هل سقط وهم قيم الحضارة الغربية أمام جرائم إسرائيل بغزة؟

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

يواصل جيش الاحتلال الصهيوني جرائم الإبادة الجماعية الوحشية في قطاع غزة، في ظل صمت دولي وصل حد التواطؤ والمشاركة بشكل مباشر وغير مباشر في الجرائم بحق الإنسانية في غزة.

ولم تكتف حكومات وأنظمة غربية بالصمت بل كانت شريكة مباشرة في العدوان الغاشم على قطاع غزة، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وكندا.

بل إن الولايات المتحدة الأمريكية ما تزال تعطل أي جهد دولي وأممي في وقف العدوان كما فعلت أمس، حين استخدمت حق النقض الفيتو ضد قرار أممي يدعو لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة.

تلك المواقف، بددت أوهام القيم الإنسانية التي سوقتها الدول الغربية للعالم، لتظهر حقيقتها أمام اختبار دماء الأطفال في غزة، حيث فشل الغرب في اختبار القيم الإنسانية، وكشف فداحة ازدواجية المعايير التي يمارسها.

وفي هذا السياق، يقول المفكر الفلسطيني وضاح خنفر رئيس منتدى الشرق : ضربت الحرب الإسرائيلية على غزة في صميم الفكر الغربي القائم على مبادئ الليبرالية والحرية والعدالة وحكم القانون وقيم التنوير والمساواة.

وأضاف خنفر في سلسلة لقاءات ومحاضرات نشرها المنتدى: اليوم انتهت هذه السردية وانكشفت هذه الكذبة الكبيرة.

وأكمل: “حالة التوحش الدفينة عند الإسرائيليين موروثة من الغرب، وهي ليست بالأمر الجديد على الحضارة الغربية التي فعلت الشيء نفسه ودمرت المجتمعات غير الأوربية، وأبادت السكان الأصليين في أمريكا وأستراليا وكندا والبرازيل والجزائر”.

وأكد خنفر، على أن الموقف الأمريكي والأوروبي تجاه مذبحة غزة ينتسب لهذا التاريخ المخزي للعالم الغربي، تاريخ المذابح والإبادة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية”.

ووفقاً لخنفر، فإن “حرب غزة كشفت كذبة حرية الرأي والتعبير التي تعتبر من المسلمات عند الغرب، فاليوم بتنا نرى القانون البريطاني يُجرّم من يرفع شعارات داعمة لفلسطين وشاهدنا كيف أوقعت ألمانيا عقوبات على من يرفع العلم الفلسطيني”.

ويرى خنفر أن مجازر غزة أصابت غالبية الشعوب الأوربية بصدمة فكرية ودينية، وجعلت بعض مفكريهم يعيدون النظر فيما كانوا يعتبرونه حتى وقت قريب من المسلمات، وأقروا بأكذوبة القيم الغربية المرتبطة بحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير.

وتابع: “اكتشف المواطن الغربي أن مراكز السلطة والنفوذ في بلاده خادعة وكاذبة وتحارب الوعي بشكل عام وليس القضية الفلسطينية وحدها”.

وخلال أيام الحرب، أظهر بعض المؤثرين الغربيين على مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الحزن تجاه ما يجري في غزة، في حين بدأ آخرون بدراسة الإسلام على اعتبار أنه أحد أسباب القوة التي يستمد منها الغزيين صبرهم.

 

المحتوى ذو الصلة