خطة الجنرالات .. أحلام صهيونية فاشية تحطمها صخرة الصمود الفلسطيني

[[{“value”:”

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

عام وأكثر مضى على بدء الحرب الصهيونية الإجرامية على قطاع غزة، عشرات آلاف الشهداء قضوا وأصيب أضعافهم في مجازر لم يسبق للتاريخ البشري أن عايش مثلها، وهي المنقولة بالصوت والصورة ويراها العالم برمته وسط حالة تتراوح ما بين المشاركة والإسناد والتواطؤ مع الاحتلال وأقلها الخذلان والصمت.

فما أن انتهى العام بكل ما فيه من قتل ودمار وتخريب وتهجير ونزوح وتجويع، حتى انطلقت صواريخ المقاومة الفلسطينية في غزة نحو تل أبيب، مرسلة رسائل كثيرة، لعل أبرزها أن غزة لا زالت قادرة على إيلام الكيان وأنها بصمودها وثبات أهلها لا زالت شوكة كبيرة في حلق الاحتلال وخاصرته تدميه وتستنزفه.

هذا الفشل الإسرائيلي المركب على كل الصعد جعل الاحتلال يلجأ إلى علو جديد في تعامله مع قطاع غزة، فقد وسع جيش الاحتلال منذ يوم السبت 5 من أكتوبر/ تشرين الأول 2024، من عملياته الإجرامية في شمال قطاع غزة.

فوسط قصف جوي ومدفعي كثيف من الآليات العسكرية والطائرات المسيّرة، ونسف لعشرات المنازل في مناطق غربي بلدة جباليا ومخيمها، وتحديدا في منطقة السلاطين والصفطاوي، طالب الجيش الصهيوني المتواجدين في منطقة أطلقها عليها “D5” بالمغادرة فورا عبر شارع صلاح الدين إلى ما سماها بـ “المنطقة الإنسانية”، تنفيذاً لما بات يعرف بـ”خطة الجنرالات”.

“خطة الجنرالات” هي خطة إجرامية فاشية أعدها الرئيس السابق لما يعرف بـ”مجلس الأمن القومي الصهيوني”، “غيورا آيلاند”، ونال تأييد عشرات الضباط السابقين بالجيش، وقُدم إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزارة الجيش الصهيونية.

وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، في 22 سبتمبر/أيلول 2024، إلى أن الخطة تقضي بـ “إجلاء السكان خلال أسابيع قليلة، وفرض حصار على المنطقة، لدفع المسلحين بمدينة غزة للاستسلام أو الموت جوعا”.

وكشفت وكالة “أسوشيتد برس”، أن خطة الجنرالات التي اقترحها مجموعة من الجنرالات المتقاعدين، تدعو نتنياهو والكنيست الصهيوني إلى تصعيد الضغط، من خلال إعطاء الفلسطينيين مهلة أسبوع واحد لمغادرة الثلث الشمالي من قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة، قبل إعلانها منطقة عسكرية مغلقة.

وأشارت إلى أن دولة الاحتلال ستعد من يبقون في المنطقة من المقاتلين، ما يعنى أن القوانين العسكرية ستسمح للجنود بقتلهم، وسيمنعون من الحصول على الطعام والماء والدواء والوقود.

وتدعو الخطة إلى إبقاء السيطرة الصهيونية على شمال غزة لفترة غير محددة في محاولة لإنشاء إدارة جديدة بدون حركة حماس، مما يقسم قطاع غزة إلى قسمين.

ومنذ 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، لم تدخل أي شاحنات تحمل طعاما أو ماء أو أدوية إلى شمال قطاع غزة، وفقا للأمم المتحدة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.

وعلى الأرض يرفض الفلسطينيون من سكان محافظة شمال غزة الخروج منها، والنزوح إلى مناطق جنوب قطاع غزة، ويؤكدون أنهم مستعدون للشهادة دون النزوح إلى ما يعرف كذباً وبهتاناً بـ”المناطق الإنسانية” التي يعلنها الجيش الصهيوني.

ونقلت وكالة “الأناضول” التركية، عن المواطن “عودة”، الذي يقيم حاليا في خيمة نصبها بأحد مراكز الإيواء داخل مخيم جباليا إثر فقدانه منزله واثنين من أبنائه خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على القطاع، قوله، إنه لن يغادر المخيم إلا “للسماء” حتّى وإن كلفه البقاء حياته.

