[[{“value”:”
غزة – المركز الفليطبنب للإعلام
بعد دقائق من انقسام شاشات الأخبار بين البث المباشر لمظاهرات تل أبيب -التي تطالب نتنياهو بالموافقة على إبرام اتفاق يتضمن صفقة تبادل الأسرى-، وبين نقل المؤتمر الصحفي لنتنياهو مستعرضًا موقفه من الحرب الجارية، ومحاولاً شرح أسباب رفضه لوقف إطلاق النار والذي يعني بقاء الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، أو عودتهم مقتولين، إذ برسالة الناطق باسم كتائب القسام “أبو عبيدة” تعصف بما استهدفه نتنياهو من مؤتمره الصحفي، وتزيد الشارع الإسرائيلي اشتعالا وغضبًا ضده.
خرج أبو عبيدة بتغريدة يؤكد فيها أنه لا سبيل لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين إلا من خلال صفقة توافق عليها المقاومة، وأن الضغط العسكري الذي يقوم به نتنياهو في قطاع غزة لن يؤدي إلى عودة الأسرى سالمين، وأن الإسرائيليين مخيرون بين أن يحصل أسراهم على حرياتهم ويعودوا سالمين من خلال النزول على شروط المقاومة، وبين أن يعودوا إلى أهاليهم في توابيت، إذا أصرّت حكومة الاحتلال على مواصلة الحرب ومحاولة إعادة الأسرى من خلال العدوان المستمر على قطاع غزة.
حكومة نتنياهو التي تبحث عن أي ورقة انتصار تقدمها للعالم والمجتمع الإسرائيلي، تأكدت أن الحصول على بعض جثامين الأسرى لا يزيد أتباعها إلا سخطًا عليها؛ إذ يغلي الشارع الإسرائيلي طلبًا لوقف استنزاف كيان الاحتلال بما فيه من مؤسسة عسكرية، وحالة اقتصادية، وانشقاق مجتمعي، وكراهية دولية، وهذا ما عبّرت عنه التظاهرات التي تكثّفت في تل أبيب اعتراضًا على سياسة إطالة الحرب بلا رؤية ولا هدف واضح.
رسالة أبو عبيدة ألقت بظلالها على المشهد الإسرائيلي فزادته قتامة وإحباطًا؛ حيث لم تعد مراهنات نتنياهو التي رددها في مؤتمره الصحفي الأخير، مقنعة حتى لرفاقه وقادة حربه، وهذا ما عبّر عنه غادي أيزنكوت، العضو السابق في مجلس الحرب الإسرائيلي، بقوله إن “نتنياهو رفض إدخال أي تعديلات على أهداف الحرب والتي لم يتحقق أيٌّ منها”، مضيفًا أن نتنياهو “لن يعيد المحتجزين في غزة أحياء لأنه منشغل بالبقاء السياسي”.
وردًّا على ما كرره نتنياهو -خلال مؤتمره الصحفي- من تبرير رفضه الموافقة على المقترح الأمريكي لعقد الاتفاق مع المقاومة، بأنه لا يمكن الانسحاب من محور فيلادلفيا، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إن “ما سمعناه منه اليوم خدعة سياسية”، واصفًا نتنياهو بـ”الفاشل الضعيف”.
وأضاف لابيد: “على الأقل، نتنياهو قال حقيقة واحدة.. هو لا يريد إنهاء الحرب.. هو لا يريد صفقة تحرير الرهائن.. هو يريد حربًا إلى الأبد، وكان واضحًا في أنه لا يريد صفقة ولا يريد استعادة المحتجزين”.
ودعا زعيم المعارضة أحزاب الائتلاف إلى اتخاذ موقف صارم، وإبلاغ نتنياهو في حال عدم التوقيع على صفقة بأنه لن يكون هناك ائتلاف ولن تكون هناك حكومة، لأنه لا يفهم إلا لغة الضغط، وسيخضع في النهاية، وقال لابيد: “شاهدنا اليوم مؤتمرا صحفيا مخزيا لرئيس وزراء بدون روح”.
