توقف أجهزة دعم الحياة .. مشفى الشفاء بغزة تحت الحصار والقصف

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

بين خطر الموت من جراء القصف الإسرائيلي ورصاص قناصته، وشبح الموت نتيحة توقف أجهزة دعم الحياة مع توقف الكهرباء، أو بسبب الجوع والعطش والتداعيات البيئية، تبدو الأحوال كارثية في مجمع الشفاء الطبي أكبر المشافي في قطاع غزة.

وأكد وكيل وزارة الصحة في غزة الدكتور يوسف أبو الريش، نفاد الوقود بمجمع الشفاء الطبي بغزة وتوقف أجهزة دعم الحياة في قسم العناية المكثفة وقسم الحضانة، فيما اشتعلت النيران بساحة وبعض أقسام المستشفى نتيجة القصف الإسرائيلي.

وقال أبو الريش في تصريحات مباشرة لقناة الجزيرة -صباح السبت- تابعها المركز الفلسطيني للإعلام: واقع مجمع الشفاء لا يمكن تخيله وقد يكون هذا النداء الأخير الذي يصدر منه.

وفيما كان يسمع صوت الانفجارات والقصف خلال المقابلة الصحية، أكد أبو الريش، أن قذائف أطلقها الاحتلال سقطت في ساحة المجمع الطبي وتسببت باشتعال النيران في الأماكن التي كان يوجد بها نازحون.

كارثة مرتقبة بقسم الحضانة

وأكد وفاة طفل من قسم الحضانة الذي يضم 37 طفلا مولودا (المواليد الخدج) في قسم الحضانة جميعهم يواجهون خطر الموت بعد توقف أجهزة الحرارة، والأطباء يتعاملون معهم يدويا.

وقال أبو الريش: إن أجهزة دعم الحياة ومحطات الأكسجين توقفت في مجمع الشفاء وهناك أكوام كمامة بالأقسام والحال كارثي غير مسبوق.

وأشار إلى وجود أعداد من جثامين الشهداء ولا نستطيع إخراجها ودفنها.

وأكد أن مجمع الشفاء الطبي محاصر ولا أحد يستطيع الخروج منه أو الوصول إليه ومن حاول الخروج تعرض لإطلاق نار من قوات الاحتلال

وقال: محيط مجمع الشفاء الطبي وداخله يتعرض لإطلاق نار ولا نستطيع التحرك داخل المجمع الذي يفتقد للماء والغذاء أيضًا وتقطع الاتصالات.

وأكد أن قوات الاحتلال قصفت قسم العناية الفائقة ما اضطر الطواقم لنقل المرضى لأماكن أخرى داخل المستشفى الذي يصعب التحرك فيه، مؤكدا وفاة أحد المرضى من قسم العناية المركزة.

عداد الوفيات

وقال الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي: إن قوات الاحتلال أطلقت النار تجاه مهندس من القسم الفني وأصابته وحالته حرجة خلال محاولته صيانة خلل في قسم الحضانة.

وأكد أن المشفى محاصر، ويتعرض للقسم، ومن يتحرك داخله من مكان لآخر يتعرض لإطلاق النار من قوات الاحتلال التي تتمركز محيط المشفى، وهناك خطر حقيقي على حياة المرضى والطواقم الطبية وما تبقى من نازحين مع نفاد الطعام والماء.

وحذر بأن ساعات تفصلنا عن إعلان المزيد من حالات الوفاة في قسم حضانة الأطفال والعناية المركزة وباقي الأقسام، مؤكدًا أن الطواقم الطبية لا تستطيع أن تقدم خدمات طبية وسط هذه الأوضاع.

وشدد على أن المستشفى تحولت إلى مقابر جماعية رغم أننا حذرنا من هذا الوضع منذ أسبوعين.

وأكد أن الطواقم الطبية تسعى لعمل تنسيق مع الصليب الأحمر كي تتمكن من دفن جماعي لعشرات الجثامين من الشهداء المتكدسة داخل المجمع الطبي.

خطر حقيقي

وأفاد الصحفي مصطفى صرصور في مقابلة من داخل مجمع الشفاء الطبي مع الجزيرة: إن نحو 15 ألفا من النازحين، وأعداد من المرضى والطواقم الطبية لا يزالون داخل المجمع الطبي.

وذكر أن طائرات الاحتلال قصفت مستودعا طبيا وتسببت باشتعال النيران فيها.

وأكد أن الاحتلال يسير عددا من طائرات كواد كابتر المسيّرة في منطقة المجمع الطبي وتقنص من خلالها كل من يتحرك.

أطباء بلا حدود: حالة كارثية

وقالت منظمة أطباء بلا حدود، السبت، إن الهجمات تكثفت على مستشفى الشفاء بشكل كبير خلال الساعات القليلة الماضية،.

وأضافت المنظمة في بيان على منصة “إكس”: “أبلغ طاقمنا في المستشفى عن حالة كارثية في الداخل منذ ساعات قليلة فقط”.

وتابعت المنظمة: “تحدثنا عبر الهاتف مع الدكتور محمد عبيد، وهو جراح يعمل لدى منظمة أطباء بلا حدود الخيرية في مستشفى الشفاء. سألناه عما يحدث هناك فقال: لا أستطيع ترك المرضى المصابين”.

وأردف: “هناك مريض يحتاج إلى عملية جراحية. وهناك مريض نائم بالفعل في قسمنا. لا يمكننا ترك المستشفى وهؤلاء الأشخاص المرضى في الداخل. كطبيب أديت القسم على أن أساعد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة”.

وكررت المنظمة دعواتها بشكل عاجل لوقف الهجمات على المستشفيات وحماية المرافق الطبية والطواقم الطبية والمرضى.

ونقلت المنظمة عن الدكتور محمد أبو مغيصب المسؤول بالمستشفى قوله: “منذ صباح اليوم، توقف العديد من الطواقم الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود عن العمل في المستشفيات المدعومة في مدينة غزة بسبب القصف المستمر”.

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي تعرض مجمع الشفاء الطبي لعدة عمليات قصف إسرائيلية ما أدى إلى أعداد من الشهداء أغلبهم من النازحين.

وسبق أن تعرض المجمع الطبي للتحريض الإسرائيلي بزعم وجود مقر لحماس أسفل المستشفى وهو ما نفته حركة حماس ووزارة الصحة وجهات طبية أجنبية عملت في المجمع الطبي.

أكبر مجمع طبي

يذكر أن مستشفى الشفاء هو المرفق الصحي التشغيلي الرئيسي في مدينة غزة الذي يقدم الرعاية الطارئة والجراحية، ويوجد بداخله مئات المرضى والمدنيين النازحين.

ومجمع الشفاء يعدّ أكبر مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية في قطاع غزة. تأسس عام 1946 وخضع للاحتلال عام 1967، ثم للسلطة الفلسطينية بعد اتفاقية أوسلو. وتطور مع الوقت فأصبح أكبر مجمع طبي يضم 3 مستشفيات متخصصة ويعمل فيه 25% من العاملين في المستشفيات بقطاع غزة كله.

ويقع مجمع الشفاء الطبي على مفترق طرق في المنطقة الغربية الوسطى من مدينة غزة في القطاع، ويطل على شارعي عز الدين القسام والوحدة. ويقع في محيطه مسجد الشفاء، وتبلغ مساحة المجمع 45 ألف متر مربع.

أقسام المجمع الطبي
يضم مجمع الشفاء اليوم 3 مستشفيات متخصصة هي:

مستشفى النساء والتوليد مع قسم حضانة للأطفال الخدج.
مستشفى الأمراض الباطنية.
مستشفى الجراحة.
بالإضافة إلى قسم الطوارئ ووحدة العناية المركزة والأشعة وبنك الدم والتخطيط وغيرها.
ويقدم المستشفى خدماته على نحو خاص لسكان مدينة غزة، بالإضافة إلى استقبال حالات من مدن أخرى لا تتوفر فيها مستشفيات متخصصة.

كما يقدم خدمات علاجية وصحية متنوعة وعمليات لأعداد كبيرة من السكان، فعلى سبيل المثال في عام 2020 قدم المستشفى خدمات علاجية لـ460 ألف مواطن، إضافة إلى تقديم خدمات صحية لما يقارب 250 ألف مواطن في قسم الطوارئ، وأجريت فيه في العام ذاته 25 ألف عملية جراحية و69 جلسة لغسل الكلى، و13 ألف حالة ولادة.

ويبلغ عدد العاملين في مجمع الشفاء الطبي ما يقارب ربع عدد العاملين في جميع مستشفيات القطاع، إذ يعمل فيه حوالي 1500 موظف، منهم ما يزيد على 500 طبيب، و760 ممرضا، و32 صيدلانيا، إضافة إلى 200 موظف إداري.

 

المحتوى ذو الصلة