ويقول عودة “يحاول الاحتلال دفعنا إلى الهجرة والنزوح لمناطق جنوب قطاع غزة بعد عام من صمودنا بالشمال وخسارتنا منازلنا وأعمالنا”.

واعتبر إخلاء المخيم أمرا “بعيد المنال” وسط إصرار أهالي المخيم على البقاء فيه مرددين أنهم “لن يخرجوا من أماكن سكنهم في الشمال إلا نحو السماء”، وفق قوله.

ويرى “عودة” أن الجيش الصهيوني يحاول “إيهام أهالي الشمال بوجود أماكن آمنة في الجنوب لكن تواصل جرائمه هناك وقتله المتعمد للنازحين يفضح هذه الكذبة، وفق تعبيره.

وقال: “في نفس اليوم الذي بدأ فيه اجتياح مخيم جباليا وطالبنا بالإخلاء نحو الجنوب ارتكب مجزرة في المنطقة الإنسانية بمدينة دير البلح وقصف مسجداً يضم نازحين آمنين”.

أما الشاب مريد أحمد (26 عاماً) من مخيم جباليا، فيقول لوكالة “الأناضول”: “رفضنا الإخلاء منذ أيام الحرب الأولى قبل أن نخسر أيا من ممتلكاتنا أو أحبائنا، فكيف لنا أن نقبله الآن؟ خاصة مع استمرار الجرائم بحق أهلنا النازحين في الجنوب”.

ويعتقد أن الجيش الصهيوني يعتمد على “مبدأ الضغط العسكري على أهالي جباليا بشكل عام لدفعهم للنزوح نحو الجنوب”.

ويؤكد أن هذه السياسة أثبتت فشلها، مستدلاً بإصرار الناس على عدم مغادرة منازلهم إلى مناطق أخرى رغم اقتراب آليات الجيش منهم بشكل واضح.

القيادي في حركة “حماس”، أسامة حمدان، قال إن ما يسمَّى بـخطة الجنرالات الإجرامية، التي وضعتها حكومة الاحتلال الإرهابية موضع التنفيذ هي تتويجٌ لعامٍ كامل من الإبادة الوحشية.

وأكد أن الفلسطينيين اليوم “أمام واحدة من أكثر الخطط العسكرية انحطاطًا وقذارة، وضعها جنرالات فاشيون، منعدمون من أيّ أخلاق إنسانية، أو شرف عسكريّ، في انتهاكٍ صارخ واستهتار بكلّ القوانين والمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية”.

ووصف “حمدان”، في تصريحات إعلامية، ما يحدث في شمال قطاع غزة، وتحديدًا في جباليا، بأنها “عملية إبادة جماعية مكتملة الأركان”.

وبين أن الجرائم الصهيونية في شمال قطاع غزة تأتي في ظل أنباء عن بدء تنفيذ الاحتلال مرحلة جديدة من الإبادة الجماعية تهدف إلى فصل شمال القطاع وتهجير سكانه.

وأكد “حمدان” أنَّ خطة الجنرالات الوحشية محكومٌ عليها بالفشل، وقال إن ستفشل وتتحطم كما تحطّمت كافة محاولات حكومة الاحتلال وجيشها الفاشي، على مدار عام كامل من الإبادة والإجرام، لإخضاع شعبنا، أو دفعه للهجرة أو الاستسلام.
وندد بـ “تغاضي” المجتمع الدولي عن جريمة الاحتلال بتهجير مئات الآلاف، انتكاسة غير مسبوقة في القيم الإنسانية، محملًا الإدارة الأمريكية المسؤولية عن المجازر والجرائم وحرب الإبادة الجماعية التي ترتكب ضد غزة.

وأمام صمود سكن الشمال، بدأ الاحتلال يعترف بعد مرور أيام قليلة أن هذه الخطة الإجرامية محكوم عليها بالفشل.

ففي تقرير لصحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، كشفت أن جيش الاحتلال يواجه مشاكل كبيرة في نقل سكان شمال قطاع غزة. وأن معظم سكان شمال قطاع غزة يقاومون النزوح القسري من هذه المنطقة.

وهذا يجعل اليقين الفلسطيني يزداد رسوخاً بأن هذه الخطط الصهيونية لتهجير أهل غزة وتفريغ أرضها منهم لم ولن يكتب لها النجاح، ما دام في الفلسطينيين عرق ينبض، فقد تعاهدوا ألا يكرروا المأساة ويكسروا على صخرة صمودهم كل أحلام الاحتلال وقادته المجرمين.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة