[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
استقبل أهل غزة شهر رمضان المبارك لهذا العام 2024، وفي أول ليلة من لياليه، في ظل عدوانٍ صهيونيٍ همجيٍ لم يتوقف منذ 156 يومًا، قدموا خلاله كل التضحيات واختبروا كلّ أشكال الألم والفقد والقتل والتشريد وحرب التجويع المتواصلة لكسر إرادتهم التي ما لانت ولا قبلت الضيم، مقدمين بين يدي الشهر الفضيل 31045 شهيدًا و72654 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي، 72% من ضحايا العدوان أطفال ونساء، فيما يواصل العالم شهادته وصمته على حرب الإبادة الجماعية.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أنّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يستقبل شهر رمضان المبارك وقد استهدف الاحتلال “الإسرائيلي” أكثر من (500) مسجدٍ، بينها تدمير (220) مسجداً هدمها بشكل كلي، وتدمير (290) مسجداً بشكل جزئي وغير صالح للصلاة، حيث إن المساجد هي المنارات الدينية الأولى التي يؤُمّها شعبنا الفلسطيني للصلوات وخاصة صلاة التراويح.
وعلى الرغم من الدمار والحصار إلا أنّ أهل غزة وفلسطين تعالوا على جراحهم واستقبلوا شهرهم الفضيل بالتهليل والتكبير والفرح والسرور، وعمروا مساجدها بصلاة التراويح وأناروها بالتهجد والقيام رغم العتمة والظلام، وأشعلوا قناديل وأهلة رمضان متحدين عتمة العدوّ والظلام الذي فرضه على القطاع.
وحرص أهل غزة على الرغم من كل الألم والوجع على إظهار البهجة بحلول شهر رمضان وتعظيم شعائر الله، وإظهار حبهم وتعلقهم في بيوت الله وإن كان ما تبقى منها أنصاف مآذن وبقايا ركام، فتحلقوها وعظموا قدرها وصلوا التراويح بالقرب منها.
وإن كان العدوّ يسعى باستهدافه للمساجد حرمان الغزيين من فرحة الاجتماع في المسجد في ظلال شهر رمضان، فقد أظهروا له العزيمة والقوة بعمارة بيوت الله بالصلاة والتهجد على أطلالها الباقية، فإن نزع العدوّ حجارة المسجد من مكانها فإنه عاجزٌ عن مطاردة روح المسجد التي تعيش في قلوب أهل غزة إيمانا بالله وعبادة له لتحقيق مراد الله: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، يسبح له فيها بالغدوّ والآصال رجال).
وليصدق في أهل غزة كلمات الشاعر غازي الجمل، حين قال:
فليحرقوا كل النخيل بساحنا.. سنطلّ من فوق النخيل نخيلا
فليهدموا كل المآذن فوقنا .. نحن المآذن فإسمع التهليلا
إن يبتروا الأطراف تسعى قبلنا.. قدماً لجنات النعيم وصولا
نحن الذين إذا ولدنا بكرة.. كنّا على ظهر الخيول أصيلا
نحن الشهادة و الشهيد و شاهد.. و لأسدنا قد فصلت تفصيلا
في عالم الصمت المهيمن حولنا.. حتى غدا مستبكماً مشلولا
نطقت فصاحتنا بلحن كفاحنا..أعلى البيان صواعقاً و قتيلا
صوت الرصاص أبو البيان بلاغة.. و أشد إفصاحاً و أقوم قيلا
سندك جيش البغي من عزماتنا.. و نرده خلف الحدود ذليلا
وهكذا كان أهل غزة في صمودهم واستبسالهم وثباتهم، رغم كل المؤامرات لتشريدهم وتهجيرهم من أرضهم وديارهم، وارتكاب أبشع أنواع الجرائم لثنيهم عن التشبث بحقوقهم وثباتهم في أرضهم رغم مرور خمسة أشهرٍ بأكملها، وحلول أيام الشهر الفضيل مع استمرار العدوان، ليبقى الغزيون متمسكين بصبرهم وجهادهم وهي المعاني التي يحملها شهر رمضان في طياته.
وعمّت مظاهر الفرح والسعادة، التي أظهرها أطفال غزة على طريقتهم بالاحتفاء باستقبال أول ليالي الشهر الفضيل.
وقبل أن تحلّ أيام رمضان، حرص كثيرٌ من أهل غزة على تنظيف الطرقات وطلاق الجدران، كنوعٍ من تعظيم شعائر الله، والحرص على استقباله الضيف الكريم بأبهى حلة وأجمل مشهد.
“}]]