عودة أصحاب الأرض.. الحياة تدب في خانيونس رغم القتل والدمار

[[{“value”:”

خان يونس – المركز الفلسطيني للإعلام

من بين ركام المنازل والشوارع المدمرة يشق مئات المواطنين في خانيونس طريقهم إلى منازلهم المدمرة وما تبقى منها محاولين إعادة الحياة إليها بعد أكثر من 4 أشهر عاث فيها الاحتلال الإسرائيلي فسادًا ودمارًا.

في أحياء خانيونس غربًا وشرقًا، وحتى الوسط، يشاهد المار مجموعات من المواطنين تعود إلى ما تبقى من منازلها، في انتصار لإرادة الحياة على مقاربة الموت الصهيونية، رغم المخاطر المستمرة.

وأظهرت الصور تحرك الفلسطينيين سيراً على الأقدام وعبر عربات تجرها الدواب باتجاه مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة التي صارت “حقلاً من الخراب”.

ويقول مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: إن طواقم البلديات في خانيونس عكفت منذ اللحظات الأولى لانسحاب الاحتلال قبل عدة أيام على فتح الطرقات والشوارع، وإزالة الركام من طريق عبور المواطنين.

وأعلنت قوات الاحتلال انسحابها من أحياء خانيونس قبل عدة أيام بعد 4 أشهر من التوغل الذي تمدد وسط اشتباكات ضارية حتى طال جميع أرجاء المحافظة وسط تدمير طال أكثر من 70 % من المباني والبنى التحتية.

ورغم أن الاحتلال لم يعلن رسميًّا إمكانية عودة المواطنين إلى مناطقهم التي هجروا منها إلى المواصي ورفح، إلاّ أن السكان شرعوا بالعودة لينهوا رحلة نزوح قاسية خاصة على وقع التهديد باجتياح رفح.

وبدأت طواقم البلديات بإصلاح شبكات المياه في مناطق مدينة خانيونس، في محاولة لإعادة روح الحياة إلى المدينة، في مسعى لإعادة الناس إلى أمكان سكناهم، رغم كل ما حدث من إرهاب وبطش صهيوني.

المشهد الذي بث في وسائل الإعلام من قيام الطواقم من فتح الشوارع، وإصلاح ما يمكن إصلاحه، لم يرق لوسائل الإعلام العبرية ومسؤولين في كيان الاحتلال، حيث قالوا إن حركة حماس تعيد سيطرتها على مدينة خانيونس.

وقالت مها العراج وهي من سكان غربي خانيونس: “أشعر بصدمة وحزن شديد. بيتي دمر جزئياً.. لا يوجد جدران ولا نوافذ، أغلب الأبراج نُسفت بالكامل”.

وأضافت أنها ستعود إلى منزلها المتضرر بشدة “رغم أنه لا يصلح للحياة، لكنه أفضل من الخيام”، مشيرة إلى أن بعض جيرانها يواجهون معاناة أكبر حيث “وجدوا منازلهم مدمرة ولا يعرفون إلى أين سيذهبون”.

ووصفت المرأة البالغة 44 عاماً ما أصبحت عليه خانيونس، وقالت إنها “أصبحت مدينة أشباح، دمروا المباني والأشجار جميع الشوارع تم تجريفها ولم يبق شيء أبداً، لم أتمالك دموعي وأنا أمر في شوارع المدينة”.

وأردفت ” رائحة الموت منتشرة ولم تعد هناك مدينة بل مجرد أنقاض. لم أستطع منع نفسي من البكاء وأنا أسير في الشوارع. الجثث كانت متناثرة. شاهدت الناس يحفرون ويخرجون الجثث”.

وبدأ اجتياح خانيونس في 4 كانون الأول/ديسمبر، وانتهى دون أن يحقق الاحتلال أي إنجاز عسكري ملموس سوى التدمير الواسع والقتل الجماعي للمدنيين.

وكان لافتا في انسحاب جيش الاحتلال، أن العائلات الفلسطينية عادت فور الانسحاب، رغم الدمار الهائل الذي لحق بالمنطقة.

في المقابل فإن حكومة الاحتلال الإسرائيلي فشلت في إقناع المستوطنين بالعودة إلى مستوطنات غلاف غزة، رغم الإغراءات المالية، في محاولة لإعادة الحياة فيها.

وأثار مقطع مصور غضب الإسرائيليين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحظي بتداول واسع، إذ يظهر عمال البلدية في خانيونس، وهم يصلحون توصيلات المياه مع عودة الأهالي بعد الانسحاب الإسرائيلي، بينما لم يستطع المستوطنون العودة إلى منازلهم منذ 6 أشهر.

من جهتها، قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت العبرية، إن حركة حماس تعيد السيطرة على مدينة خانيونس بعد 4 أيام من انسحاب الجيش منها في ختام عملية استغرقت 4 أشهر.

وأضافت الصحيفة أنه بعد مرور 4 أيام على انسحاب الجيش الإسرائيلي من خانيونس، ومع عودة حشود السكان إلى منازلهم المدمرة، شوهد ناشطون من حماس، وقد بدؤوا في إعادة سيطرتهم على المدينة.

وتابعت الصحيفة العبرية: “من الصعب تحقيق حتى الأهداف الأكثر تواضعًا للحرب، وهي الحد من سيطرة حماس المدنية وليس العسكرية، إذ يقدر ضباط الجيش المخضرمون أن حماس لن تهزم حتى عام 2026 أو 2027 في أحسن الظروف”.

إلى ذلك، شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا مع مقطع الفيديو، إذ قال بشير بو حاجة: “دليل قاطع على أن الأرض لها شعب وأن مقولة الصهاينة قبل احتلال فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض هي أكذوبة كبرى، وستبقى فلسطين في القلب وهي لشعبها لا غير”.

أما أحمد حلبي فقال: “الفرق بسيط جدًا، الفلسطينيون أصحاب الأرض وضحوا من أجلها منذ بداية الاحتلال، بينما الطرف الآخر ما هو إلا سرطان سيزول مهما طال الزمن”.

بينما كتب نصير محمد فاضل: “فعلًا شعب الجبارين إنهم كطائر الفينيق يعودون بعد أن ظن عدوهم أنه حولهم إلى رماد، فيصدم بعودتهم أقوى مما كانوا عليه” على حد وصفه.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة