مسؤولون وخبراء فلسطينيون يكشفون ل PNN: 29 مشروع استيطاني ضخم بالمسجد الاقصى بعد 7 أكتوبر

 ​   

القدس المحتلة / PNN/ وصال ابو عليا – تتواصل التحذيرات من مخطَّطات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك، ومن بينها إقامة قطار هوائيٍّ ومَصعدٍ كهربائيٍّ والجسر الخشبي في المسجدِ، ضمن مساعيه التي تهدف إلى تهويد الأقصى وإخلاء المدينة المقدسة من أهلها الأصليّين.

التفكجي ل PNN: الاستيطان في القدس (فوق الأرض، وتحت الأرض، وفي الفضاء)

وفي هذا الاطار قال مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس خليل التفكجي إن هناك قضيتين رئيسيتين فيما يتعلق بالاستيطان والتهويد في باحات المسجد الأقصى،  الأولى: قضية التفريك أو القطار الهوائي، وما تم الإعلان عنه منذ سنوات، وله أهداف استراتيجية كبيرة، تتمثل في الاستيطان فوق الأرض، وتحت الأرض، وفي الفضاء، لذا فإن قضية الأنفاق التي هي جزء من مخططات الاحتلال الهادفة لتغيير المشهد في القدس المحتلة والبلدة القديمة على وجه الخصوص.

وأضاف التفكجي خلال حديث مع مراسلة شبكة PNN أن بناء المستوطنات والوحدات الاستيطانية الجديدة تتم في اطار الترجمة العملية لمخططات الاحتلال الذي يتخذ من روايته المزعومة سندا تاريخيا، مضيفا أن اقامة التلفريك يأتي من أجل ربط القدس الغربية بالشرقية، ولهذا التلفريك محطات تبدأ من القدس الغربية ومنطقة الحرم، ثم يتجه باتجاه سلوان، وهناك “مجمع كيدم” الذي هو بالصوت والصورة لشرح الرواية الاسرائيلية المزعومة، حيث ينتقل السائح إلى جبل الطور وباب الأسباط في العودة في منطقة جبل الزيتون، وهو ضمن برنامج تهويدي ديني.

وأوضح التفكجي أنه عندما يسير الشخص في هذا التلفريك يكون المرشد الاسرائيلي يشرح عن قضية الحوض المقدس ووادي قدرون (وادي مريم)، حيث كان يعيش الأنبياء، والمقبرة اليهودية في سفوح جبل الزيتون المطلة على البلدة القديمة، ولهذا الجبل رواية قديمة في قضية المسيح المنتظر وقدومه من السماء حاملا الهيكل، حيث ينهض الأموات من قبورهم، ويدخلون من باب الرحمة، وصولا لإقامة الهيكل مكان قبة الصخرة، وتبدأ هذه الرواية اليهودية من الفضاء، مؤكدا أن الاحتلال له هدف استراتيجي واضح في سرد روايته للسائحين والتي تتضمن الحديث عن الحوض المقدس ومدينة داوود، ويكون الهيكل المزعوم مكان قبة الصخرة، وكل هذا يأتي ضمن المسار الذي يبدأ من القدس الغربية أو من المحطة العثمانية مرورا من سلوان، ذهابا إلى جبل الزيتون والعودة لباب الأسباط، اضافة لعملية مصادرة الأراضي ومنع البناء الفلسطيني في هذه المناطق.  

وعن القضية الثانية وهي المصعد الكهربائي، بيّن التفكجي أنه بالعودة لعام 1967 عندما تم تدمير حارة المغاربة، فإنه تم اقامة حائط البراق الذي يعتبره اليهود جزءا من بقايا الهيكل، وهذه المنطقة منطقة وادي محاطة بأربع تلال، مضيفا أنه بعد ذلك أقيم الحي اليهودي بهدف زيادة عدد المستوطنين والسائحين، فيما يهدف المصعد أن يكون حلقة وصل بين الحي اليهودي وحائط البراق لزيادة عدد المستوطنين، مع تواصل عملية التهويد تحت الأرض، وكل ذلك مع استمرار محاولات تثبيت وجودهم في حارة اليهود التي كانت في السابق عبارة عن مجموعة من الحارت الاسلامية العربية، وهي: حارة الشرف، وحارة النمامرة، والبشاتوة، والجواعنة، والعلم والكرد، كل هذه العائلات كانت موجودة سابقا إلى أنها اليوم تحولت لحارة اليهود، وكل ذلك يندرج في جوهر مساعي التهويد.

الرفاعي لPNN: أكثر من 29 مشروعا استيطانيا ضخما أعلنها الاحتلال بعد السابع من اكتوبر في المسجد الأقصى

من جهته، مستشار محافظ القدس معروف الرفاعي قال في حديث خاص مع مراسلة PNN إن هناك عدة مشاريع استيطانية داخل المسجد الأقصى فيما يعرف بالحوض المقدس من قبل الجمعيات الاستيطانية المدعومة من حكومة نتنياهو وبلدية الاحتلال في القدس، هدفها تسهيل اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى، ومن ضمنها مشروع التلفريك ومشروع الجسر الخشبي ومشروع القطار الهوائي والمصعد، وذلك تم الإعلان عنه والإشارة إليه في تصريحات قيادات سياسية ووزارء في حكومة الاحتلال، على رأسهم بن غفير وسموتريتش، وعميت هليفي الذي طرح مشروع قرار أمام الكنيست لتقسيم المسجد الأقصى واعتبار المسجد القبلي خاص بالمسلمين وباقي 144 دونم تخصص ككنيس لليهود.

وأوضح الرفاعي أن هذه المشاريع تنطوي على خطورة كبيرة، حيث أن مشروع القطار الهوائي يسعى الاحتلال من خلاله بأن يتم اقتحام ثلاثة آلاف مستوطن للأقصى في الساعة الواحدة، مضيفا أنه منذ بدء حرب الإبادة الجماعة على قطاع غزة في السابع من اكتوبر الماضي، أصبحت منطقة مصلى باب الرحمة ممنوعة على أبناء شعبنا من دخولها، ناهيك عن أن المصلى مغلق، وأشار إلى أن كل الاقتحامات التي تتم في الفترتين الصباحية والمسائية هدفها مصلى باب الرحمة أي المنطقة الشرقية لقبة الصخرة، لذلك فإن كل المؤشرات تؤكد أن هناك كنيس غير معلن عنه في هذه المنطقة، لاسيما مع الطقوس التي يمارسها المستوطنون المقتحمون للأقصى وفي مقدمتهم بن غفير حيث السجود الملحمي الجماعي وغيره، ولكن بقي لهم طقس تلمودي واحد لم ينفذوه حتى اللحظة وهو القرابين الحيوانية.  

وحذر الرفاعي من أن الأقصى يتعرض لمخاطر كبيرة في ظل انشغال العالم بالحرب على غزة ولبنان، لاسيما وأن حكومة الاحتلال تحاول جاهدة لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى بشكل خاص وفي القدس عموما، وتغيير الواقع التاريخي والقانوني للمدينة المحتلة.

ولفت الرفاعي أن أهالي القدس فقط من يتواجدون في المدينة في ظل تقييدات واجراءات الاحتلال العسكرية في المدينة ومحيطها، فهي مغلقة بفعل 18 حاجزا احتلاليا في محيطها، بالتالي فهي محاصرة والمسجد الـأقصى كذلك، حتى المسيحيون ممنوعون من الدخول للأماكن المقدسة الخاصة بهم.

وأكد أن هناك مسؤوليات قانونية وأخلاقية وعروبية ودينية على كل الدول العربية، خاصة تلك التي لديها علاقات دبلوماسية مع دولة الاحتلال، للضغط عليها لوقف هذه الهجمة على القدس ومقدساتها، لافتا أن الرعاية الأمركية للاحتلال واستخدام الفيتو لمنع أي قرار لإدانة لإسرائيل يعني تغطية دولية على حكومات الاحتلال المتعاقبة وجرائمها بحق شعبنا، الأمر الذي يمنحها الضوء الأخضر من أجل ممارسة الإرهاب والاستيطان في القدس.

ودعا الرفاعي الدول العربية والاسلامية أن توقف التطبيع وترهن استمرار علاقاتها الدبوماسية مع الاحتلال بالتوقف عن الاستيطان والتهويد في القدس، وكشف أن هناك أكثر من 29 مشروعا استيطانيا ضخما أعلنت عنها حكومة الاحتلال بعد السابع من اكتوبر في المسجد الأقصى وما يطلقون عليه الحوض المقدس، هدفها طرد الفلسطينيين وإزالة أحياء بالكامل في القدس، جزء منها في بلدة سلوان ووادي الجوز والشيخ جراح، لجلب مستوطنين واستبدالهم عوضا عن أصحابها الأصليين، لتهويد المنطقة، ما يستدعي وقفة جادة عربية وإسلامية، للحيلولة دون تقسيم الأقصى كما حصل في المسجد الإبراهيمي الشريف في الخليل . 
 

  

المحتوى ذو الصلة