[[{“value”:”
غزة -المركز الفلسطيني للإعلام
عندما أعاد شبان رفع الأذان عبر مكبر صوتي صغير في غزة بعد أشهر طويلة من عدم رفع الأذان جراء تدمير الاحتلال الإسرائيلي غالبية المساجد في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها، لم يخف الفلسطينيون فرحتهم بذلك.
وقال أحد السكان: سيبقى هذا انداء مرفوعًا مهما هدموا ودمروا، وسنعيد بناء المساجد كما سنعيد بناء منازلنا ومشافينا ومبانينا المدمرة.
ويرتبط الفلسطينيون في قطاع غزة بمساجدهم ارتباطًا وثيقهم، يدفع الكثير منهم على أداء الصلاة جماعة في المساجد والمصليات رغم مخاطر القصف المتكرر.
ففي حرب الإبادة الجماعية المستمرة ضد قطاع غزة للشهر العاشر تواليا، لم تترك إسرائيل محرمات بل وموبقات إلا وارتكبتها، قتلا ونسفا وتدميرا.
فبيوت الله كانت أهدافا لآلة الاستهداف والتدمير الصهيونية، فلا مراعاة لدين أو أخلاق أو قانون، فجزء منها قصف بالطائرات على رؤوس المصلين كما جرى في مصلى مسجد الأبيض بغزة قبل أيام، ومنها ما جرى تجريفه بالجارفات، أو نسفه بالديناميت.
ودمرت قوات الاحتلال 610 مساجد كليا، و211 مسجداً جزئيا في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، في حرب معلنة على بيوت الله، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
مسجد الرحمة
مسجد الرحمة في حي الأمل بخان يونس جنوب قطاع غزة كان من المساجد التي دمرها الاحتلال بالكامل، حيث كان يؤمه آلاف المصلين في مختلف الصلوات، كما كان منارة للعبادة والعلم وإعداد النشء على الإيمان والثورة.
نبيل دبور -أحد رواد المسجد- يقول: لقد تأثرت كثيراً بتدمير مسجد الرحمة، فقد كان جزءًا من حياتي، وبيتنا الثاني.
يضيف في حديث لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام، لتدمير المسجد وقع نفسي صعب جداً، فاق حزني على تدمير منزلي.
يؤكد أن للمسجد حب كبير في قلبه، فنشأ في رحابه منذ صغره، وكان يصلي فيه الصلوات الخمس، إضافة لإضفائه رونقاً على الحي بصوات الأذان، ومساهمته في المناسبات الاجتماعية والأعياد.
وأوضح أن مسجده (الرحمة) كان بمنزلة مركز إسلامي لتعليم القرآن الكريم والسنة النبوية ومكارم الأخلاق، إضافة لكثير من الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية.
بعيون تترقرق يكمل حديثه لمراسلنا أن تدمير المسجد أزال رونقاً كان أهالي الحي يرون فيه مركز اجتماعهم وتواصلهم، إضافة لعبادتهم.
مسجد النور
وفي مخيم دير البلح وسط قطاع غزة، وفي بدايات الحرب الإجرامية، استهدفت بوارج الاحتلال مسجد النور الواقع على شاطئ البحر ما أدى لتدمير أجزاء كبيرة منه.
رواد المسجد فقدوا مكان عبادتهم، ولجأوا إلى أداء الصلاة في منازلهم، وحاراتهم.
المواطن إبراهيم أبو العطا (٧٩ عاماً) يؤكد أنه فقد روحه بتدمير المسجد، مشيراً إلى أنه كان ملازماً لمراحل إنشاء المسجد قبل 15 عاماً.
وقال في حديث لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام: إن الاحتلال بتدميره المسجد نزع روحه من جسده، يكمل حديثه باكياً: لو دمروا ونسفوا سنعيد إعماره.
صلوات في الساحات
ويلجأ المواطنون إلى أداء الصلوات في المنازل والحارات، وبعض الساحات وقرب المساجد المدمرة.
يقول المواطن محمود حسن لمراسلنا إن المسجد يمتلك قيمة كبيرة في نفوس الفلسطينيين، فغير أنها مكان صلاتهم، فهي نقاط التقاءهم وتعاضدهم، وتكافلهم.
وأوضح أنها مراكز لها ثقل اجتماعي، في بناء الإنسان والمجتمع وصقله على الأخلاق الفضيلة.
المواطنة انشراح عبد الفتاح تقول في حديث لمراسلنا إن للمسجد في حياتها أهمية خاصة، حيث كانت ترتاده يومياً لتلقي دروس الفقه والسيرة، والعلوم المختلفة.
تضيف في حديث لمراسلنا إن الاحتلال يهدف بتدمير المساجد إلى سلخ الفلسطيني عن معتقداته ودينه.
وتؤكد وزارة الأوقاف الفلسطينية أن تدير المساجد وتدنيسها هو جزء من حرب الاحتلال على بيوت الله وجزء من سعي الاحتلال لتدمير كل شيء في قطاع غزة.
ولا يخلو شارع أو حارة في قطاع غزة من مسجد يؤمه المصلون ويجد فيه الكبار والشبان والفتية ملاذا للصلاة والعبادة والتعلم.
حرب على الله
ويؤكد الداعية من وزارة الأوقاف خالد محمود أن استهداف الاحتلال للمساجد هو ضمن حربه الدينية الحاقدة وضمن حربه على الله التي ستبوء عليه بالدمار، مشيرًا إلى أن الاحتلال يكذب ويوجد مبررات مزعومة حول استهداف المساجد ولكنه يدمرها لأنه لا يريد دور العبادة التي يتعلم فيها الفتية والشبان أمور دينهم ومنها يتخرجون رجالا ومقاومين أشداء مخلصين في كل عمل يفعلونه.
ويضيف محمود في حديثه لـ المركز الفلسطيني للإعلام أن تعلق الأهالي والشبان والفتية وحتى النساء بالمساجد يدفعهم مباشرة بعد قصف كل مسجد إلى التعاون لإقامة مصلى وإقامة الصلوات داخله والمباشرة بحلقات التحفيظ.
وذكر أن مساجد القطاع خرجت آلاف الحفاظ من القرآن الكريم، وهذا ما يخيف الاحتلال أن يكون هناك جيل قرآني لا يمكن أن يتزعزع إيمانه وعقيدته صلبة لذلك يحاول تدمير المساجد ليمنع تكرار خروج هذا الجيل الذي لا يزال يكتوي بطوفانه المستمر منذ 10 أشهر، ولكن هيهات له ذلك، فما دمر سيعمر، وستقام حلقات القرآن على الأنقاض وسينطلق الجيل من جديد ليجابه المحتله حتى يكنسه.
“}]]