هكذا يستخدم الاحتلال سلاح المياه لمفاقمة معاناة النازحين في غزة

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

تتواصل أزمة المياه في قطاع غزة مع إصرار الاحتلال الصهيوني على إغلاق جميع المعابر واستهداف مصادر المياه كسلاحٍ فتاكٍ لتضييق الخناق على أهل غزة في حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ ثمانية أشهر على مرأى ومسمع العالم أجمع.

ويضطر النازحون في غزة للاصطفاف في طوابير طويلة جدًا على أمل أن يحصلوا على القليل من المياه النظيفة التي تصلح للشرب، الأمر الذي يزيد من المعاناة التي يعانيها النازحون لا سيما الأطفال وكبار السن والنساء.

ويعاني الأطفال والصغار قبل الكبار في حمل أوعيتهم الفارغة والمشي مسافات بعيدة في ظل مخاطر تعرضهم للقصف والقتل بحثا عن شربة ماء تروي عطشهم وتبقيهم على قيد الحياة في ظل تواصل العدوان والحصار

وكانت بلدية غزة كشفت منتصف الشهر الحالي عن حجم أزمة المياه التي يعاني منها القطاع وكشفت بالأرقام ما أقدم عليه جيش الاحتلال المجرم بحق هذا القطاع الحيوي الذي يهدد كل مظاهر الحياة في قطاع غزة.

تعرف على أزمة المياه في مدينة #غزة! 👇#بلدية_غزة #حرب_غزة pic.twitter.com/F7VItRvqcV

— بلدية غزة – Municipality of Gaza (@munigaza) May 13, 2024

pic.twitter.com/w3j65Bp0ia

— بلدية غزة – Municipality of Gaza (@munigaza) May 13, 2024

وكشفت البلدية عن أضرار بالغة أصابت خزان المياه في منطقة تل الهوى بفعل قصف  الاحتلال للمنطقة ليلة أمس.

وأكدت أنّ قصف الاحتلال تسبب بدمار كبير وواسع في مرافق المياه منذ بدء العدوان وحرب الإبادة الجماعية، حيث تضرر نحو 40 بئرا بأشكال متفاوتة وكذلك 42 ألف متر طولي من شبكات المياه.

وتعيش المدينة، بحسب البلدية نقصا حادًا في كميات المياه بسبب شح كميات الوقود وانقطاع الكهرباء اللازمة لتشغيل أبار المياه.

#شاهد | معاناة الأطفال في خانيونس مستمرة للحصول على مياه صالحة للشرب pic.twitter.com/lhbXWKlZ7f

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) May 14, 2024

وفي السياق ذاته يواجه الفلسطينيون في قطاع غزة أزمة مياه طاحنة تفاقمت عقب اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة رفح، مما أدى إلى تفاقم معاناتهم الإنسانية في ظل الظروف المعيشية القاسية وارتفاع درجات الحرارة.

ويضطر النازحون، بمن فيهم الأطفال وكبار السن، إلى حمل الجالونات وسحب عربات صغيرة لمسافات طويلة للحصول على المياه، فيما اضطرت الآلاف من النساء إلى استخدام مياه البحر كبديل للمياه في تسيير حياتهن اليومية.

صور || أضرار بالغة تصيب خزان المياه في منطقة تل الهوى بفعل قصف الاحتلال للمنطقة ليلة أمس.

وتسبب قصف الاحتلال بدمار كبير وواسع في مرافق المياه منذ بدء العدوان وحرب الإبادة الجماعية، حيث تضرر نحو 40 بئرا بأشكال متفاوتة وكذلك 42 ألف متر طولي من شبكات المياه.

وتعيش المدينة نقص حاد… pic.twitter.com/skOIy7iUeO

— بلدية غزة – Municipality of Gaza (@munigaza) May 12, 2024

⬅️شاهد..
طفل فلسطيني خلال رحلة بحث عن مياه صالحة للشرب في رفح pic.twitter.com/7zmSRkltm5

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) May 19, 2024

ونصب مئات الآلاف من النازحين المهجرين قسرًا من رفح خيامًا في مناطق مثل شمال غرب رفح ومدينة خان يونس المدمرة وساحل وسط قطاع غزة، لكنهم وجدوا أنفسهم أمام ازمة مياه طاحنة في ظل تدمير آلة الحرب الإسرائيلية أكثر من 70 بالمئة من البنية التحتية في القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة.

تقول النازحة نجوى محمد التي تعيش محنة التهجير القسري للمرة السادسة: “اليوم بطلت قادرة أشتري مية (مياه) أو أحصل عليها من أماكن بعيدة، وأصبحت اعتمد على مية البحر (مياه) في غسل الملابس وأواني الطهي”.

وتشرح محمد الخمسينية بالقول: “من يوم ما هجّرونا اليهود من غزة، وأزمة المية لا تنتهي، وحتى لما انتقلنا لخان يونس قبل اليهود ما يجتاحوها كنا نعاني من أجل الحصول على المياه، وفي رفح كذلك”، بحسب وكالة سند.

استمرار معاناة الأهالي في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، بسبب نقص المياه الصالحة للشرب في ظل قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي الآبار ومحطات التحلية pic.twitter.com/wd3bo7MgMi

— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) February 5, 2024

وتضيف “بعد ما اليهود هجّرونا من رفح لم نجد مكان سوى ساحل البحر والمية هنا شحيحة والناس كثير. نشتري جالون الميه المحلاة بأربع شواكل (3.7 الدولار) وأحيانا توزعها مؤسسات دولية المياه مجانا لكنها لا تكفي الجميع في ظل اكتظاظ النازحين”.

ووفق آخر الأرقام الصادرة عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، اليوم الاثنين، فإن حوالي 810000 فلسطيني هجروا قسرا من رفح خلال الأسبوعين الماضيين.

وبسبب العدوان الإسرائيلي، تراجعت حصة الفرد في القطاع من المياه بنسبة 97%، حسب تقرير مشترك صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة المياه الفلسطينية بمناسبة يوم المياه العالمي، بنهاية مارس/آذار الماضي.

وذكر التقرير أن الحرب على القطاع أدت إلى انخفاض حصة الفرد الواحد من المياه في غزة إلى ما بين 3 و15 لترا يوميا، مقابل معدل استهلاك بنحو 84.6 لترا للفرد يوميا خلال العام 2022.

ويقدّر إجمالي المياه المتوفرة حاليا في غزة بنحو 10 إلى 20% من مجمل المياه المتاحة قبل العدوان، وهذه الكمية غير ثابتة وتخضع لتوفر الوقود، حسب التقرير ذاته. ويعتمد قطاع غزة بشكل أساسي على المياه المستخرجة من المصادر الجوفية.

ومطلع العام الجاري قالت مجلة “972+” إن إسرائيل منذ بداية الحرب خلقت أزمة صحية لا مثيل لها بحرمانها الفلسطينيين في غزة من المياه الصالحة للشرب، وهي توشك أن تتسبب في أضرار بيئية لا يمكن إصلاحها باستخدامها المياه كسلاح في إطار هجومها الحالي على قطاع غزة.

وذكّرت المجلة -في تقرير بقلم نانسي موراي وأمهل بشارة- بتحذير مقرر الأمم المتحدة الخاص بيدرو أروجو أغودو من أن إسرائيل “يجب أن تتوقف عن استخدام المياه كسلاح حرب”، وإشارته إلى أن حصيلة القتلى الناجمة عن نقص المياه يمكن أن تتجاوز حصيلة القصف الإسرائيلي نفسه.

وأكدت المجلة أن حرمان غزة من المياه -الذي وصفته بسلاح الدمار الشامل- كان تكتيكا أساسيا في الحرب منذ البداية، إذ أغلقت إسرائيل الأنابيب التي تغذي القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأعلن وزير الدفاع يوآف غالانت أن إسرائيل “تفرض حصارا كاملا على غزة: لا كهرباء، لا طعام، لا ماء، لا وقود. كل شيء مغلق. نحن نقاتل حيوانات بشرية، ونتصرف على هذا الأساس”.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة