هكذا يقتل العدوان الصهيوني أحلام طلاب غزة

[[{“value”:”

رفح – المركز الفلسطيني للإعلام

كان الطالب أسامة بدر يتطلع إلى خوض امتحانات الثانوية هذا العام ويلتحق بالجامعة ويصبح مهندس برمجيات لكن حلمة يتقوض شيئا فشيئا مع استمرار الحرب الإسرائيلية المروعة على قطاع غزة التي أكملت 4 أشهر.

ومثل معظم طلاب قطاع غزة هُجر الطالب بدر مع عائلته من شمال القطاع قسرًا إلى الجنوب في رفح حيث يقيم في مدرسة تحولت إلى مركز إيواء مكتظ بآلاف النازحين الفلسطينيين.

وقوضت الحرب الإسرائيلية على غزة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأكثر دموية وشدة في القرن الواحد والعشرين، العام الدراسي مع تدمير آلة الحرب معظم مدراس القطاع وتحويل ما تبقى منها مراكز إيواء.

ووثقت وزارة التربية والتعليم العالي في رام الله، استشهاد 4.327 طالبًا وإصابة 7.819 آخرين، واستشهاد 231 معلمًا وإداريًّا، وإصابة 756 بجروح مختلفة في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر حتى أواخر الشهر الماضي.

ويقول الطالب بدر لوكالة سند للأنباء: “11 عاما من الدراسة والجد والتعب وأنا أنتظر لحظة خوض امتحانات الثانوية العام وتحقيق نتيجة مشرفة وأن التحق بالجامعة وأحقق حلمي بأن أصبح مهندس برمجيات لكن الحرب دمرت كل شيء.

ويضيف الطالب الفلسطيني “الاحتلال دمر كل شي. دمر مستقبلنا ومدارسنا ومنازلنا وحارتنا وشوارعنا وحتى كتبي وذكرياتي داستها دبابات إسرائيل بعدما دمرت منزلنا خلال توغلها في شمال قطاع غزة”.

ويتابع “كل شي راح بغمضة عين. أقراننا من الطلاب في الضفة والدول العربية وحول العالم يدرسون في المدراس ويستعدون للامتحانات ونحن نجلس في المدارس نرتعد من البرد ونحتمي من القصف والقتل الفلسطيني”.

وقبيل اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، توجه، أكثر من 625 ألف طالب وطالبة، إلى مقاعد الدراسة في جميع محافظات قطاع غزة، في العام الدراسي الجديد 2023-2024.

وبلغ عدد المدارس في غزة، 796 مدرسة، منها 442 مدرسة حكومية و284 مدرسة تابعة لوكالة الغوث و70 مدرسة خاصة، في حين بلغ عدد الأبنية المدرسية للعام الدراسي نفسه في القطاع 550 مبنى مدرسيا، منها 303 مبان مدرسية حكومية و182 مبنى مدرسيا تابعا لوكالة الغوث و65 مبنى مدرسيا خاصا.

بينما تبلغ عدد مؤسسات التعليم العالي في غزة 17 مؤسسة، بالإضافة إلى جامعة للتعليم المفتوح. ويلتحق في تلك المؤسسات حوالى87 ألف طالب وطالبة في القطاع.

وتشعر طالبة الثانوية العامة سيراج العطار بالإحباط والخذلان في ظل الحياة البائسة التي تعيش في احدى خيام النازحين في رفح حيث هجرت مع عائلتها المكونة من تسعة أفراد عن منزلها في شمال القطاع أملا في النجاة من القصف الإسرائيلي.

تقول الطالبة العطار والدموع تملأ مقلتيها “من قبل ما يبدا العام الدراسي وأنا أدرس وأحضرت الكتب والمراجع وجهزت نفسي جيدا لمعركة الثانوية العامة لكن كل شيء راح في غمضة عين”.

وتضيف الطالبة الفلسطينية التي كانت تدرس في مدرسة أم الفحم في بلدة بيت لاهيا أنها كان تمني النفس بأن تحصل على معدل كبير يمكنها من الالتحاق بكلية الطب وتحقق حلم عائلتها بأن تصبح طبيبة مرموقة.

وتوضح العطار أن الحرب دمرت نفسيتنا ومستقبلها وأحلامنا ومسحت ذكرياتها وكتبها وشهادات التعليمية بعدما دمر طيران الاحتلال منزل عائلتها في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي فإن الحرب الإسرائيلية تسببت في تدمير 100 مدرسة وجامعة بشكل كلي و295 مدرسة وجامعة بشكل جزئي خلال الفترة الواقع بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وحتى 3 فبراير شباط الجاري.

ولم تستسلم طالبة الثانوية العامة تسنيم الكردي وهي من غزة وتقيم في مدرسة تحولت إلى مركز إيواء في رفح للواقع الذي فرضته الحرب حيث تشغل وقتها في حفظ القرآن والتعليم الذاتي كلما سنحت لها الظروف.

تقول الكردي لوكالة سند للأنباء “كان نفسي أن أتقدم لامتحانات الثانوية العامة هذا العام وأحصل على معدل متميز وادرس تخصص العلاج الطبيعي وأنا أحقق حلم والدي بدراسة هذا التخصص لكن قدرا الله وما شاء فعل”.

وتضيف الطالبة الفلسطينية أنها استغلت محنة التهجير في حفظ أجزاء من القرآن الكريم من خلال الالتحاق ببرنامج نظم في المدرسة التي تعيش فيها مع أسرتها.

وهجر نحو 90 % من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قسرا عن منازلهم، وأصبحوا في وضع لا يسمح لهم بالعمل أو التعلم، حيث يعانون من الجوع والعطش والبرد، وانعدام الكهرباء في معظم الأوقات، وصعوبة الاتصال بالإنترنت المتقطع.

ورهن رئيس قسم التخطيط في مديرية التربية والتعليم في رفح محمد عيسى الذي يتولى الإشراف على إحدى المدراس التي تحولت إلى مركز إيواء، أي خطط لاستئناف العام الدراسي بتوقف الحرب الإسرائيلية الشرسة على قطاع غزة.

وقال عيسى لوكالة سند للأنباء: “توقفت الحياة التعليمية بشكل شبه تام، فمنذ بدء العدوان. هناك أكثر من 600 ألف طالب لا يداومون في المدارس”، مشيرا إلى “الضرر البالغ على العملية التعليمية، فضلا عن الآثار النفسية”.

وعدّ المسؤول الفلسطيني أن قصف إسرائيل للمدارس “كان جزءا من استهداف شامل طال البشر والحجر”.

المصدر: وكالة سند

“}]] 

المحتوى ذو الصلة