غزة بلا كهرباء.. وبدائل الطاقة الصعبة تستهدفها إسرائيل

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة منذ قرابة العام، قطعت إسرائيل كل مصادر الطاقة الكهربائية عن القطاع، في أتون الإبادة والإجرام المستمر.

يومها أعلن وزير حرب الاحتلال يوآف غالانت، قطع الماء والكهرباء والغذاء عن القطاع، واصفًا السكان بـ”الحيوانات البشرية”، فيما كانت الطائرات تقصف منازل الآمنين بلا هوادة، ولا تزال تفعل، يغرق قطاع غزة بالظلام الدامس، ظلامٌ عقّد حياة الناس، نظرًا للاعتماد الكامل على الكهرباء في تفاصيل الحياة كافة.

أزمة قديمة جديدة

مشكلة الكهرباء في غزة ليست وليدة حرب الإبادة، حيث قصفت الطائرات الإسرائيلية محطة توليد الكهرباء الوحيدة بغزة عام 2006، ما أدخل القطاع في أزمة كهرباء حادة، كانت تتصاعد بقوة في أوقات كثيرة، كما استخدمت إسرائيل في حصارها سلاح الكهرباء في خنق الناس، وتعظيم معاناتهم.

يقول مراسلنا إن الانقطاع الكامل للتيار الكهربائي بدأ منذ الأسبوع الأول للإبادة الجماعية، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بفعل قطع خطوط الكهرباء الإسرائيلية، إلى جانب إغلاق المعابر، ومنع دخول الوقود اللازم لتشغيل المحطة، أو لتشغيل المولدات الكهربائية التي من شأنها توفير الطاقة البديلة.

بدائل ممكنة

ولأن الشعب الفلسطيني يستحيل قهره، بدأ الفلسطينيون بالبحث عن بدائل لتجاوز هذه المحنة، في ظل استمرار الإبادة والقتل، وفي محاولة لتسيير حياتهم اليومية، كان منها الألواح الشمسية المتوفرة، ما دفع بأسعارها للتضاعف عشرات المرات، نظرًا لإقبال المواطنين على شرائها.

يقول المهندس حسن عبد الوهاب – مختص بأنظمة الطاقة البديلة- لمراسلنا إن أسعار الألواح الشمسية تضاعفت عشرات المرات، فلوح بقوة 660 واط كان يباع قبل العدوان بـ200 دولار أمريكي، أما حاليًّا فوصل سعره إلى أكثر من 1300 دولار أمريكي.

ونبه إلى أن الألواح باتت غير متوفرة، نظرًا لمنع إدخالها عبر المعابر الحدودية، من قبل الاحتلال منذ بدء الحرب.

كما شهدت أسعار الكوابل، والمكابح، والبطاريات ذات الحجم الكبير، ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، وصل إلى عشرة أضعاف السعر الطبيعي.

وأوضح المهندس عبد الوهاب، أن منظومة الطاقة المتوسطة كانت تبلغ تكلفتها قبل حرب الإبادة 4 آلاف دولار، أما حاليًّا يصل المبلغ إلى أكثر من 20 ألف دولار.

نقاط شحن

الفلسطيني محمود المغربي، الذي افتتح نقطة للشحن، وبيع المياه المثلجة، مستغلًا ألواحًا شمسية كانت بحوزته قبل الحرب، إن تلك البدائل لا يمكنها تعويض التيار الكهربائي، خصوصا أن غزة تعاني أزمة كهرباء قارب عمرها العشرين عامًا، وتضاعفت بشكل جنوني مع بدء الحرب حيث لا تصل المنازل مطلقًا.

المغربي يؤكد أنه بدون التيار الكهربائي لا يمكن للحياة أن تستمر، متسائًلا: نحن نعيش في عصر العولمة والثورة الرقمية، وما زلنا بدون كهرباء، أي إرهاب وإجرام هذا؟.

يذكر أن احتياج قطاع غزة للكهرباء يبلغ 400 إلى 500 ميغاواط، ويصل إلى 600 ميغاواط في ذروة الاستخدام خلال فصلي الشتاء والصيف، وما كان يتوفر للمحطة من مختلف الأطراف المصرية والإسرائيلية مع إنتاج محطة الكهرباء لا يتجاوز 250 ميغاواط، بعجز يتراوح بين 50 و70% عند تأثر عمل المحطة، الأمر الذي كان ينعكس على طبيعة جداول توزيع الكهرباء قبل الحرب، إلى أن تم إيقافها بشكل كامل منذ نحو 11 شهرا بفعل قطع إمدادات الكهرباء من الجهات كافة.

منع الوقود

ولم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بقطع التيار الكهربائي، ومنع البدائل والمستلزمات الضرورية، بل عمد إلى منع الوقود اللازم لتشغيل مولدات المشافي في مشافي مختلفة في القطاع، إضافة لقصفها في مرات متعددة.

يقول مراسلنا إن الاحتلال في كثير من الأوقات في خضم حرب الإبادة، عمد إلى استهداف أسطح البنايات في القطاع التي عليها ألواح الطاقة الشمسية، مستهدفة أي شيء من شأنه تعزيز صمود المواطن الفلسطيني.

ووفق مراسلنا، وبسبب سياسة التقطير التي تنتهجها إسرائيل بإدخال الوقود إلى غزة، وارتفاع ثمنه بشكل كبير، هذا عقّد مسألة تشغيل المولدات الخاصة التي يمتلكها بعض المواطنين، وجعل من تشغيلها أمرًا مرهقًا، إضافة لمنع إدخال قطع الغيار الخاصة بها.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة