[[{“value”:”
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
لم يحمل اليوم الـ27 من العملية البرية التي يشنّها جيش الاحتلال في محافظة شمال قطاع غزة، سوى مزيد من المجازر والتجويع لآلاف المواطنين يرفضون النزوح من منازلهم، حيث قضى العشرات منهم جراء القصف الجوي والمدفعي المتواصل.
ففي هذا اليوم، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منازل ومربعات سكنية في بلدة بيت لاهيا، ما أدى إلى استشهاد 45 مواطنا معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر طبية.
وتوغل جيش الاحتلال مجددا في مخيم جباليا، وفي محيط المستشفى الإندونيسي ومدرستي تل الزعتر وتل الربيع قرب منطقة الفاخورة، وسط إطلاق نار من أسلحتها الرشاشة بشكل مباشر تجاه المستشفى والمنطقة المحيطة.
وقالت مصادر محلية إن جيش الاحتلال واصل عمليات نسف المباني السكنية في مخيم جباليا، وسمع دوي انفجاراتها العنيفة في محافظتي غزة والشمال.
وأنذر جيش الاحتلال النازحين داخل المدرستين عبر مكبرات الصوت في الطائرات المسيرة من نوع “كواد كابتر” لإخلاء المدرستين، وشهدت المنطقة حركة نزوح للأهالي إلى منطقة الشيماء في بيت لاهيا.
وشهدت مناطق الشيخ زايد وتلة قليبو ومشروع بيت لاهيا ومخيم جباليا قصفًا مدفعيا وغارات جوية عنيفة وإطلاق نار من الآليات والمسيرات الإسرائيلية.
وتسبب القصف المدفعي العنيف في سقوط شهداء وجرحى، واندلاع النيران في عدة منازل بمحيط دوار الشيخ زايد ومشروع بيت لاهيا.
كما قصف جيش الاحتلال العشرات من الأهداف في كل مناطق شمال وادي غزة، والتي تضم شققاً سكنية، وتجمعات للمواطنين، ومدارس إيواء. وحتى أكثر الأسواق الشعبية اكتظاظاً طاولته صواريخ الإبادة الجماعية.
وأعاد جيش الاحتلال صباح اليوم الخميس، الإغارة على مستشفى كمال عدوان بعد أيام على استهدافه من المدفعية الإسرائيلية، وبعد أقل من 24 ساعة على إطلاق وزارة الصحة مناشدات للمنظمات الدولية بإيفاد فرق جراحية ومركبات إسعاف إلى شمال غزة “قبل فوات الأوان”، وضرورة فتح ممر لإجلاء المصابين الذين يُحملون عبر عربات تجرها الحيوان إلى مستشفيات المناطق المحاصرة ولا يجدون من يعالجهم، حيث سبق أن اعتقل جيش الاحتلال في 26 أكتوبر كامل الطاقم الطبي في مستشفى كمال عدوان، وفرض حصاراً خانقاً على مستشفى العودة.
وقصفت طائرات الاحتلال الحربية الطابق الثالث من مستشفى كمال عدوان، ما أسفر عن استشهاد 4 مرضى، بينهم طفلان، واحتراق مخزن الأدوية، ومستلزمات طبية تم استلامها قبل 5 فقط أيام من منظمة الصحة العالمية، وتوقف خدمات العمليات الجراحية.
كما طال القصف محطة التحلية الخاصة بقسم غسيل الكلي قسم الهندسة والصيانة وخزانات المياه في داخل المستشفى، مشيرة إلى إصابة عدد من العاملين بالمستشفى؛ نتيجة القصف المتواصل.
وفي أعقاب ذلك، أعلنت إدارة مستشفى كمال عدوان عن توقف كامل خدمات العمليات الجراحية؛ جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل والمتجدد للمستشفى.
توقف العمليات الجراحية
وأفاد المدير العام لوزارة الصحة في غزة، منير البرش، بارتقاء أكثر من 1200 شهيد في شمال قطاع غزة الذي يرزح منذ 27 يوما تحت عدوان واسع وحصار ناري وتجويع غير مسبوق.
وأشار البرش في تصريحات إعلامية إلى أن الاحتلال يواصل منع إدخال المستلزمات الطبية إلى شمال غزة منذ بدء الحصار على شمال القطاع، مؤكداً أن الاحتلال يواصل ارتكاب المجازر واستهداف مراكز الإيواء بشمال القطاع، وقصف المدنيين في بيت لاهيا الذين رفضوا المغادرة، والإخلاء القسري.
وتابع البرش: “الاحتلال يعزل المواطنين في المنطقة، ويقوم بمجازر بصمت، حيث تفاجأنا بحرق منزل يحتوي على عائلة كاملة، ولم تصله الطواقم الطبية إلا بعد 18 ساعة من وقوع الحادث”.
وفي السياق، قال مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، في تصريحات إعلامية: “اضطررنا لترك مرضى وجرحى يموتون؛ بسبب توقف العمليات الجراحية”.
وأكد إصابة 4 من كوادر المستشفى بحروق جرّاء قصف استهدف الطابق الثالث للمستشفى، لافتا إلى أن قصفا متواصلا استهدف محيط المستشفى طيلة ساعات ليل الخميس.
وأشار أبو صفية إلى أن قصف المستشفى تسبب باشتعال النيران بأقسام تحتوي على جرحى ومستلزمات طبية، مضيفا “الوضع كارثي، ونعيش في منطقة منكوبة، ونقدم الحد الأدنى من العلاج”.
وجدد مطالبة المؤسسات الدولية والمعنية بإدخال سيارات الإسعاف إلى المستشفى لنقل الجرحى، مستدركا أن هذه المناشدات المتواصلة “دون جدوى” فلا يوجد أي تحرك حتى الآن.
ويرزح شمال قطاع غزة منذ 27 يومًا تحت حصار ناري كثيف، حيث وسعّت قوات جيش الاحتلال عمليات التطهير العرقي بالقوة النارية، وتحاصر السكان في مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا وتحرمهم من أي إمدادات أساسية تنقذ حياتهم، وسط عمليات تفجير ونسف للمنازل والمربعات السكنية في مسعى تهجيرهم قسرياً.
ومنذ بدء الاحتلال هجومه البري الثالث على شمال غزة، استشهد أكثر من 1250 شهيدًا في شمال قطاع غزة، وفقا لوزارة الصحة، فيما اعتقل الاحتلال أكثر من 600 مواطن من شمال القطاع خلال الحصار المطبق، بحسب مؤسسات حقوقية.
ويعاني شمال القطاع أوضاعًا صعبة، في ظل نقص المياه الصالحة للشرب والأدوية والمواد الغذائية، ومنع إدخال المساعدات، ووصول سيارات الإسعاف والدفاع المدني التي تعرضت للقصف، مما فاقم الأزمة الإنسانية.
ثمن كبير
ووسط كل ذلك، تواصل المقاومة تصديها بقوة لجيش الاحتلال الذي وضعها كعنوان رئيس للهجوم البري الثالث على شمال غزة ويتذرع بممارسة الإبادة والتطهير العرقي بالقضاء على عليها ومنعها من استعادة قوتها.
وأعلنت كتائب القسام في بلاغ عبر منصة “تلغرام”، تمكن مقاتليها من استهدفوا ناقلة جند من نوع “اشزاريت” بقذيفة “الياسين 105” وجيب “همر” بقذيفة مضادة للدروع وجرافة عسكرية صهيونية من نوع (D9) بعبوة أرضية قرب المقبرة الشرقية بمدينة غزة.
وقبل ذلك بيوم نجحت المقاومة في إيقاع خسائر مؤلمة في صفوف جيش الاحتلال ما تسبّب بحالة من الهستيريا لدى المراسلين العسكريين لقنوات الاحتلال، والذين طالب أحدهم “بإزالة مخيم جباليا عن الوجود وجعله خرابا”، رداً على كمين محكم نفّذته المقاومة بحق جنود وضباط من “الوحدة 888” الخاصة في المخيم.
وقتل أربعة جنود وضابطاً من وحدة كوماندوز، تعرف باسم “الأشباح” أو “الوحدة المتعددة الأبعاد” كانت تقوم بنشاط في منزل داخل المخيم، تمكنت المقاومة من تفخيخه سابقاً من دون أن تكتشفه القوة الخاصة.
وخلال اليومين الماضيين، أعلنت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة مسؤوليتها عن تفجير نحو 8 آليات، وقنص جندي، واستهداف القوات المتوغّلة في شمال القطاع بقذائف الهاون. كذلك، أعلن جيش العدو عن مقتل نائب كتيبة كان قد أصيب في عملية اغتيال قائد “اللواء 401″، إحسان دقسة، قبل أيام.
وتظهر الخسائر الكبيرة في صفوف جيش الاحتلال في شمالي قطاع غزة قدرة المقاومة على التخفي والمناورة عبر حرب عصابات تستنزف قدرة الجيش على المواصلة، وتحرمه فرصة تحقيق أهدافه بتركيعها على الرغم من الخسائر والآلام الكبيرة التي يتكبدها المواطنون.
“}]]