عمّان/PNN- تساءلت الملكة رانيا العبد الله، عقيلة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، كم من الناس يجب أن يموتوا قبل أن يستيقظ ضميرنا العالمي؟؟ أم هل هذا أمر لاغٍ عندما يتعلق بالفلسطينيين؟”، في ضوء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ونددت الملكة رانيا في مقابلة مع شبكة “سي أن أن” الأميركية بـ”الوضع الإنساني الكارثي” في قطاع غزة، وحثت على دعوة جماعية لوقف إطلاق النار.
وعزت السبب الأساسي لهذا الصراع إلى الاحتلال غير المشروع، فالسبب الأساسي لهذا الصراع هو الاحتلال غير المشروع… انتهاكات روتينية لحقوق الإنسان، ومستوطنات غير قانونية، وتجاهل لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي. إذا لم تتم معالجة هذه الأسباب الجوهرية، فيمكنك قتل المحارب، لكن لا يمكنك قتل القضية”.
وقالت: من المثير للغضب عندما يُقلل المسؤولون الإسرائيليون من شأن الضحايا الفلسطينيين بذريعة أنهم دروع بشرية، ففي مكان مثل جباليا، التي هي من المناطق الأعلى كثافة سكانية في غزة، وغزة نفسها واحدة من أكثر بقاع الأرض اكتظاظاً بالسكان، موت المدنيين ليس “غير مقصود”، أو “عرضيا”، بل هو أمر محتوم”.
وأضافت: هناك حوالي 10 آلاف شهيد في غزة منذ بداية الحرب، حوالي نصفهم من الأطفال، فهذه ليست مجرد أرقام، فكل واحد من هؤلاء الأطفال كان يعني كل شيء لشخص ما”.
وأكدت أن تكون مؤيداً للفلسطينيين لا يعني معاداة السامية، ففي السنوات الأخيرة تُستخدم تهمة معاداة السامية كسلاح لإسكات أي انتقاد لإسرائيل، فالمدافعون أو المؤيدون لإسرائيل الذين لا يستطيعون الدفاع عن تصرفات إسرائيل أو سلوكها، يلجؤون إلى إنهاء الحوار عبر المساواة بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية.
وفندت الملكة رانيا خلال المقابلة الادعاءات الإسرائيلية أنهم يفعلون كل ما في وسعهم لحماية المدنيين في غزة، قائلة: “عندما يُخير 1.1 مليون شخص بين مغادرة منازلهم، أو المخاطرة بحياتهم، فهذا ليس حماية للمدنيين، بل هو تهجير قسري”.. وحتى المناطق التي طلب (الإسرائيليون) من الناس اللجوء إليها – ما يسمونها “المناطق الآمنة”، تعرضت للقصف أيضاً”.
وشددت على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار، وأن على إسرائيل أن تدرك أخيراً أنها إذا أرادت أمنها، فالمسار الأضمن هو السلام، فأقوى جيش أو أكثر أجهزة الاستخبارات قدرة، أو القبة الحديدية، أو الجدار العازل، لن تحمي أمن إسرائيل، بقدر السلام. وأعتقد أن هذا هو المسار الذي يتعين علينا اتباعه الآن.
وقالت “لدينا تاريخ طويل من التعايش السلمي. لذلك، الأمر لا يتعلق بالدين، بل بالسياسة”.
ــــــــــــ