى قيام محامية كلفتها العائلة لزيارته التي تمت قبل يومين في سجن عوفر وهو يقبع في قسم 24 بظروف صعبة للغاية كما قال.
 

  

المحتوى ذو الصلة