تكافل شعبي فريد يظهر معدن أهالي غزة الأصيل بعدوان الاحتلال الوحشي

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

تنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر كرم وتضامن أهالي قطاع غزة فيما بينهم، رغم ضيق الحياة والحصار المفروض عليهم من قبل العدو الإسرائيلي.

وقد مضى أكثر من 42 يوما على عدوان الاحتلال على قطاع غزة، إثر عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من الشهر الماضي.

ومنذ ذلك التاريخ سعت إسرائيل لمحاصرة أهالي القطاع والتضييق عليهم وخنقهم بإغلاق المعابر وقصف المخابز وخزانات المياه وقطع الوقود، في محاولة منها لإنهاء أي وسيلة حياة في غزة.

محمود زعيتر، فنان فلسطيني من أهالي غزة يوثق يومياته عبر حسابه على منصات التواصل الاجتماعي، حيث نشر عبر حسابه على إنستغرام فيديو بعنوان “حنيّة بالفطرة”.

ويظهر الفيديو محمود خلال مروره من أمام محل للشاورما قدم له أصحاب المحل “سندويشة” شاورما بالمجان.

ولم يقتصر الموضوع على المبادرات الفردية، فالكثير من المؤسسات والجمعيات الخيرية تعمل على إيصال الوجبات والطرود الغذائية إلى النازحين في مراكز الإيواء، رغم صعوبة عملية النقل بسبب شح الوقود.

https://www.instagram.com/reel/Cy_HqEhthwH/?utm_source=ig_embed&ig_rid=f7f16584-78f4-4979-b737-9236100f8fb5

حسان زين الدين، طبيب اضطر إلى شراء دراجة هوائية ليتنقل بها بين مناطق قطاع غزة لمتابعة المرضى خاصة أصحاب الأمراض المزمنة، بعد أن انعدم البنزين في القطاع.

وبالرغم من المصاعب التي يواجهها القطاع الطبي في غزة نتيجة الحرب التي تشنها إسرائيل، أخذ الطبيب حسّان زين الدين على عاتقه علاج المرضى المصابين بأمراض مزمنة في مدارس اللاجئين، عبر التنقل من منطقة إلى أخرى باستخدام دراجته الهوائية.

https://www.instagram.com/reel/CzRQfdUt0hG/?utm_source=ig_embed&ig_rid=d00826d2-24fe-4bb2-866e-026ef6284de2

الحاج أبو جهاد من مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة قرر اقتسام أغطية منزله مع المقاومين الذين يستعملونها عرشا لتحميهم من طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي لا تفارق الأجواء في سماء القطاع.

ورغم أن أبو جهاد لا يملك إلا النزر اليسير من تلك الأغطية، فإنه قرر اقتسامها مناصفة مع مقاومين أرادوا حماية أنفسهم مما يطلق عليه الغزيون “الزنانة”، وأقسم بالله ثلاث مرات أن ما تركه في بيته لا يكفي أطفاله الستة.

وقال أبو جهاد للجزيرة نت إن مدّ يد العون للمقاومة أمر يمليه الدين والشرف لأن “الكل يعوّل عليها بعد الله لصدّ العدوان الغاشم علينا”، وأضاف “والله الذي لا إله إلا هو لو أني أملك أكثر من هذا لقدمته لهم، فالمقاوم الذي يضحى بالغالي والنفيس من أجل منع تقدم الاحتلال وكسر شوكته يستحق كل تقدير وليس مجموعة من الأغطية”.

ويتوزع النازحون على عديد المرافق جنوب قطاع غزة ووسطه، في المستشفيات والجامعات والنوادي والملاعب وصالات الأفراح، ومنازل الأقارب، ويتكدس أغلبهم في مدارس الأونروا؛ لضمان شيء من المساعدات الشحيحة التي تدخل من معبر رفح عبر مؤسسات الإغاثة الدولية.

الأعداد الكبيرة جدا للنازحين، جعلت المأساة تطال كل مكونات الحياة الأساسية، فالماء شحيح للغاية، والمستشفيات في النزع الأخير، أما الطعام فحدث ولا حرج، فالمخابز أغلقت أبوابها بالكامل لنفاد الغاز والوقود الذي يشغل آلاتها.

وجاء تساقط الأمطار خلال اليومين الماضيين مع الرياح القوية في انهيار وغرق عدد من خيام النازحين بمناطق متفرقة من جنوب القطاع.

ويسهم عطاء الناس وتكاتف أبناء المجتمع الواحد، في تخفيف الأعباء الكبيرة حتى على من يساهم، فالمواطنون يتقاسمون الخبز وعبوات المياه وأشرطة الدواء، ولا يتفرد أحد بأملاكه، حتى بات كل ما يجلبه رب الأسرة لأبنائه مشاعا لأبناء الحمولة وللجيران، لا يحرم أحد أحدا من شيء.

وكعادتهم في الثبات والصمود والإيمان بحتمية الفرج القريب، يحاول الفلسطينيون النازحين، التمسك بخيوط حياتهم والأمل الكبير، رغم فقدان أدنى شروط العيش الكريم والمتطلبات الإنسانية.

ومع انعدام الموارد، يحرص نشطاء على طبخ كميات كبيرة على الحطب وتوزيعه على النازحين، ويغلب على الطبخات أنواع العدس والفاصوليا، وفي حالات يجري تقديم وجبات من الرز والدجاج بتبرعات من الداخل والخارج.

المار بجوار مناطق الإيواء، يلاحظ خلايا نحل من المتطوعين، الذين يعملون على تقديم الماء وتوزيع الغذاء والأغطية، ومستلزمات الحياة الأساسية.

كما ينشط عشرات المبادرين الشباب في توفير الضرورات التي تحتاجها فئات خاصة من النازحين، كالمعاقين والأطفال الرضع، والنساء الحوامل، والمرضى، ويعملون عبر تبرعات يقدمها الخيّرون على توفير ما يلزم لهؤلاء.

ويحرص مبادرون على توفير ملابس وأغطية لتأمين احتياجات النازحين الذين غادروا منازلهم دون أن يأخذوا شيئاً.

ومع استمرار القصف الإسرائيلي على غزة والتوغلات البرية نزح قرابة 1.5 مليون شخص داخل القطاع.

ويقدّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تكلفة تلبية الاحتياجات الإنسانية لـ2.7 مليون شخص في غزة والضفة الغربية بنحو 2.1 مليار دولار.

 

المحتوى ذو الصلة