مدينة حمد .. تدمير ممنهج وإرهاب صهيوني متواصل

[[{“value”:”

خان يونس – المركز الفلسطيني للإعلام

على غير موعد جاء الخبر إلى المهندس ناجي الفقعاوي بأن جيش الاحتلال يأمر بإخلاء مدينة حمد السكنية شمال خانيونس، ليكون بمنزلة صاعقة وقعت على نفسه.

خبر زلزل الأركان، برهة من الزمن مطلوب فيها من الفقعاوي، أن يجهز نفسه وأطفاله، وما خف وزنه من أغراضه ووثائقه للنزوح الجديد.

يسترق الأنفاس وتضطرب القلوب رعباً وخوفاً، القذائف تتساقط فوق الرؤوس وتستهدف الشقق السكنية، ويصرخ الفقعاوي على أطفاله وزوجته، لا شيء يشبه هذه اللحظات.

لماذا عقولنا احنا كـ عرب اصبحت غبية لهذة الدرجة!.؟

، بينما كانت تجري مباحثات وقف إطلاق النار في العاصمة القطرية الدوحة، كانت إسرائيل تدمر ما تبقى من مدينة حمد السكنية التي تم بناؤها بتمويل ورعاية قطرية؟
هل وصلت المعلومة يامسلمين!؟
هل ادركتم فساد اليهود!؟ pic.twitter.com/Kpa6oj6wnx

— Abu Muhib Al-Hamdani (@AlHamdani2024) August 17, 2024

لحظات أليمة

يقول الفقعاوي لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام: لحظات أليمة وقاسية مرت علينا، كان يتطلب منا جمع حاجاتنا وحمل أطفالنا والنزوح مرة أخرى إلى المجهول.

يضيف أن لا مواصلات ولا شاحنات متوفرة لحمل الأغراض، القصف في كل مكان، واضطررنا لحمل متاعنا والسير على الأقدام.

دبابات بتتمشى في مدينة حمد بقرب من دوار جميل وادي والله ينتقم منك ياسنوار . pic.twitter.com/YYzsYPJzmQ

— SAM (@5llit) August 18, 2024

يتابع أنه استدان وباع مصاغ زوجته لشراء الشقة السكنية في مدينة حمد، “ما لحقت أفرح عليها، وما خلصت دينها”.

الاحتلال يحاول قهرنا، وكسرنا، لكن خاب وخسئ، يتابع: مدينة حمد كانت مستقراً لكثير من المسحوقين، وذوي الدخل المحدود، كانت حلمنا وحاضرنا ومستقبلنا.

مدينة حمد

وتضم مدينة حمد عشرات العمارات السكنية المكون كل واحدة منها من 5 طوابق وكل طابق به 4 شقق سكنية، بنيت بتمويل قطري، بعد عدوان 2014، وهي تضم نحو 2500 شقة، وتحمل اسم الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتقع شمال غربي خانيونس.

جيش الاحتلال ينسف برجًا سكنيًا في مدينة حمد pic.twitter.com/t44ATeMrAp

— عربي بوست (@arabic_post) August 19, 2024

والمدينة كانت ملتقى لعوائل من مناطق القطاع كافة، تلفها المحبة والوئام والوداعة، إلا أن ذلك لم يرق لجيش الاحتلال، الذي حول فوهات دباباته ومقذوفات طائراته نحو الأبراج الجميلة، محولا إياها أكوام من الركام والحجارة مخفيا تحتها ذكريات وأحلام وسعادة لم تكتمل.

وسبق أن اجتاحت قوات الاحتلال في مارس الماضي مدينة حمد ودمرت العديد من مبانيها، واعتقلت العديد من سكانها، وبعد انسحاب الاحتلال من خانيونس في إبريل الماضي، عاد السكان إلى ما تبقى من المدينة، وأنشأ عشرات الآلاف من النازحين خيامهم داخلها وفي محيطها، إلا أن ذلك لم يرق للاحتلال مجددا.

تدمير لأجل التدمير

فقد بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل عدة أيام عملية عسكرية جديدة في المدينة فيما يبدو لإكمال تدميرها بهدف التدمير من أجل التدمير.

المواطن محمد ناصر الدين يقول لمراسلنا: إنه اضطر للنزوح من محيط مدينة حمد تحت حمم القصف العشوائي قائلا: منذ أيام ونحن في الشوارع ونبحث عن مأوى.

بعدما طالبونا بالإخلاء من مدينة حمد ومحيطها ومنطقة القرارة ومحيطها وكثيرا من المناطق هكذا قصف العدو المغضوب عليه مدينة حمد القطرية بعد سويعات من الإخلاء والمنطقة مليئة بالناس التي ضاقت الأرض فيها بما رحبت ولم تعرف أين تذهب فقررت البقاء في المدينة، وبعدها بدقائق سيارات الإسعاف… pic.twitter.com/jE7xd36qkU

— محمد بن أحمد الخالدي (@Hadeeth55) August 17, 2024

يضيف في حديث لمراسلنا إن ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة جريمة وظلم لا يطاق، متسائلاً: هل وصل العجز العربي والإسلامي لهذا الحد.

ومنذ يوم الجمعة لا تتوقف الغارات على المدينة أو سماع التفجيرات فيها، حيث تقصف قوات الاحتلال بعض العمارات وتنسف أخرى.

ويعد تدمير مدينة حمد شمال خان يونس شاهدا على جريمة الإبادة والتدمير الممنهج للحياة الحضرية والإنسانية في قطاع غزة والمستمرة منذ ١١ شهراً.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة