ميدل إيست آي: حروب إسرائيل في الشرق الأوسط ستمهد لزوالها

[[{“value”:”

لندن – المركز الفلسطيني للإعلام

شن موقع “ميدل إيست آي” البريطاني هجوما لاذعا على ما يسمى “خطة الجنرالات” الإسرائيلية للخروج من مأزق الحرب التي تخوضها في قطاع غزة وجنوب لبنان ضد حركة حماس وحزب الله اللبناني على التوالي.

ويتساءل الموقع في مقال نشره رئيس تحريره الكاتب البريطاني ديفيد هيرست عن ماهية “خطة الجنرالات؟ وماذا تعني للحرب في غزة؟، ويجيب بأن الخطة وضعها الجنرال السابق في جيش الاحتلال غيورا آيلاند الذي يعترف بأن التكتيكات العسكرية في غزة قد فشلت، إذ في كل مرة يفرغ جنود الاحتلال من “تطهير” منطقة في القطاع من مقاتلي المقاومة الفلسطينية فإنهم ما يلبثون أن يظهروا مرة أخرى.

كلاب تأكل الجثث في الشوارع، ومبانٍ مدمرةٌ بالكامل.. صورة مأساوية نقلها رئيس مركز الطوارئ عن الأوضاع في شمال غزة، وسط الحصار المطبق الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي حول المنطقة فيما بات يُعرف بـ “خطة الجنرالات”@AnaAlarabytv pic.twitter.com/4q2frt94uG

— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 18, 2024

وقال هيرست في المقال الذي ترجمه موقع “الجزيرة نت”، إن الحل الذي يقترحه آيلاند في خطته لا يتمثل في حل الأزمة بالتفاوض، بل في إجبار 400 ألف من سكان شمال غزة على الخروج بتخييرهم بين التضور جوعا أو الموت.

ويروج آيلاند لخطته على أنها هي الطريقة الوحيدة لتحقيق أهداف إسرائيل من الحرب، وقد حظيت الخطة بدعم واسع النطاق في دولة الاحتلال من الجيش والبرلمان (الكنيست) ووسائل الإعلام، في حين قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إنه يدرسها.

ويرى هيرست أن الخطة بعيدة كل البعد عن التفكير الإبداعي، لافتا إلى أن هناك أناسا كثرا يعتقدون اليوم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ بالفعل أجزاء منها، حتى أنه أصدر أوامر الطرد الواردة في الخطة كمرحلة أولى.

“خطة الجنرالات” في دائرة الفشل، وكلمة السر “صمود الفلسطينيين في شمال قطاع غزة”. pic.twitter.com/oU0ncv89nW

— Tufan_Alaqsa طوفان الأقصى (@Tufan_ALaqssa) October 15, 2024

ووفقا للمقال، فقد انتهى جيش الاحتلال بالفعل من بناء ممر نتساريم الذي يشطر القطاع جنوب مدينة غزة، وهو “عنصر أساسي” في تكتيكات آيلاند بالحصار.

ونُقل عن جندي متمركز في ممر نتساريم قوله إن الهدف من هذا الممر هو منح السكان الذين يعيشون شمال منطقة نتساريم مهلة نهائية للانتقال إلى جنوب القطاع “وبعد هذا الموعد كل من سيبقى في الشمال سيعتبر عدوا وسيقتل”.

ومضى هيرست إلى القول إن صور “إرهاب الحرب” التي ترتكبها إسرائيل في غزة أو لبنان لا تدخل قوائم الترشيح لجائزة بوليتزر، كما أنها لا تستثير بيانات إدانة من رؤساء الولايات المتحدة أو رؤساء حكومات بريطانيا الحاليين والسابقين، أو تصريحات تعبر عن اشمئزازهم من الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في غزة أو لبنان.

“أكثر الخطط العسكرية التي عرفها التاريخ الحديث انحطاطاً ونازية”.. جنود إسرائيليون يعترفون بأن جيش الاحتلال بدأ بالفعل في تنفيذ خطة الجنرالات بشمال غزة دون إعلان ذلك رسمياً، كيف؟ pic.twitter.com/ppZJW9zehj

— TRT عربي (@TRTArabi) October 17, 2024

وأضاف هيرست أنه لا توجد محاذير في النقاشات الدائرة بإسرائيل، ولا حتى حول استخدام مصطلحات مثل “الإبادة”.

وذكر الكاتب البريطاني أنه حتى المؤرخين في إسرائيل يحرضون على الإبادة الجماعية، فهذا عوزي رابي -وهو كبير المحاضرين في قسم الدراسات الشرق أوسطية والأفريقية بجامعة تل أبيب، والذي يعد أيضا من أبرز الخبراء الإسرائيليين بشؤون المنطقة- قد صرح في مقابلة تلفزيونية أجريت معه الشهر الماضي بأن “كل من سيبقى هناك (شمال غزة) سيحكم عليه القانون كإرهابي وسيخضع إما لعملية تجويع أو إبادة”.