أبو عبيدة أكد في تغريدته أنه “بعد حادثة النصيرات، صدرت تعليماتٌ جديدة للمجاهدين المكلفين بحراسة الأسرى بخصوص التعامل معهم حال اقتراب جيش الاحتلال من مكان احتجازهم”، الأمر الذي فسّره الإعلام الإسرائيلي بأنه تأكيد على أن القسام قررت قتل الأسرى حال محاولة جيش الاحتلال الاقتراب منهم.
لكن القيادي في حركة حماس أسامة حمدان قال إن الأسرى إما قتلوا في قصف إسرائيلي أو برصاص إسرائيلي أو خلال اشتباكات، مضيفًا أن رسالة المقاومة واضحة: “لا استعادة للأسرى إلا بصفقة تبادل وإلا فسيعودون في توابيت وربما يكون مصير بعضهم كمصير رون أراد”.
عقب تغريدة أبو عبيدة بثت كتائب القسام فيديوهات لاثنين من الأسرى الستة الذين انتشلهم جيش الاحتلال قتلى منذ أيام؛ حيث أظهرت الفيديوهات كليهما يحملان نتنياهو وحكومته مسؤولية بقائهم في الأسر طيلة الأشهر الماضية، ويتهمانه بالتسبب في ما حدث في السابع من أكتوبر الماضي، مطالبين بسرعة إنقاذهم من معاناة الأسر.
وتأتي هذه الرسائل من الأسيرين بعد أن تسلمهما جيش الاحتلال بصحبة أربعة آخرين عائدين جثثًا في توابيت بسبب محاولة الاحتلال إنقاذهم من خلال عدوانه على قطاع غزة، ومحاولة تحريرهم من أيدي المقاومة بالقوة.
الخبير بالشؤون الإسرائيلية نهاد أبو غوش رأى أن فيديوهات الأسرى تثبت أنهم كانوا يتحدثون بكل راحة دون توجيه، وما قاله الأسير يلخص مضمون حركة الاحتجاج في تل أبيب التي خرج فيها 300 ألف شخص للضغط على حكومتهم لاستعادة الأسرى.
وأكد أبو غوش أن الرسالة السياسية من وراء كلمات الأسير الإسرائيلي القتيل أوري دانينو والأسيرة القتيلة عيدان بروشلمي تتمثل في تحميل نتنياهو مسؤولية فشل كيان الاحتلال في السابع من أكتوبر، وما يعانيه الأسرى حتى اليوم، معتبرا (أبو غوش) أن رسالتهم تمثل مضمون حركة الاحتجاج التي قوامها ثلاثمائة ألف شخص داخل إسرائيل احتجاجًا على سياسة نتنياهو التي أهملت هؤلاء الأسرى وأصرّت على مواصلة الضغط العسكري الذي أدى إلى عودتهم في توابيت.
ومن جهتها أعلنت عائلة الأسيرة القتيلة كارميل غات، رفضها لأن يستخدم نتنياهو مقتل ابنتها من أجل الاستمرار بالحرب وقتل مزيد من الأسرى، واصفة سياسة نتنياهو بانها فاشلة، وطالبة إياه بالعمل على إبرام صفقة تبادل تعيد الأسرى أحياء.
وتشهد إسرائيل احتجاجات واسعة رفضًا لسياسة نتنياهو؛ حيث دعت المعارضة إلى الخروج في تظاهرات لمطالبة نتنياهو بالعمل على إنقاذ الأسرى من خلال الموافقة على صفقة التبادل التي لا يمكن عودة الأسرى إلا من خلالها.
كما وبدأ اتحاد نقابات العمال (الهستدروت) إضرابًا عامًّا الاثنين الماضي للضغط على حكومة نتنياهو للموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بعد مقتل 6 أسرى كانت تحتجزهم حركة حماس، مما أثار احتجاجات حاشدة في جميع أنحاء إسرائيل.
هذا وقد تعطلت خدمات عامة في عدة مناطق بإسرائيل -يوم الاثنين- استجابة لإضراب عام أعلنه أكبر اتحاد عمالي للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو من أجل إبرام صفقة تبادل وإعادة الأسرى في قطاع غزة، كما شهدت الاحتجاجات اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة الإسرائيلية.
“}]]