القابضة على الجمر .. الأم الفلسطينية خنساء العصر بقلم سالي علاوي

 ​   

في كبد الحقيقة تجلس الأم الفلسطينية على مقعد السنين تقص قصص الصبر ووجع الفراق على فقدان الابن والأخ حتى ابيضت عيناها من شدة الدمع، وارتسمت بين تلك العيون ملامح القوة والتحدي والصمود.

الأم الفلسطينية تقف بكل جدارة في وجه الظلم والاحتلال تاركة ورائها الخوف المهزوم ليكتب على جدار التحدي، أنا الفلسطينية التي عندما استشهد ابني زغردت فرحاً ورقصت طربا وسقط الدمع من عيني سهواً.

عندما تجتمع الأمومة وحب الوطن في قلب واحد، يسجل التاريخ أروع سطور في المجد والتضحيات، هذه الأم التي تختلف عن كل الأمهات، الأم الفلسطينية التي ولدت وربت وصنعت الرجال، هي أم وابنة وأرملة شهيد وهي والدة الأسير البطل الصابرة حتى الحرية.

وهي الأم المناضلة والمرابطة والأسيرة والشهيدة واللاجئة التي عانت مرارة التهجير والتشريد، وهي المحاصرة في غزة صمدت وصبرت على سنين الحرب والحصار.

الأم الفلسطينية هي التي تملك أمنع الحصون هن اللواتي ارتدين الصبر ثوبا لهن، هن اللواتي جعلن من دموعهن قطرات من ندى تروي ظمأ فلذات أكبادهن في سجون الاحتلال .

هذه هي خنساء العصر الأم الفلسطينية، ستبقى رمزاً للقضية وستبقى هي النموذج الأسمى لكل الأمهات.

  

المحتوى ذو الصلة