وأضاف أنه “لا ينبغي لإسرائيل أن تحاول حل المشاكل في المنطقة برفق شديد”، مضيفا أن تصرفات إسرائيل ستكون بنكهة “التوابل الشرق أوسطية”.

الصحفية البريطانية تمارا هيماني:
“يوم السبت قطع الجيش الإسرائيلي جميع إمدادات المساعدات الإنسانية عن شمال غـزة مُفَرِّغاً المنطقة ومُطالِبا أكثر من 400 ألف بالتوجه إلى الجنوب فوراً. إسرائيل تبنت ما يعرف باسم “خطة الجنرالات” التي وضعها اللواء غيورا آيلاند”.. ما هي؟ pic.twitter.com/Lc6T5DW0YQ

— مجلة ميم.. مِرآتنا (@Meemmag) October 12, 2024

وهناك بيني موريس -الذي كان في زمن مضى أحد “المؤرخين الجدد” الذين كشفوا عن المجازر التي ارتكبتها إسرائيل عام 1948- يريد الآن ضرب إيران بالقنابل النووية.

ونقل هيرست عن أحد الصحفيين الذين يعيشون في جحيم القصف الإسرائيلي المتواصل في غزة قوله إن الناس هناك -خاصة في جباليا- لم يتزحزحوا، بل يفضلون الموت في الشوارع على الرحيل إلى الجنوب.

وحتى الناس في الجنوب يقولون إن “الموت في غزة أفضل من الموت في الجنوب”، لأن الموت في الجنوب لا يطاق، والحياة في الجنوب لا تطاق وأصعب بكثير من الشمال رغم أن الموت واحد”، بحسب الصحفي الذي لم يذكر الكاتب البريطاني اسمه.

هذه المحرقة تندرج في إطار “خطة الجنرالات” التي تهدف إلى “تحويل كامل المنطقة الواقعة شمال ممر نتساريم (أنشأته إسرائيل وسط القطاع)، أي محافظتي #غزة والشمال، لمنطقة عسكرية مغلقة”.#محرقة_جباليا https://t.co/l0ND3woGpD

— صحيفة الاستقلال (@alestiklal) October 18, 2024

ولا يتوقف الأمر عند المؤرخين أو العسكريين أو السياسيين، فالبروفيسور آفي بارلي المحاضر في إسرائيل وتاريخ الصهيونية بجامعة بن غوريون كان قد كتب في أكتوبر/تشرين الأول 2023 أن الفلسطينيين “مجتمع يفضل الموت ويرفع راية القتل”.

ولم يستثن هيرست حتى وسائل الإعلام من هجومه اللاذع، والتي يقول إنها إما “صامتة أو متواطئة”، واستشهد بتقارير قناة سكاي نيوز التي وصفت الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا في قصف صاروخي لحزب الله على قاعدة عسكرية بأنهم “ضحايا مراهقون”.

وأشار إلى أن محرر شؤون الشرق الأوسط في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) جيريمي بوين أجرى مقابلة مع آيلاند بـ”حيادية مدروسة، وكأن خطته وجهة نظر مشروعة”.

ولم يذكّر بوين المؤرخ الإسرائيلي بأن بلاده متهمة بجرائم حرب وإبادة جماعية من قبل أكبر محكمتين عدليتين (الجنائية الدولية والعدل الدولية)، والتي تعد خطة آيلاند دليلا رئيسيا في القضيتين.

ويعتقد هيرست أن الأمر لا يعدو أن يكون مسألة وقت فقط، قبل أن تجر هذه الحرب وتلك التكتيكات كل دولة في المنطقة تهددها إسرائيل بالقصف وبطموحاتها التوسعية.

ويحذر الكاتب من أن هذه الحرب تهدد هوية السنّة والشيعة على حد سواء في سوريا والأردن والعراق وإيران، فهي “حرب وجود”.

تغطية صحفية | مشاهد بثتها كتـ ـ ـائـ ـب الـ قـ سـ ا م لاستدراج قوات الاحتـ لال الخاصة لأحد المنازل المفخخة في جباليا pic.twitter.com/jo6kP8dGQh

— شبكة رصد (@RassdNewsN) October 18, 2024

وفي ختام مقاله تساءل هيرست عما إذا كانت هذه حرب أبدية، وهل ستنتهي بالاحتلال أم بالتراجع؟ ويجيب عن ذلك بأنه ليس متأكدا، فإذا كانت إسرائيل لم تعد قادرة على إعادة حساباتها والتوقف وإعادة التفكير “فهي تسير بلا تبصر نحو زوالها”.

“}]] 

المحتوى ذو الصلة