القدس /PNN / كتب خريجا الهندسة المعمارية محمد فرعون وحنين كنعان:
“كما نعلم، تم تسجيل منطقة تل السلطان في أريحا مؤخرًا في قائمة التراث العالمي لليونسكو، لما لها من أهمية كبيرة في عدة مجالات، سواء من الناحية التاريخية أو السياسية أو الاجتماعية، وأهمها أنها تُعد أول استيطان بشري وتحتوي على 29 حضارة.
هدفنا في مشروعنا “Tell es-Sultan Interpretation Center: Integrating Heritage, Education & Research for Community Benefit” بإشراف د. عبد الرحمن كالوتي، لرفع مستوى الوعي وتركيز الاهتمام على احتياجات المجتمع المحلي وإتاحة الفرصة للاستفادة من هذه التجربة، حتى نتمكن من نقل صورة واضحة عن الموقع الأثري. فالفهم المحدود لمثل هذه المواقع، سواءً من قبل الباحثين أو المنقبين أو المجتمع بشكل عام، دفعنا لبدء هذا المشروع.
كانت فكرتنا بدايةً هي إعادة اكتشاف التل عن طريق الحفريات والتنقيبات الأثرية. اعتمدنا على استعارة مكانية، بحيث يشعر الزائر وكأنه يكتشف التل بكل معروضاته ومكنوناته بنفس الطريقة التي يكتشف بها السائح أو عالم الآثار التل. هناك أربع طرق للتنقيب في الآثار، وقد استخدمنا طريقتين في منطقة تل السلطان: طريقة الخنادق وطريقة الشبكات المربعة.
تم اكتشاف أن تل السلطان هو أول استيطان بشري ووجد أهم برج من خلال طريقة الخنادق. أما طريقة الشبكات، فاستُخدمت في المناطق المستوية مثل قصر هشام، حيث يكون الحفر على شكل مربعات بين ممرات تُستخدم لنقل المعدات. هذه الطريقة ساعدتنا في تنظيم عملية الدخول إلى التل.
كما لا ننسى أن المشروع بُني بمواد محلية تتماشى مع البيئة. تم توفير جميع العناصر التي تساعد على تلطيف الهواء في بيئة أريحا الحارة، مثل استخدام مظلات من سعف النخيل، وحفر الآبار، وإنشاء برك على السطح، واستخدام ملاقف الهواء مع برك في نهايتها لتلطيف الجو، بالإضافة إلى الألواح الشمسية.
هذا وتم تصميم المشروع بحيث يمكن الدخول إلى المباني عن طريق ممرات تحت الشارع تحاكي فكرة الخنادق في عمليات التنقيب الأثري، وهي تفاعلية وتحتوي على معروضات وأكشاك، مما يجعلها جزءًا من التجربة التعليمية والثقافية للزوار كما يساعد في تلطيف الجو لكونها تحت مستوى الأرض الطبيعية. في المناطق الحارة، كلما تم النزول إلى الأسفل، ساعد ذلك في تبريد المبنى.. بني جزء من المبنى تحت الأرض ليتناغم مع التل دون أن يسيطر عليه.
كما ويحتوي المشروع على مركز للزوار وقاعات تدريسية ومعارض ومكتبية ومركز أبحاث أثري، مما يعود بالفائدة على المجتمع المحلي ويخدمه”.