[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
منذ بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات برية في مناطق في رفح وجباليا وهو يتلقى ضربات مؤلمة على يد المقاومة الفلسطينية أذهلت كل المتابعين.
وما من يوم يمر دون أن يعلن عن قتلى وجرحى في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي وتدمير لآليات وجرافات صهيونية.
ومنذ بداية مايو/ أيار الجاري أعلنت سلطات الاحتلال عن مصرع ٢٤ جندياً وضابطا صهيونيا في محاور القتال المختلفة إلا أن الوقائع وإعلانات القسام تؤكد أن الأعداد أكبر من ذلك بكثير.
مشاهد استهداف الآليات وتدميرها وقتل من فيها تدمر معنويات الجنود الصهاينة وتزيد من الشرخ في الساحة الداخلية للاحتلال.
مدونون يتساءلون عن مدى صمود حكومة نتنياهو أمام ضربات المقاومة المؤلمة في رفح وجباليا.
وردا على هذا السؤال قال مغردون “ارتفعت وتيرة ضربات المقاومة + قتلى وجرحى ودمار آليات ودبابات = مشاكل داخلية وتصدع وانشقاقات في إسرائيل وسيحدث ما هو أبعد من ذلك”.
ولفت مدونون الانتباه إلى أن “إسرائيل لم تكن في ورطة كما هي اليوم، دولة تقاتل برا وبحرا وجوا مدعومة من المنظومة الغربية بدعم غير محدود، ثم نشاهد قواتها في بحر رمال غزة لا تعرف من أين تأتيها ضربات المقاومة بكل تشكيلاتها، وكل يوم بل كل ساعة بل كل دقيقة هناك خسائر في قواتها”.
وأشار آخرون إلى تشكّل موجة غضب متصاعدة ضد نتنياهو، تشمل العديد من الكتل والشخصيات الضاغطة باتجاه وقف الحرب، وبدأت هذه الموجة التصاعدية من عائلات المحتجزين الذين جاءت عليهم خطة جيش الاحتلال باجتياح جباليا للمرة الثانية، والبدء بعملية رفح، بمردود عكسي، مما عززت عندهم حالة الخوف والذعر من عودة أبنائهم جثامين.
وأضافوا أن الضغط توسّع وطال شخصيات في مجلس الحرب، بدأت بغادي آيزكوت الذي بات يعلو صوته شيئا فشيئا، ثم تبعه هرتسي هاليفي المعترض بشكل صاخب على استمرار العملية العسكرية، ثم لحقهم يوآف غالانت بمؤتمر صحفي قبل يومين، مشيرين إلى أن كل هذا الضغط تعززه ضربات المقاومة في الميدان، وصمودها الأسطوري منقطع النظير.
القائد السابق لفرقة غزة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال غادي شماني، يقول إن “الجيش الإسرائيلي يتخبط في غزة، ومن الواضح أن إسرائيل لن تحقق أهدافها المعلنة”.
ونقلت صحيفة معاريف العبرية عن شماني قوله خلال حوار إذاعي، إن من الصعب رؤيةَ كيف ستتم إعادة جميع الأسرى من قطاع غزة.
وأضاف أن حركة المقاومة الإسلامية حماس ستتكبد الكثير من الخسائر بسبب الحرب، ولكن لن يتم القضاء عليها عسكريا.
وأردف: “نحن ببساطة ندور في دائرة مفرغة. يتم إرسال الجيش للقتال في جباليا وخانيونس، ومرة أخرى نتعرّض للهجوم. وحتى في الشمال، لم يتم تحديد أهداف في هذه المناورة”.
وتابع، بأن حكومة بنيامين نتنياهو حكمت على “إسرائيل” بالتخبط لسنوات وبالعزلة وبأضرار جسيمة على الاقتصاد.
وقال: “أخطر ما في الأمر هو التآكل الدراماتيكي لمكانة إسرائيل التي كانت قوة إقليمية حتى هجوم حماس على غلاف غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي”.
ولم يكن هذا الاعتراف هو الأول من نوعه، فقد أكد قائد اللواء احتياط بجيش الاحتلال إسحاق بريك الأسبوع الماضي أن “الجيش الإسرائيلي لا يملك القدرة على إسقاط حركة حماس حتى لو طال أمد الحرب”.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن بريك تشكيكه، في جدوى استمرار القتال في قطاع غزة، مبينا أن “إسرائيل في حال استمرارها في الحرب فستتكبد خسائر جسيمة تتمثل في انهيار جيش الاحتياط الإسرائيلي خلال فترة وجيزة كما أنها تشمل انهيار الاقتصاد، فضلا عن تدهور علاقاتها الدولية وتمزق مجتمعها من الداخل”.
وأضاف أن “عدم اتخاذ قرار بشأن اليوم التالي للحرب سيؤدي إلى سقوط مزيد من القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي، خاصة بعد أن عاد للقتال في المناطق نفسها التي كان فيها من قبل”.
وذكر بريك أن دخول رفح جنوب قطاع غزة سيكون بمنزلة المسمار الأخير في نعش القدرة على إسقاط حركة حماس.
وحول الجبهة مع حزب الله في الشمال المحتل أكد الجنرال “الإسرائيلي”، أن “الجيش غير قادر على إبعاد حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني والسماح لنحو 100 ألف نازح إسرائيلي بالعودة إلى منازلهم بالشمال بسبب استمرار التوتر”.
تغير تكتيكات المقاومة
وكانت شراسة القتال في جباليا وبعض مناطق بيت حانون وحي الزيتون، مفاجئة للاحتلال، فمن المفترض أن الحرب في تلك المناطق قد وضعت أوزارها وأن جيش الاحتلال أكمل إنهاء كتائب المقاومة هناك كما أعلن، إلا أن الواقع كان مغايرا، فقد عادت المعارك وكأن الحرب بدأت للتو.
وأكدت صحيفة هآرتس العبرية، أن حركة حماس ترمم قدراتها بسرعة كبيرة وتعيد تأسيس نفسها مجددا في مناطق أخرى بغزة.
ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير بجيش الاحتلال قوله إن “إسرائيل في حرب تعليمية مع حماس لأن الأخيرة غيرت تكتيكات الحرب مؤخرا، وباتت تركز أكثر على تفخيخ المباني”.
وأوضحت هآرتس، أن العمليات في حي الزيتون ومناطق أخرى أظهرت أن تقديرات الجيش ليست صحيحة في ما يتعلق بالبنية التحتية لحماس.
وبينت الصحيفة، أن “أغلبية الجنود في الجيش الإسرائيلي يعتقدون أن العملية العسكرية التي يشنها الجيش في جباليا هي عملية عبثية”.
“}]]